الأردن يحتفل بمئوية تأسيس الدولة
يحتفل الأردن، اليوم الأحد، بالمئوية الأولى من عمر المملكة، ففي مثل هذا اليوم 11 من أبريل 1921 دخل الملك المؤسس عبدالله الأول إلى عمان وقام بتشكيل حكومة مركزية برئاسة رشيد طليع وتم البدء بعدها بتوحيد المناطق الأردنية والشروع بعدها بإعادة ترتيب الشؤون الأردنية وما تلاها من وضع القوانين الجديدة وبناء المؤسسات وتوطيد أركان الدولة الحديثة.
وعلى الرغم من وجود المملكة في إقليم مضطرب ومثقل بالحروب، إلا أنه استطاع ان يكون رقما صعبا في المنطقة، فمن الملك المؤسس عبدالله الأول، مروراً بالملك طلال، والملك الباني الحسين بن طلال، وصولا للابن والحفيد الملك عبدالله الثاني الذي يواصل مسيرة التحديث والإصلاح والنمو والاعتماد على الذات، يمشي الأردن بخطى ثابته نحو تحقيق المزيد من الإنجازات في مختلف المجالات.
ويأتي الاحتفال بمئوية الدولة، بهدف التركيز على إنجازات رافقت عمليات بناء وتأسيس مؤسسات حكومية تخدم المواطنين وتطور عملها خلال المئة عام الماضية.
العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في حديثه عن هذه المناسبة قال إن “الحديث عن مئوية الدولة، هو الحديث عن مئة عام من البناء والإنجاز، وتعزيز النموذج الأردني في المحبة والإرادة والمنعة والوفاء، برغم التحديات المستمرة”، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا).
محطات مهمة في عمر الدولة الأردنية
والـ 100 عام الأولى في عمر الأردن، مرت المملكة بمحطات مميزة على كافة الصعد، ومن أبرز هذه المحطات، تأسيس أول حكومة أردنية برئاسة رشيد طليع عام 1921، ثم الاستقلال عام 1946 وإعلان المملكة الأردنية الهاشمية، وفي العام التالي صدر أول دستور في عهد الاستقلال، كما تم في هذا العام تأسيس مجلس الأمة الأول بغرفتيه النواب والأعيان، وفي 1962 تم تأسيس أول جامعة أردنية.
وفي عام 1963 تأسست شركة الخطوط الملكية الأردنية، أما في مجال الإعلام فقط تم إنشاء التلفزيون الأردني الرسمي عام 1968.
ومن أهم هذه المحطات أيضا، تأسيس منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة عام 2000 التي تعتبر موع جذب استثماري في مجالات السياحة الترفيهية والخدمات المهنية والنقل متعدد الوسائط والصناعات ذات القيمة المضافة.
وبعدها بعامين، تم تأسيس المركز الوطني لحقوق الإنسان، وفي 2012 تم إنشاء المحكمة الدستورية، وإنشاء الهيئة المستقلة للانتخاب.
ومنذ تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921 على يد الأمير عبدالله بن الحسين الذي أصبح فيما بعد ملكا للأردن عام 1946، تواصلت مشيرة الهاشميين الناجحة في بناء المملكة، حيث وبعد استشهاد الملك المؤسس على بوابة المسجد الأقصى عام 1951، تولى الملك طلال بن عبد الله سلطاته الدستورية، وبعدها بعام تولى الملك الحسين بن طلال سلطاته الدستورية.
ومن المحطات الفارقة في مسيرة الأردن أيضا، في سنة 1999 توفي الملك الباني الحسين بن طلال وتولى الملك عبد الله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية.
الإمارات تشارك الأردن احتفاله بـ ” مئوية التأسيس”
تشارك الإمارات، المملكة الأردنية الهاشمية احتفالاتها بالمئوية الأولى على تأسيسها، وذلك تجسيدا لعمق العلاقات التاريخية التي تجمع قيادة وشعبي البلدين، والتي تقوم على أُسس راسخة من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
العلاقات الأردنية الإماراتية القوية والتاريخية أرسى دعائمها المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والملك الحسين بن طلال، وسار على نهجهما رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والملك عبدالله الثاني ابن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية.
أبارك لأخي الملك عبدالله الثاني وشعبه الشقيق بالذكرى المئوية لتأسيس المملكة الأردنية الهاشمية .. أخلص التمنيات بدوام الاستقرار والتنمية وأن يستمر الأردن في موقعه العربي والدولي، صوت العقل والحكمة، وأن تكون مئويته منطلقاً لمزيد من التقدم والازدهار..وكل عام والأردن بخير. pic.twitter.com/oE8nUrg8uD
— محمد بن زايد (@MohamedBinZayed) April 10, 2021
سعدت بلقاء أخي الملك عبدالله الثاني في أبوظبي..وشائج عميقة من الأخوة وعلاقات راسخة تجمع بين بلدينا .. حريصون على تعزيزها في مختلف المجالات لمصلحة شعبينا، ومستمرون في التشاور حول القضايا العربية والإقليمية في إطار من التفاهم والتعاون بما يخدم الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة. pic.twitter.com/gAeLtpsBVu
— محمد بن زايد (@MohamedBinZayed) January 16, 2021
الإمارات والأردن.. تنسيق عالي المستوى في مختلف المجالات
وتشهد العلاقات بين البلدين تنسيق عالي المستوى في كافة المجالات، وأيضا تناغم كبير في المواقف تجاه القضايا العربية والإسلامية والإنسانية في جميع المحافل الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، الأمر الذي جعل هذه العلاقات ترتقي إلى مرحلة الشراكة الإستراتيجية الناجزة و الفاعلة.
وأطلقت الإمارات والمملكة الأردنية الهاشمية، مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية والتعاون في مجال تحديث الأداء الحكومي والارتقاء بمنظومة العمل المؤسسي في القطاع العام.
وأيضا في المجال العسكري يصب التعاون المشترك بين القوات المسلحة الإماراتية والأردنية ،في مصلحة الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، ويعزز العمل على مواجهة المخاطر التي تواجه الأمن الإقليمي بشكل عام، والأمن القومي العربي بشكل خاص.
وعلى الصعيد الاقتصادي تعد الأردن شريكا تجاريا مهما لدولة الإمارات، حيث بلغ إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية بين الجانبين في عام 2019 نحو 10.4 مليار درهم إماراتي، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 10.6% مقارنة بالعام 2018، فيما ارتفعت نسبة إعادة التصدير من دولة الإمارات إلى الأردن بنحو 19%.
وتبلغ قيمة الاستثمارات الإماراتية في الأردن نحو 17 مليار دولار، وتشمل مجموعة متنوعة من القطاعات.
ووقع البلدان، خلال الأعوام الماضية، العديد من الاتفاقيات لدعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما، كان أبرزها: اتفاقية إنشاء لجنة وزارية مشتركة، واتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري والتقني، كذلك تم توقيع مذكرة تفاهم لإقامة منطقة تجارة حرة، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة، وفي عام 2017 تم توقيع 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم، لدعم العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة.
الإمارات تقف بجانب الأردن لكبح كورونا
ومنذ بداية جائحة كورونا وقفت الإمارات إلى جانب الأردن وسارعت إلى إرسال عدد من الشحنات الجوية التي حملت على متنها أجهزة الفحص ومعدات الوقاية الشخصية والمستلزمات الطبية، كما تبرعت الإمارات ببناء مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني، في مدينة العقبة “أقصى جنوب الأردن” المخصص لاستقبال المصابين بفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، فضلا عن ان أول دفعة تلقاها الأردن من اللقاحات ضد فيروس كورونا كانت من دولة الإمارات.
الأردنيون في الإمارات
ويتجاوز عدد الأردنيين المقيمين في الإمارات 200 ألف، يمارسون عملهم في العديد من الوظائف والمهن والأنشطة التجارية، ومع بداية مسيرة قطاع التعليم في الإمارات لعبت الأردن دورا مشرقا في دعم هذه المسيرة من خلال إرسال المعلمين المؤهلين.
#أمانة_عمان_الكبرى تضيء جسر عبدون بألوان العلم الأردني وتضيء مبنى قاعة المدينة وترسم صورة العلم الأردني على مبانيها وفي شارع الوكالات.#وتستمر_المسيرة#مئوية_الدولة_الأردنية pic.twitter.com/RYdTPOa1A5
— أمانة عمّان الكُبرى (@GAMtweets) April 10, 2021
محافظات الأردن تحتفي بمئوية الدولة
وبهذه المناسبة تزينت معظم شوارع المملكة بالعلم الأردني لإظهار معالم الفرح والسرور بمئوية الدولة.
وعبر عدد من المواطنين عن اعتزازهم بهذه المناسبة التي تؤكد على الإرادة الحقيقية للمضي في بناء الأردن ورفعته.