أشرف الراعي
صمت رسمي بعد قرار حظر النشر في القضية
من دون إعلان رسمي يتناقل صحافيون أردنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، أن هناك كلمة مرتقبة للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، بعد الأزمة الأخيرة في الأردن، والتي قالت الحكومة إنها “كانت تمس بأمن البلاد”، وتم على إثرها اعتقال مسؤولين اثنين بارزين في الدولة الأردنية، وآخرين لم يعرف من هم حتى الآن
ويواصل إعلاميون أردنيون تناقل المعلومات، على الرغم من قرار النائب العام الأردني حظر النشر في القضية وتحت المسؤولية الجزائية هناك، لأهمية القضية وحساسيتها تجاه بلادهم، المحاطة بأزمات المنطقة، وتشكل عنصر توازن في المنطقة ، كما يرون.
ورصدت “أخبار الآن” كذلك تناقل أخبار من قبل إعلاميين يتحدثون فيها عن تغييرات واسعة النطاق في الدولة الأردنية، تشمل قادة الأجهزة الأمنية، لكن حتى الآن لم يعرف إن كان ذلك من قبيل “الأمنيات” أو معلومات أكيدة، نظراً لعدم وجود معلومة رسمية تؤكد أو تنفي ذلك بشكل مطلق.
دعوات لشرح ما حدث
الكاتبة الصحافية البارزة رنا الصباغ، التي شغلت منصب رئيسة تحرير صحيفة جوردان تايمز الناطقة باللغة الإنجليزية خلال عهد الملك الراحل الحسين بن طلال، قالت في منشور لها عبر صفحتها على “فيسبوك”: “يبدو أننا على موعد يوم الغد مع رسالة من جلالة الملك عبدالله الثاني لشعبه الحائر والمكلوم وللعالم المصدوم لشرح تفاصيل الأحداث الصعبة التي عصفت بالمملكة منذ عصر يوم السبت”.
أضافت الصباغ، التي رأست شبكة أريج للصحافة العربية الاستقصائية “الأمل أن يجيب جلالته على عديد الإجابات التي نحن بأمس الحاجة إليها حيال الأشخاص والأحداث المرتبطة بهم واستراتيجية العمل وأن يشجع جلالته كبار المسؤولين التعامل مع وسائل الإعلام المحلية بنفس الأريحية والانفتاح الذي يظهروه لكبريات وسائل الإعلام الغربية التي بتنا نعتمد عليها لمعرفة ما يحدث في بلدنا منذ بدء المصيبة”.
وتابعت الصباغ “غموض الموقف وتضارب المعلومات بين ما يعلن للداخل وللخارج ليس في مصلحة الدولة بكافة مكوناتها حيث تختلط الإشاعات مع المخاوف والهواجس الحقيقية والمفتعلة والانطباعات المسبقة لتعمق كوكتيل الخوف والقلق والحيرة ما يضيع الحقيقة بحدها الأدنى”.
تلميحات
المنتج الأردني نضال الخزاعلة، اكتفى بالتلميح عندما قال: “مساء الغد .. 10 مليون يتابعون التلفزيون”، وكأنه يقصد أن 10 مليون أردني ومقيم على أرض البلاد سيتابعون كلمة مهمة، دون أن يشير لها.
تغييرات واسعة
فيما تحدث الصحافي الأردني المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية عوني عطا الله عن تغييرات في قيادة الجيش والمخابرات هناك، وطرح أسماء أشخاص مقربين من العاهل الأردني، بغية تأكيد معلومته التي لم يبين من أين استقاها، واكتفى بالقول بأنها من مصادر.
دعوات للانفتاح على وسائل الإعلام
الصحافي أسامة العدوان قال في منشور له على فيسبوك أيضاً: “الفرق كبير بين حل الأزمة وإدارتها، فبعض الأزمات يفزع ويرعب لا يزعج فحسب، فالرأي العام للدولة درة وطنية”.
وتابع: “في ظل زواج المعلومة بالتكنولوجيا، الدولة التي تعقتد أنها تسيطر على المشهد دولة واهمة” لذلك التغيب والتأخير والإقصاء في الطرح عاد أمرا عبثيا، فلا احد سيكسب نهاية المطاف وخصوصاً في الأزمات”.
وتحدث عن حق الحصول على المعلومة، قائلاَ “مهما كانت حساسيتها وفقا لنهج واضح وصريح يضمن السرعة والانسياب، يحقق الإعلام المؤثر في الرأي العام وإعلام الدولة القوي ويغلق الباب أمام الفضاءات الإلكترونية ذات التأويل والتهويل”.
وكان الأمير حمزة بن الحسين الذي رفع من سقف الانتقادات لبعض السياسات في البلاد، قد أصدر بياناً مروسا باسمه ونشره الديوان الملكي الهاشمي قال فيه “لا بد أن تبقى مصالح الوطن فوق كل اعتبار، وأن نقف جميعا خلف جلالة الملك، في جهوده لحماية الأردن ومصالحه الوطنية، وتحقيق الأفضل للشعب الأردني، التزاما بإرث الهاشميين الذين نذروا أنفسهم لخدمة الأمة، والالتفاف حول عميد الأسرة، وقائد الوطن حفظه الله”.
صورة أرشيفية للأمير حمزة بن الحسين ولي العهد الأردني السابق. رويترز
وتابع البيان: “وفي ضوء تطورات اليومين الماضيين، فإنني أضع نفسي بين يدي جلالة الملك، وأؤكد أنني سأبقى على عهد الآباء والأجداد، وفيا لإرثهم، سائرا على دربهم، مخلصا لمسيرتهم ورسالتهم ولجلالة الملك، وملتزما بدستور المملكة الأردنية الهاشمية العزيزة. وسأكون دوما لجلالة الملك وولي عهده عونا وسندا”.