مبادرة فاعل خير حد السوالم هي في نسختها الرمضانية السابعة
بالتزامن مع شهر رمضان الأبرك، وتدني الدخل المادي لمعظم الأسر المغربية نتيجة التداعيات الاقتصادية لجائحة كوفيد 19، قامت مبادرة فاعل خير بحد السوالم المغربية، يوم الخميس 22 نيسان/ أبريل الجاري، بإطلاق الشطر الأول من توزيع المساعدات الغذائية، تحت شعار “رمضان شهر التضامن والتكافل”.
استمرت المبادرة ثلاثة أيام، استفادت خلالها 192 أسرة بمناطق مختلفة بجماعة حد السوالم، وجماعة سيدي رحال الشاطئ، وجماعة الساحل أولاد احريز. وأتت هذه المبادرة كخطوة لمساعدة الأسر الهشة اجتماعيًا واقتصاديًا، والأكثر تضررًا من تداعيات فيروس كورونا المستجد.
في هذا الصدد، بيّن حاتم الحمراني، رئيس مبادرة فاعل خير حد السوالم، أن إطلاق الشطر الأول من المساعدات الغذائية لشهر رمضان الجاري، هو في نسخته السابعة من المبادرات الرمضانية من كل سنة.
وأوضح لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في المغرب هدى لبهالة أن المبادرات السابقة تنوعت بين إعداد موائد الرحمن طيلة شهر رمضان، أو توزيع وجبات إفطار على الأشخاص المشردين، لكن القائمين على مبادرة فاعل خير فضلوا هذه السنة أن تكون المبادرة مساعدات غذائية، نظرًا للتأزم الاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه مجموعة من الأسر بحد السوالم والمناطق المجاورة لها على غرار مناطق عديدة بالمغرب.
كما أشار الحمراني إلى أن المساعدات الغذائية التي يسهرون على تقديمها خلال شهر رمضان الجاري، تستهدف على وجه الخصوص الأيتام والأرامل، وتحديدًا اللواتي توقف معظمهن عن العمل بالمقاهي أو بالمنطقة الصناعية المتواجدة بحد السوالم، بعد اضطرار المحال فيها لتقليص عدد العاملين والعاملات.
ولفت إلى أن 33 عضوًا بالمبادرة شاركوا في عملية التوزيع، فضلًا عن متطوعين غير منخرطين، وتم فيها تمكين الأسر المستهدفة من مجموعة من المواد الغذائية كالدقيق، والقطاني، والشاي، والتمور، والسكر، والمربى، ومعظم المواد التي تحتاجها الأسر لتغطية حاجياتها الغذائية خلال رمضان.
أوصلت المساعدات لمنازل الأسر المستفيدة حفاظًا على الإجراءات الصحية الاحترازية
كذلك بيّن الحمراني أن مرحلة التوزيع كانت بتنسيق مع السلطات المحلية، وبحضور ممثل شركة شركة الوقود والمحروقات (SDCC) باعتبارها الداعم الرسمي والرئيس للشطر الأول من المساعدات الغذائية الرمضانية.
كما أكد أن التوزيع جرى مع مراعاة الالتزام بالضوابط والاجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد والحفاظ على التباعد الإجتماعي، لافتًآ إلى أن التواصل مع الأسر التي ستستفيد تم عن طريق الهاتف تجنبًا للتجمعات، ومن ثم توصيل المساعدات إلى عناوين الأسر المستفيدة.
أما حول عملية انتقاء الأسر الأكثر تضررًا وحاجة للمساعدات الغذائية، فأوضح الحمراني أن بعض أفراد المبادرة قاموا في مرحلة أولى بتجهيز 250 استمارة ضمت أسماء الأسر وحالتهم الاجتماعية وعدد أفراد الأسرة الواحدة، مع تحديد الوضع الاجتماعي والاقتصادي لهذه الأسر. تلى ذلك عملية فرز بحسب الحالات، واقتصر في هذه المرحلة الاختيار على الأسر الأكثر هشاشة اقتصاديًا واجتماعيًا.
وكشف حاتم الحمراني أن الحالات الأولى التي أدرجت في قائمة المستفيدين كانوا الأيتام والأرامل وأرباب الأسر التي توقف نشاطها المهني بسبب الجائحة.
أما كمرحلة ثانية بعد الفرز، عمل المشرفون على مبادرة فاعل خير بحد السوالم على جمع التبرعات من المحسنين، والحصول على مساعدات من شركة SDCC التي شكل تدخلها العمود الفقري لنجاح الشطر الأول من توزيع المساعدات الغذائية.
وأوضح الحمراني لمراسلة “تطبيق خبّر” أنه بمجرد جمع التبرعات، بدأت المرحلة الثالثة والمتعلقة بشراء اللوازم الغذائية وتوزيعها على قفف، وهي تعد أطول المراحل، إذ تتطلب تحضيراتها أسابيع متتالية، وجهودًا متضافرة من أجل تمكين الأسر المعوزة خلال الأسبوع الأول أو الثاني من شهر رمضان من المساعدات الغذائية.
وحول أثر المبادرة على نفوس الأسر المستفيدة، قال رئيس مبادرة فاعل خير حد السوالم، “إن الأسر تفاجئوا بالاتصالات الهاتفية لأنهم لم يتوقعوا أن تصلهم المساعدات لأبواب منازلهم، أما فرحتهم الكبرى فعبرت عنها ابتساماتهم الصادقة وكلمات شكرهم العميق وقت استلام المساعدات”.
وأكد الحمراني أن فرحة الأسر وسعادتهم “هي ما يضخ بداخلنا قوة الصمود والتحدي ومضاعفة الجهود لإسعاد الآخرين، والتخفيف الجزئي من بعض ما يتكبدونه من ظروف قاهرة، خاصة أن الكثير من الأسر لا تطلب الحصول على مساعدات بالرغم من حاجتها القصوى إلى ذلك، ويُحدث عنصر المفاجأة وطرق أبوابهم من غير موعد مسبق، أعلى درجات السعادة لكلا الطرفين”.
لكن الحمراني بيّن أن هذه المساعدات تبقى حلا مؤقتًا، وهو ما يجعلهم يسهرون ضمن أنشطتهم ومبادراتهم على تكثيف الندوات الموجهة لشباب المنطقة، وتنظيم ورشات تحسيسية وتكوينية لتشجيع الشباب على إنشاء مقاولات ومشاريع صغرى مدرة للدخل، ستعود على أسرهم وعلى أسر أخرى بالنفع الكثير، وتخرجهم من براثن البطالة، وتحسن الدخل المادي الفردي والجماعي.
في هذا الصدد، أوضح أن معظم الندوات والورشات التي أقيمت سابقًا أو ستعقد مستقبلاً تركز على ربط الشباب بقيم التعاون والتضامن والبحث عن المصلحة الجماعية قبل المصلحة الفردية، لأنه ببلوغ الأولى سيعيش الفرد إحدى تجليات رفاهية السعادة وسيصبح تجاوز الأوضاع الصعبة أمرا ممكنًا.