سيناريو خطير يهدّد لبنان.. احتياطات البلاد من النقد الأجنبي ستنفد
سلط موقع “تاغس شو” الألماني الضوء على الأزمة المالية والسياسية والاجتماعية التي يعيشها لبنان، خصوصاً مع خسارة الليرة لقيمتها وارتفاع الأسعار بشكل جنوني.
وأشار الموقع في تقرير جديد له إلى أنّ “عوامل مثل فساد النظام السّياسي وتدهور الاقتصاد ووباء كورونا، ساهمت في تفاقم الأزمة في لبنان”، لافتاً إلى أنه “في ظل تزايد أسعار المواد الغذائية بشكل مطرد والفقر المدقع، فإنه من المحتمل أن تشهد البلاد مجاعة”.
ويفيد التقرير بأنّ “التوقعات تشيرُ إلى أنه بحلول نهاية الشّهر، أي مع انتهاء شهر رمضان، ستنفد احتياطيات لبنان من النّقد الأجنبي، وتقل الإعانات المالية للأغذية الأساسية، لتعود الأسعار للارتفاع من جديد”.
ويُبرِز موقع “تاغس شو” حال الناس مع الغلاء، وقد تحدث عن سيدة تدعى فاطمة، وهي أم الـ5 أطفال، كانت تقف عند بسطة الخضار متفحصة المعروض منها. وفي المكان نفسه، يظهر صبي صغير مستول، لا يتعدى عمره الـ6 سنوات. وهنا، تقول فاطمة، بحسب التقرير: “يريد هؤلاء الفقراء طعاماً. فماذا عساهم أن يأكلوا؟ لا شيء”.
وتضيف: “أنا أبحث عن أرخص المأكولات، ولا نستطيع شراء اللحوم أو الدواجن، وفقط بامكاننا شراء بعض الخضار. أرخص شيء وجدته الآن هو البطاطا. أحياناً آتي إلى السّوق ولا أتمكن من شراء سوى خضروات نصف فاسدة”.
أكثر من نصف سكان لبنان يعيشون تحت خط الفقر
ويواجه اللبنانيون بشكل يومي ارتفاع اسعار السلع خصوصاً المواد الغذائية، خصوصاً أن جزءاً كبيراً منها يتم استيراده من الخارج، ويتم دفع ثمنه باليورو أو الدولار الأمريكي.
ووسط ذلك، تكشف بيانات البنك الدولي إنّ أكثر من نصف سكان لبنان البالغ عددهم نحو 7 ملايين نسمة، يعيشون تحت خط الفقر، كما أن أكثر من 20% منهم يعيشون في فقر مدقع.
وفي السياق، يقول الخبير المالي في بنك “بيبلوس” نسيب غبريل إنّ “الأزمة عميقة وتتكون من عدة أزمات أخرى”، وأضاف: “لقد عانينا أزمة اقتصادية وأزمة مالية وأزمة عملة قبل تفشي وباء كورونا، ثم حدث انفجار في مرفأ بيروت الذي حصل يوم 4 آب/أغسطس 2020″.
ومع هذا، يعتبر غبريل إنّ “تشكيل حكومة جديدة سيكون الشرط الأساسي للخروج من هذه الأزمات”، مشيراً في الوقتِ نفسه إلى أنّ “الأحزاب السياسية تتصارع بدلاً من تشكيل حكومة جديدة”، وقال: “نحن بحاجة إلى حكومة ذات مصداقية محلياً ودولياً. الحكومة يجب أن تعمل على صياغة خطة إصلاح شاملة للاقتصاد والميزانية العامّة حتى تتمكن من تحسين الظروف الاجتماعية والوضع النّقدي”.
شاهد أيضاً: الأردن في خطر.. الزراعة مهددة بسبب الجفاف الشديد وانخفاض مخزون مياه الشرب