قامت جمعية النجمة الخضراء الرباطية في المغرب، طيلة الأسبوع الحالي، بتنظيم دوري ل 8 فرق لكرة القدم، من فرق الأحياء الشعبية. جرى الدوري بملاعب القرب الخاصة بالأحياء في حي يعقوب المنصور، وكان بتنظيم مشترك مع جمعيات أحياء أخرى، وبهدف حماية لاعبيها الأطفال من المخدرات والانحراف.
حول هذه المبادرة الرياضية، قال إدريس الروصافي رئيس جمعية النجمة الخضراء الرباطية لكرة القدم، إن “هذا الدوري كان فكرة مبرمجة منذ أشهر، واليوم اغتمنا فرصة العطلة المدرسية من أجل تنظيمه”.
وأوضح لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب جواد الأطلس أنه “بما أن أطفالنا هم في حاجة للتأطير والاحتضان لحمايتهم من تعلم أشياء غير لائقة في الشارع، ولاسيما مع انتشار مؤشر الجريمة مؤخراً، صار لزامًا أن نتدخل كجمعيات رياضية من أجل ملء وقت فراغهم”.
وأضاف الروصافي أن حوالى 70 طفلًا استفادوا من هذا الدوري، مبيّنًا أن المباريات أجريت في أدوار إقصائية على امتداد أيام العطلة المدرسية، وفي النهائي تم توزيع الجوائز على المشاركين. وضمت الجوائز الموزعة ميداليات وكؤوس حسب المتفوقين، فضلًا عن كرات وألبسة رياضية متنوعة.
وشكل دوري الأحياء بمقاطعة يعقوب المنصور في العاصمة الرباط أحد أهم التظاهرات الرياضية التي شهدتها المنطقة. وكشف الروصافي أن هناك نية من طرف العديد من الجمعيات لإعادة تنظيم وتنويع مباريات في مختلف الرياضات، وخاصة كرة القدم لفائدة الأطفال على امتداد السنة.
دوري كرة القدم بداية لبرنامج رياضي سيمتد على مدار السنة
في سياق متصل، صرح إبراهيم لمعكلي، وهو مؤطر داخل جمعية النجمة الخضراء الرباطية لكرة القدم، أن عملهم دائمًا يدخل في تأطير الأطفال وخاصة المنتمين للأحياء الشعبية وتلقينهم مبادئ كرة القدم والمهارات التي سيعتمدون عليها في المستقبل ليصبحوا نجومًا.
وقال لمعكلي لمراسل “تطبيق خبّر” إن “هذا الأسبوع كان مميزًا بإشراك ثمانية فرق داخل دوري مصغر، إذ شهد نجاحًا وإقبالًا من أطفال منطقة يعقوب المنصور بالعاصمة”.
/span>
70 طفلًا بحي يعقوب المنصور يلعبون بدوري لكرة القدم لحمايتهم من المخدرات والانحراف
كان الدوري مناسبة لأخذ الخبرة والتجربة كما هي متداولة في ملاعب الاحتراف والفرق الكبرى، خصوصًا أنه يأتي في زمن العطلة المدرسية التي من الممكن أن تكون وقت فراغ وملل للأطفال.
وأوضح لمعكلي “أنه من المحتمل أن يذهب أطفالنا في أوقات فراغهم لتعلم أشياء سلبية من الشوارع، وبتدخل المدربين في الجمعية سهرنا على احتضانهم على امتداد ذلك الوقت الفارغ”.
وأضاف أنه فضلًا عن مثل هذه المبادرات، هناك عملية تطعيم متواصلة من الأحياء لصالح الفرق الوطنية، إذ يتم انتقاء المواهب من أطفال الأحياء في كل مناسبة من أجل فتح الأفق أمامها للانضمام إلى مدارس كرة القدم الوطنية الشهيرة.
وفيما يتعلق بتفاصيل المبادرة وبعض تحدياتها، كشف محمد لمراني، وهو مؤطر رياضي في جمعية النجمة الخضراء الرباطية لكرة القدم، ومن أبرز المنظمين الذي سهروا على تأطير هذا الدوري أن “فكرة الدوري جاءت بالأساس كبداية لبرنامج جديد سيتم إطلاقه عما قريب على امتداد السنة”.
دوري كرة القدم بداية لبرنامج رياضي سيمتد على مدار السنة
وأوضح لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني جواد الأطلس أن “من بين الأسباب الرئيسة التي دفعت الجمعيات الرياضية إلى الاتحاد، هو ارتفاع نسبة الانحراف مؤخرًا، والأرقام التي تتحدث عنها المؤسسات الرسمية خير دليل، لذلك اليوم نحن كمجتمع مدني تدخلنا من أجل احتضان الناشئة وملء وقتهم برياضة كرة القدم”.
وأضاف لمراني أنه “بمساعدة من مدير ملاعب القرب محمد مجاهد رتبنا البرنامج، حسب ساعات الاستفادة المبرمجة لكل جمعية من أجل توحيد الجهود وتنظيم الأوقات”.
وبيّن أن الهيئات المشاركة تلقت كذلك مساعدات أخرى من طرف السلطات والمهدي بنسعيد، رئيس اتحاد يعقوب المنصور الذي وفر كل ما هو لوجيستيي لتمر المبادرة الرياضية في أحسن الظروف.
الدوري الشعبي فرصة لرفد المدارس الوطنية لكرة القدم بالمواهب
بالرغم من ذلك، عبّر محمد لمراني عن أسفه لوجود تحديات مادية ولوجستية تشكل عائقًا أمام رغبة كبيرة في أن تشمل المبادرة عدد أكبر من الأطفال، لاسيما أن بعض الملاعب المؤدى عنها، والتي تتوفر على إمكانيات أكبر، تجعل الرغبة في توسيع عدد المشاركين من أطفال الأحياء الشعبية في سِجل الانتظار.
تجدر الإشارة إلى أن المبادرة الرياضية التي قامت بها جمعية النجمة الخضراء الرباطية لكرة القدم لقيت استحسانًا عريضاً من طرف أباء وأهالي الطفولة بمنطقة يعقوب المنصور، هذه المنطقة التي تظل لليوم شاهدة على أسماء كبيرة مغربية خرجت من رحمها للتألق في عالم المستديرة ورياضات أخرى.
نسرين صادق
