المصادقة على أول ميثاق للشباب المواطن في برشيد بالمغرب

شهدت القاعة المغطاة الكائنة قرب الملعب البلدي بمدينة برشيد بالمغرب يوم الخميس 22 أبريل/نيسان الجاري (2021)، تنظيم ورشة عمل لإقرار ميثاق الشباب المواطن والمذكرة التنموية للشباب المواطن، اللذين يعتبران الأولين من نوعهما على مستوى إقليم برشيد.

وشهدت الورشة مشاركة مجلسي الشباب المواطن بكل من الجماعة الترابية الدروة والجماعة الترابية برشيد، إذ حضر أعضاء وعضوات المجلسين لأجل إقرار مضامين الميثاق والمذكرة اللذين تمت بلورتهما خلال مشروع مجالس الشباب المواطن الذي يشرف على تنفيذه منتدى المواطنة.

ويعتبر مشروع مجالس الشباب المواطن أحد أهم البرامج المدنية والديموقراطية بجهة الدار البيضاء السطات التي تهتم بتنمية المشاركة المواطنة للشباب في السياسات العمومية والبرامج التنموية المحلية، ويهدف بشكل أساسي الى تمكين شباب الجهة من المشاركة في تنمية وحكامة مدنهم وأحيائهم وتنشيطها.

ولأجل بلوغ هذا الهدف، يعمل البرنامج على تقوية وتطوير قدرات وأدوار منظمات وجمعيات المجتمع المدني الشبابية، وتعزيز التعاون والشراكة بين المجتمع المدني والمؤسسات العمومية، وتمكين المشاركة للشباب والاندماج الديمقراطي، عبر تنمية ثقافة المواطنة والسلوك المدني والعيش المشترك والتضامن في أوساط الشباب ومؤسساته ومرافقه وفضاءاته المحلية.

يشمل هذا البرنامج عدة أحياء ومدن على عموم تراب جهة الدار البيضاء السطات، وهي: سيدي عثمان، ومولاي رشيد، ودرب السلطان، والحي المحمدي، والحي الحسني، وعين الشق، وسطات، والجديدة، وسيدي بنور والمحمدية. وقد عرف المشروع في مراحله الأولى تنظيم سلسلة لقاءات للحوار والتشاور حول المجتمع المدني الشبابي بجهة الدار البيضاء سطات، وواقعه وأدواره وبرامجه.

شاركت في هذه اللقاءات المندوبيات الوزارية المسؤولة والمتدخلة في شؤون الشباب، والجماعات الترابية والمجتمع المدني الشبابي وجمعيات ومنظمات الشباب بالجهة، وسعت بشكل أساسي إلى المساهمة في توسيع وتطوير النقاش العمومي والتشاور والاجتهاد.

حظي موضوع السياسات العمومية والبرامج التنموية الشبابية المجالية الجهوية والمحلية باستئثار اهتمام المشاركين الشباب والمشاركات، كونه حجر الزاوية في كل ما يتعلق بالشباب، وعلى إثره، تمت بلورة ميثاق الشباب المواطن والمذكرة التنموية للشباب المواطن ليكون وثيقة مرجعية من شأنها العمل على تحسين وضعية الشباب.

وعلاقة بموضوع ورشة الإقرار التي حضرها 25 شابًا وشابة من منطقتي الدروة وبرشيد، فقد شهدت نقاشًا مستفيضًا حول الأفاق المستقبلية للمشروع وكيف ستساهم الجمعيات الشريكة في إعمال مقتضيات الميثاق والمذكرة.

أطرت أشغال الورشة نجوى عبد السلام، التي قالت لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب يوسف أسكور إن منتدى المواطنة قام بتنظيم عدة ورشات ضمن المشروع لأجل إعداد الميثاق الجهوي للشباب المواطن، وحرصت الورشات على تبني مبدأ التشاركية خلال مرحلة الصياغة.

وأضافت أن أزيد من 100 شاب وشابة شاركوا في تلك الورشات واطلعوا على مجموعة من المفاهيم الأساسية المتعلقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان من أجل نشاط مدني فاعل عبر مجموعة من التمارين التفاعلية التي قام بتقديمها أساتذة جامعيون ومختصون في المجال.

وأوضحت عبد السلام لمراسل “تطبيق خبّر” أن الورشات تميزت بالتفاعل الكبير للشباب وتعدد الآراء ما جعلها غنية بالأفكار والمقترحات الهامة التي تعكس مدى اطلاع الشباب والشابات بالقضايا الراهنة.

وبيّنت أن هذا الوعي لدى الشباب يلتقي والهدف الرئيسي من المشروع والمتمثل في تمكين المشاركة المواطنة للشباب في تنمية وحكامة مدنهم وأحيائهم وتنشيطها، مبرزة الدور المهم للشباب في تتبع السياسات العمومية.

وبخصوص خلاصات الورشات، قالت عبد السلام إن خلاصات أشغال الورشات تم تضمينها كمقترحات في الميثاق الجهوي للشباب، التي تتضمن حقوقه وواجباته واحتياجاته الأساسية.

فقد تم الاتفاق على أربع مواضيع محورية لمساءلة المسؤولين عنها وهي: وضعية نقل الطلبة، والمراكز الصحية، والأشخاص في وضعية إعاقة، ومحاربة الهدر المدرسي.

وحول ورشة الإقرار والتصديق، أشارت نجوى عبد السلام إلى أنه حرصًا على تقديم ممارسة ديموقراطية سليمة كان لزامًا عرض الميثاق والمذكرة للتصديق على كل من كان لهم ولهن الفضل في إخراجهما إلى حيز الوجود، وهو ما اعتبرته أساسيًا لأجل نشر قيم التشاركية وتقدير الأفراد داخل المجتمع.

يذكر أن مشروع مجالس الشباب المواطن ينجزه منتدى المواطنة في إطار برنامج مشاركة مواطنة التابع لمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (UNOPS)، ويتم بشراكة مع الوزارة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وبدعم من الاتحاد الأوروبي.

كذلك يتم بتنسيق وتعاون مع النسيج الجمعوي لجهة الدار البيضاء السطات الذي يضم 43 جمعية شبابية، تقوم بالعمل على نشر مضامين ورشات العمل داخل مجال اشتغالها لأجل توسيع دائرة المشاركين والمشاركات والقدرة على التأثير على صناع القرار.