موضوع ورشة المسرح احترام الآخر ونبذ العنف
نظمت مؤسسة أليونزا، بقاعة الأنشطة في ثانوية ابن خلدون الإعدادية بكلميم في المغرب، ورشة في التشخيص المسرحي فائدة تلاميذ وتلميذات المؤسسة يوم 5 أيار/ مايو الحالي (2021).
أتت هذه الورشة في إطار مشروع ” MOOC MEB EDUCATION ” المنجز من طرف مؤسسة أليونزا بشراكة مع جمعية جذور للفنون الدرامية والثقافة ونادي المناظرات سيدي إفني، وبدعم من المعهد الأوروبي للمتوسط ومؤسسة آنا ليند الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات.
وفي إطار البرنامج التكويني الموجه لتلاميذ الثانوية، استفاد حوالى 25 تلميذًا وتلميذة من حصص تدريبية في مجال التواصل والتشخيص المسرحي حول موضوع احترام الآخر ونبذ العنف.
ورشة التشخيص المسرحي، التي أشرف على تأطيرها الفنان المسرحي أيوب بوشان، دامت زهاء ثلاث ساعات وعرفت تقديم تأطير للتطور التاريخي للمسرح وبعض أعلام المسرح في المغرب والعالم. بعد ذلك تم الوقوف عند بعض المعارف الأساسية في مجال المسرح، تلاها إجراء تمارين تطبيقية علاقة بالوقوف فوق الخشبة والتنفس السليم ومخارج الحروف وحركات الجسد.
كما عمل المشاركون في الورشة على إنجاز لوحة مسرحية حول موضوع رفض العنف في الفضاء المدرسي، نالت استحسان الأطر التربوية التي حضرت الورشة. ومن المنتظر أن يستمر العمل على هذه اللوحة ليتم عرضها خلال حفل نهاية السنة الذي تشرف على تنظيمه المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بكلميم.
في تصريح لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب يوسف أسكور، قال الفنان المسرحي أيوب بوشان إن ورشة المسرح تعتبر من الورشات المهمة في بناء شخصية التلميذ وصقلها، لأنها تضم مجموعة من المهارات التي يتعلمها التلميذ بشكل متكامل وفي ورشة واحدة”.
وأوضح أن ورشة المسرح تضم مهارة التواصل ومهارة الحديث أمام الجمهور ومهارة الإقناع وتركيب الحجاج، لافتًا إلى أن تكوين التلاميذ في سن مبكرة في المسرح يعتبر أساسيًا كونه يتيح لهم الاطلاع على مواضيع مختلفة من خلال عمل مسرحي واحد، وهو ما يساهم في زيادة وعي الجيل المقبل بالقضايا الوطنية والدولية.
كذلك، يدخل المسرح التعليمي بالضرورة في إطار تطوير العملية التعليمية التعلمية وإيجاد أساليب جديدة لتوصيل المعلومات والمعارف المختلفة بشكل أكثر جاذبية، وأكثر فاعلية، إذ يمكن توصيل تلك المعلومات والمعارف كأوضح ما يكون وفي أقل زمن.
وأضاف أن المسرح التعليمي في ذاته نافذة واسعة نفتحها على مصراعيها لكي يطل منها التلاميذ على المجتمع وعلى العالم وعلى المواد الدراسية ذاتها، وهو بذلك وسيلة تعليمية أكثر جذبًا وأكثر شمولاً ما يجعله يحتل مكانًا بارزًا، ويقف جنبًا إلى جنب مع كافة مستحدثات تكنولوجيا التعليم.
وأكد بوشان أن المسرح أصبح أكثر بروزًا وأكثر أهمية في عصر تكنولوجيا التعليم التي تم اعتمادها كنظام تدريس متكامل، وأصبح بمثابة ابتسامة مشرقه مضيئة تجمع بين التعليم والتربية والترفية والإبداع.
المسرح التعليمي يساهم بترسيخ القيم الإيجابية في نفوس الطلبة
كما لفت إلى أن التلاميذ يرون من خلال المسرح التعليمي ألوانًا جديدة من الحياة، وهكذا عن طريق المسرح التعليمي يتم ترسيخ القيم الإيجابية في نفوس الأبناء وتعكس القيم أهدافنا واهتمامنا واحتياجاتنا والنظام الاجتماعي والتعاوني التي تنشأ فيه.
وحول موضوع الورشة التي أشرف عليها، قال المخرج بوشان إنها تمحورت حول قيم احترام الآخر ونبذ العنف بالنظر لراهنية الموضوع وأهمية تعزيز مهارة الحوار بين التلاميذ والتلميذات داخل فضاء القسم وعبر تشخيص مواقف تساهم في إقناع المشاركين والمشاركات بأهمية الحوار في خلق بيئة سليمة وإيجابية.
في سياق متصل، قال أحمد الهيبة رئيس مؤسسة أليونزا لمراسل “تطبيق خبّر”، إن “المشروع يضم مجموعة من الورشات التدريبية التي نهدف من وراءها بناء شخصية متوازنة ومنفتحة على جميع الثقافات وقادرة على تدبير الإختلاف بشكل حضاري وغير عنيف”.
وأشار الهيبة إلى أن عمل المؤسسة يستهدف بشكل أساسي الشباب والتلاميذ بالنظر للأهمية القصوى التي تخصها المؤسسة لفئة الشباب وحاجة هذه الفئة للتأطير الموازي للحياة المدرسية بما يسهم في تكوين سعة نظر وروح المبادرة المجتمعية لديهم.
وحول أهمية ورشة المسرح، بيـّن الهيبة أن عمل المؤسسة رفقة تلاميذ ثانوية ابن خلدون الإعدادية أبان عن ميلهم وارتياحهم لورشة المسرح وهو ما جعل المؤسسة توظف المسرح كآلية تعليمية من خلالها يتم نقل الأفكار والتصورات التي من شأنها تعزيز اهتمامهم بمجتمعهم والمساهمة في تحسين واقعهم.
يذكر أن مشروع ” MOOC MEB EDUCATION ” المنجز من طرف مؤسسة أليونزا يشمل مجموعة متنوعة من الورشات، فضلًا عن ورشة التشخيص المسرحي، من قبيل التربية على التنوع و بناء المواطنة وتقنيات التصوير و المونتاج وتقنيات التواصل.