الفانوس أبرز مظاهر الاحتفاء برمضان في مصر
استقبل المصريون شهر رمضان المبارك بأجواء احتفالية تقليدية، كان عنوانها الأبرز الإقبال الملحوظ على شراء الفانوس الذي يعتبر أبرز مظاهر احتفاء المصريين بالشهر الفضيل منذ ما يزيد عن ألف عام.
وشهدت الأسواق الشعبية في العاصمة القاهرة وباقي المحافظات المصرية رواجًا للفانوس محلي الصنع للسنة الثانية على التوالي، بعدما أجبرت جائحة فيروس كورونا المستجد التجار على تقليص حجم الاستيراد من الصين، التي كانت قد سيطرت على سوق الفانوس على مدار نحو 15 عامًا.
ورصد مراسل “تطبيق خبّر” الميداني في مصر إبراهيم مصطفى تفاوت أسعار الفوانيس داخل أحد الخيام في حي السيدة زينب الشعبي بقلب القاهرة، إذ تراوحت بين 10 جنيهات و400 جنيهًا ( حوالى 0.65 و25 دولار أمريكي)، بحسب الحجم والخامة. وأقبل الكثيرون على الفوانيس الخشبية والمصنوعة من الصاج التي تنتجها ورش صغيرة في مناطق الحسين والجمالية في القاهرة التاريخية.
فوانيس “وحوي يا وحوي” و”محمد صلاح” الأكثر طلبًا من الأطفال
في حديثه لمراسل “تطبيق خبّر”، قال أحمد حمدي، أحد البائعين في أسواق حي السيدة زينب الشعبي، إن الإقبال هذا العام أفضل بكثير من العام الماضي الذي شهد ذروة وباء فيروس كورونا المستجد.
وأضاف البائع أحمد أن الإقبال يكون على الفوانيس الصغيرة التي تُصدر صوت أغاني رمضان الشهيرة مثل “وحوي يا وحوي” لأنها الأكثر طلبًا من قبل الأطفال، وكذلك الفوانيس الكبيرة التي تستخدم في تزيين مداخل البيوت والشرفات والمحلات التجارية.
كما أوضح أن معظم المبيعات من الفوانيس محلية الصنع، بعدما اختفى الفانوس الصيني تقريبًا بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد التي أثرّت على الاستيراد، لكنها نفعت الحرفيين والصناع المحليين للفوانيس..
نشوى جمال، أم مصرية، اشترت من البائع ثلاثة فوانيس. وأخبرت مراسل “تطبيق خبّر” أنها حرصت على شراء الفوانيس لأطفالها الثلاثة مثل كل عام، واختارت شراء فوانيس عليها صورة لاعب كرة القدم المصري محمد صلاح، نجم نادي ليفربول الإنكليزي، تلبية لطلب أطفالها.
وبحسب المؤرخين، يرجع ارتباط شهر رمضان المبارك لدى المصريين بالفانوس إلى بداية عصر الفاطميين، الذين حكموا مصر في القرن العاشر الميلادي، واستمرت دولتهم الفاطمية أقل من 200 عام.