بمراكش في المغرب.. 30 شابة تتبارين في كرة القدم

نظم المركب الاجتماعي دار الطفل بمدينة مراكش في المغرب، اليوم السبت 27 آذار/ مارس 2021، مباراة ودية استعراضية، جمعت بين مربيات دار الطفل وفتيات دار النور فئة الكبيرات.

المباراة التي عرفت مشاركة 30 فتاة بين فريق المربيات وفريق المستفيدات، تمت في أجواء رياضية وأخوية، خصوصًا أن المباراة جاءت ضمن احتفاء الجمعية باليوم الأممي للمرأة والذي توزع طيلة شهر مارس عبر أنشطة متنوعة.

 

وقد دامت المباراة زهاء أربعين دقيقة، وتم تنظيمها في ملعب دار الطفل باب أغمات، الذي يعتبر أول ملعب معشوشب لكرة القدم في المغرب على مستوى دور الأطفال، وكان قد تم تدشينه في مستهل شهر آذار/ مارس العام الجاري، 2021.

اختارت إدارة جمعية سيدي بلعباس التي تشرف على تسيير المركب الاجتماعي دار الطفل بمراكش أن تجعل من هذا اللقاء فرصة للاحتفاء بفتيات الجمعية، وأيضاً لأجل لفت الانتباه لأهمية هذه الفئة داخل المجتمع.

 المركب الاجتماعي دار الطفل بمراكش هو مؤسسة للرعاية الاجتماعية تعنى بإيواء وتربية وتعليم الأطفال في وضعية صعبة، ذكورًا وإناثًا.

كما يقدم خدمـات اجتماعية مادية ومعنوية وتربوية تستجيب لمختلف حاجيات المستفيدين والمستفيدات من المؤسسة، وذلك من أجل تأهيلهم للاندماج في الحياة الاجتماعية والمهنية، وتمكينهم بالتالي من لعب أدوار إيجابية في المجتمع.

ويأوي المركب إجمالاً 340 مستفيدًا ومستفيدة، يؤطرهم 76 مؤطرا إداريًا و تربويًا، عبر 3 دور؛ دار الأمل المخصصة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و 10 سنوات، ودار النور المخصصة للفتيات في سن ما بين 5 و28 سنة، ودار العرفان المخصصة للأطفال والشباب في سن ما بين 10 و28 سنة.

 كما يتكون  المركب الاجتماعي دار الطفل بمراكش من أربعة أجنحة، هي جناح سيدي بلعباس، وجناح الإمام السهيلي، وجناح سيدي يوسف بن علي، وجناح سيدي بن سليمان.

وتستقبل المؤسسة الأطفال (ذكور وإناث) في وضعية صعبة ابتداءً من خمس سنوات، وذلك عبر لجنة الانتقاء مكونة من بعض أعضاء مكتب الجمعية بالإضافة إلى بعض الأطر الإدارية والاجتماعية والتربوية التي تشتغل بالمؤسسة. ويتم الحسم في اختيار المسجلين الجدد بناء على عدد المقاعد الشاغرة والحالات الأكثر احتياجًا.

كذلك، تتوفر المؤسسة على خلية مكونة من مقتصد وأمين المخازن ومسؤول على المطبخ فضلًا عن مجموعة من طباخين ومساعدين ومنظفين، يعملون على تقديم وجبات غذائية منظمة، وفق برنامج مسطر مصادق عليه من طرف طبيب المؤسسة ورئيس الجمعية ومدير ومقتصد المؤسسة.

في إطار إعادة هيكلة المؤسسة بشراكة مع مؤسسة محمد الخامس للتضامن ومنظمة فورتو، أُحدِث قطب صحي اجتماعي يسهر على تقديم الخدمات الطبية والاجتماعية التي يحتاجها المستفيدين والمستفيدات من المؤسسة.

وهو يتكون من الأطر الطبية والاجتماعية والتي تشمل طبيب رئيسي، أخصائية نفسانية، مساعدة اجتماعية، ممرض، مساعدة طبية، عيادة طب الأسنان.

ومن أجل الرفع بالمنظومة التربوية، وتماشيًا مع تأهيل المؤسسة وفقًا لتصورات الشركاء المحتضنين لهذا المشروع، أُحدِث قطب تربوي يتكون من منسقية الطفولة ومنسقية الشباب.

وهاتان المنسقيتان تعملان على تسطير وإنجاز برامج تربوية متنوعة تهدف إلى تأطير المستفيدين والمستفيدات من المؤسسة تربويًا وفنيًا ورياضيًا من أجل توجيههم وتأهيلهم للاندماج في الحياة الاجتماعية.

يسهر القطب التربوي على تسطير برنامج سنوي للأنشطة التربوية والفنية والرياضية والدينية من طرف الأطر التربوية للمؤسسة أو بعقد شراكات مع جمعيات دولية ووطنية ومحلية.

وهي الأنشطة الموازية لبرامج التمدرس في المؤسسات التعليمية وبرامج التكوين المهني ودروس التقوية والدعم المدرسي التي يستفيد منها المستفيدين والمستفيدات من المؤسسة.

تأتي هذه المباراة في إطار الأنشطة المزواية التي ينظمها المركب لأجل تعزيز تواصل المستفيدات مع المجتمع، خصوصًا أنها فئة تعاني من صعوبة الإندماج بشكل كبير.

تورية الحطاب، وهي المسؤولة عن دار الأمل ودار النور للفتيات في وضعية صعبة، قالت لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب يوسف أسكور، إن اللقاء يأتي تتويجًا للأنشطة الرياضية التي يستفيد منها فتيات الدار.

وأضافت أن اللقاء الذي جمع بين المستفيدات والمربيات يهدف إلى خلق جو من التواصل الإيجابي والتعاون بينهن، خصوصًا وأن نجاح الدار يظل رهيناً بتعاون الجميع.

وحول سبب اختيار رياضة كرة القدم، بيّنت تورية الحطاب أن الدار تعمل على خلق نادي نسوي لكرة القدم سينافس ضمن البطولة الرسمية، وهو ما ننتظر منه المساهمة في إدماج المستفيدات في المجتمع عبر كرة القدم.

في ذات السياق، قال رضوان بوصبع، وهو المدرب المشرف على الفريق النسوي للمركب، إنه لمس في اللاعبات حماساً منقطع النظير وحرصًا على التداريب ورغبة في النجاح.

وأضاف خلال حديثه لمراسل “تطبيق خبّر” أن العمل مع هذا الفريق سيستمر وسيحقق نتائج محترمة، خصوصًا في ظل تعاون الإدارة وتوفير جميع الظروف التي تعتبر مقومات نجاح أي فريق.

المباراة انتهت بتعادل الفريقين وتوجت بتوزيع جوائز وميداليات على جميع المشاركات. كما شهدت حضور أعضاء مكتب الإدارة وبعض شركاء المركب، وهو ما شكل دافعًا وتشجيعًا للاعبات الفريق النسوي التابع للمركب.