قيمة قفة رمضان تكفي لنصف الشهر الفضيل
بمناسبة بدء الشهرالفضيل، وزعت جمعية كافل اليتيم الوطنية ببلدية شعبة اللحم في ولاية عين تموشنت غربي العاصمة الجزائر، 100 قفة رمضانية على العائلات المعوزة.
وفي طابور طويل يضم عائلات معوزة أمام مقر جمعية كافل اليتيم، كانت أم محمد تنتظر دورها للظفر بقفة رمضان التي دأبت الجمعية على توزيعها على الأيتام و الفقراء بالمنطقة مع حلول شهر رمضان كل عام.
وفي حديثها لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في الجزائر محمد الأمين بلحية، أوضحت أم محمد، وهي أرملة لديها أربعة أطفال، أن زوجها توفي مند ما يقارب أربع سنوات في حادث سقوط من أعلى عمارة كانت قيد التشييد.
وأضافت أنه عقب وفاة زوجها، تجد نفسها مضطرة بداية كل شهر للتردد على جمعية كافل اليتيم للظفر بالمساعدات التي تقدمها، وتعينها بالتالي على سد رمق أبنائها اليتامى.
وقالت أم محمد إنها وأولادها يعيشون في فقر مدقع، حتّم عليها العمل في المنازل كعاملة نظافة لمجابهة ظروف الحياة الصعبة التي تأزمت بارتفاع أسعار المواد الغدائية في الفترة الأخيرة.
غير بعيد، عن أم محمد كان الطفل سعيد الذي لم يتعدى سنه 15 سنة، حاملًا معه قفة رمضان بعد أن استلمها من الجمعية.
وأوضح سعيد لمراسل “تطبيق خبّر” أنه قدم إلى مقر الجمعية للحصول على المواد الغدائية التي تجود بها أيادي المحسنين، لعائلته المتكونة من الأم و ثلاثة إخوة صغار، ينؤون جميعًا تحت ظروف معيشة صعبة في ظل غلاء أسعار المواد الغدائية.
وأشار إلى أن والدته قعيدة بعد تعرضها لحادث مرور مند أكثر من سنة، و هو ما دفع به إلى دخول عالم الشغل مبكرًآ كحمال في الأسواق من أجل إعانة عائلته.
وحول قيمة قفة رمضان، أوضح عبدالله بن ختو، رئيس جمعية كافل اليتيم فرع شعبة اللحم، لمراسل “تطبيق خبّر” أن القيمة المالية لقفة رمضان هذه السنة تعدت عشرة ألاف دينار جزائري (حوالى 50 دولار ًا).
وبيّن بن ختو أن هذه القيمة تكفي لما يقارب النصف الأول من شهر رمضان المبارك، مشيرًا إلى أن الجمعية دأبت منذ حوالى ست سنوات على توزع قفة المواد الغدائية على 100 عائلة يتيمة في منطقة شعبة اللحم، وضمان كفالة صحية، كالطبيب والتحاليل الطبية وشراء الأدوية.
تضاعف أسعار المواد الغذائية مع بدء رمضان زاد من عوز العائلات
جولة مراسل “تطبيق خبّر” قادته إلى سوق الخضر والفواكه وسط مدينة عين تموشنت حيث لاحظ ارتفاعًا مضاعفًا واضحًا في أسعار الخضر و الفواكه، لا سيما المواد الاستهلاكية واسعة الانتشار، على غرار البطاطا والطماطم.
فقد بلغ سعر البطاطا 60 دج (0.5 دولارا) للكيلوغرام الواحد، والخس ب 30 دينارًا ( 0.25 دولارا)، بينما وصل سعر كيلوغرام من الطماطم إلى 60 دينارًا ( 0.5 دولارا).
في هدا الصدد، قال أحد تجار السوق لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني محمد الأمين بلحية، إن بعض أسعار الخضر ارتفعت بشكل مفاجئ من المصدر لأسباب غير مفهومة، بالرغم من أن المنتوج الفلاحي لهده السنة قد سجل فائضًا كبيرًا.
فبعدما كان سعر الكيلوغرام الواحد من البطاطا المحلية، والتي سجلت فائضًا معتبرًا، يتراوح ما بين 20 ( 0.1 دولار) إلى 30 دج ( 0.25 دولار )، ارتفع ليصل إلى 60 دينارا( 0.5 دولارا). وأضاف أن الارتفاع ذاته شمل أسعار الطماطم التي تضاعف سعرها بعد أن سجلت قبل بدء شهر رمضان 30 دينارًا ( 0.25 دولارا) فقط.
وأشار تاجر آخر إلى أن هذا الارتفاع طال معظم الخضر ضاربًا مثالًا على الجزر، فقال إن سعره وصل 60 دينارًا ( 0.5 دولار ) بعدما كان يقدر الكيلوغرام منه قبل 3 أيام ب 30 دينارًا (0.25 دولار ).
تاجر آخر، شارك الآخرين نفس كلامهم عن تضاعف أسعار أكثر الخضار استهلاكًا لدى المواطنين، وأضاف إلى قائمة الطماطم والباطاط والجزر، الفاصولياء التي تراوح سعرها خلال اليومين الاخيرين بين 50 و 70 دينارًا ( 0.5 دولارا و 0.6 دولارا) للكيلوغرام.
لم يكن هناك جواب كافٍ عن أسباب مضاعفة الأسعار، لكن تاجرًا قال قلة العرض إن من الأسباب التي أدت إلى ارتفاع أسعار بعض المواد.
ولم يخفِ هذا التاجر الحيل التي يلجأ إليها بعض الباعة بإطلاق العنان لإشاعات وهمية، كاحتمال ندرة أحد المنتجات بغرض التهافت الكبير عليها من طرف المواطنين، وبالتالي يتمكن الباعة من زيادة التسعيرة.
كما أن تأخر جني بعض المنتوجات الفلاحية ببعض الولايات المعروفة بزراعتها، يودي وفق قول التاجر نفسه، إلى ارتفاع الأسعار لأن تأخر الجني يعني قلة المعروض أي ما لا يكفي لسد حاجيات السوق اليومية.