“الأمل موجود”.. الحلول أمام لبنان عديدة وتنتظرُ قراراً من جو بايدن
ما زالت الأزمة اللبنانية محط اهتمامٍ لدى العديد من الدول الكبرى لا سيما الولايات المتحدة وفرنسا، في وقتٍ يكثرُ الحديث عن امكانية فرض عقوبات أوروبية على المسؤولين اللّبنانيين بسبب تقاعسهم عن تشكيل حكومة انقاذية وتفعيل عملية الاصلاحات.
ويوم الجمعة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان، إن “الوزير أنتوني بلينكن، ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان، بحثا خلال اتصال هاتفي الجمعة، رغبتهما المشتركة في رؤية القادة اللّبنانيين ينفذون إصلاحات حاسمة من أجل مصلحة الشعب اللّبناني”.
وإزاء كل ذلك، فقد برزت مؤخراً دعوات عديدة للرئيس الأمريكي جو بايدن بالتحرك سريعاً و”انقاذ لُبنان” ومنعه من الوقوع في براثن الصين وروسيا وإيران. وفي هذا الاطار، نشرت صحيفة “ناشيونال إنتيرست” تقريراً جديداً تحت عنوان: “إنقاذ لبنان ممكن، لكن على الولايات المتحدة التحرك الآن”، وقد اشارت فيه إلى أن “الوقت بدأ ينفد في لبنان”، معتبرة أن “انهيار لبنان الوشيك سيمنح إيران وتركيا وروسيا والصين موطئ القدم المثالي لبسط السيطرة في مواجهة خاصرة أوروبا الرخوة والحدود الإسرائيلية الشمالية”.
وأشار المقال إلى أن “الأمل موجود لإنقاذ لبنان”، لكنه حذر من مخاطر انهياره، إذ أن ذلك “سيؤدي إلى تسليم المنطقة لقوى أخرى”. ومع هذا، فقد لفتت “ناشيونال إنتيرست” إلى أن “بايدن يمكنه منع القوى الأجنبية من السيطرة على لبنان، وذلك في حال تحرك بسرعة”، مشيرة إلى أنه “يجب عليه وعلى فريقه تمهيد الطريق نحو مؤتمر دولي يدفع باتجاه إصلاح سياسي في لُبنان، والاعتراف بحياده الرسمي، وفتح محادثات سلام مع جيرانه”.
ووجه كاتبو المقال في “ناشيونال إنتيرست” دعوة إلى الكونغرس الأمريكي لوضع “استراتيجية أكثر شمولاً للبنان”، مشيرين إلى أنه “يجب على إدارة الرئيس الأمريكي والكونغرس تعزيز تمويل المساعدات الإنسانية وإرسالها للشعب اللّبناني مباشرة،على أن تركز بشكل خاص على الأمن الغذائي والتعليم والرعاية الصحية”.
ودعا المقال بايدن إلى أن “معالجة أزمة لُبنان الأمنية وذلك من خلال تعزيز دعم الجيش اللّبناني”، وأضاف: “إذا يريد بايدن إحياء مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة لحل مسألة البرنامج النووي الإيراني، لا بد من أن يبني هذه المفاوضات على تخلي إيران عن دعمها لحزب الله وغيره من المجموعات في المنطقة”.
ووسط ذلك، يؤكد المقال على أنه “لدى بايدن القدرة على استضافة مؤتمر دولي بالشراكة مع فرنسا والأمم المتحدة للضغط على المشرّعين اللّبنانيين من أجل تأليف حكومة، وإعادة هيكلة النظام السياسي وإعادة تعريف دور لُبنان في الشرق الأوسط باعتباره معقلاً محايداً للحرية والتعددية وفي حالة سلام مع جيرانه، وإنهاء وضعه كوطن غير نهائي للنازحين نتيجة النزاعات في المنطقة”.
شاهد أيضاً: في النقاش مع جنان موسى.. لُبنان.. أسباب الأزمة ونافذة الحل.