3 فئات بمسابقة التجويد: الصغار والكبار والنساء
نظم نادي اتحاد أيت علي للكشفية الحسنية المغربية بمدينة ماسة، التابع لجمعية اتحاد ايت علي للتنمية والثقافة والرياضة نهاية مسابقة حفظ وتجويد القرآن الكريم، يوم 9 أيار/ مايو الحالي (2021)، بعد جولة من الإقصائيات دامت طيلة النصف الثاني من شهر رمضان.
نظمت المسابقة تحت شعار “القرآن… حياة”، وعرفت مشاركة فئتي الصغار والكبار، فقد تم تحديد ثلاث فئات؛ هي فئة الصغار الذين تتراوح أعمارهم ما بين 09 و13 سنوات، وفئة الكبار من 18 سنة فما فوق وفئة النساء.
أجريت المسابقة على مرحلتين؛ مرحلة التصفيات الأولى، والمرحلة النهائية. وقد جرت أطوار مرحلة التصفيات الأولى من المسابقة بمقر جمعية اتحاد ايت علي للتنمية والثقافة والرياضة بمشاركة 38 مشاركًا ومشاركة من ايت علي ومختلف دواوير (قرى) جماعة إنشادن موزعين حسب ثلاث فئات؛ 21مشاركًا ومشاركة ضمن فئة الصغار و11مشاركة ضمن فئة النساء و6 مشاركين ضمن فئة الكبار.
وقد اقتصرت المشاركة في المسابقة على المشاركين والمشاركات من دواوير جماعة إنشادن حصرًا، إذ منهم من يتابع دروس تجويد القرآن الكريم في كتاتيب محلية، ومنهم من يتابعها في إطار الورشات التي تقدمها الجمعية لمستفيديها.
وعرفت المرحلة النهائية تأهل 14 مشاركًا ومشاركة، نجحوا في إقناع اللجنة بمستواهم وبتمكنهم من الحفظ وقواعد التجويد ومخارج الحروف وسلامة القراءة، وهي المعايير التي تم التأكيد عليها من لدن لجنة التحكيم كشروط أساسية لاختيار الأفضل.
تم افتتاح الحفل الختامي للمسابقة بكلمة جمعية اتحاد أيت علي للتنمية والثقافة والرياضة وجمعية تلقايد تنلا ومندوب الكشفية الحسنية المغربية فرع ماسة. وتمحورت الكلمة حول أهمية هذه المبادرة التي تحث على ضرورة الاهتمام بكتاب الله تعالى حفظًا وتجويدًا وترتيلًا، مع التنويه بجهود كل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاحها.
بعدها بدأت المسابقة التي جرت أطوارها في فضاء الجمعية في احترام تام للتدابير الإحترازية كما هي في البروتوكول الوقائي الذي أقرته الحكومة المغربية. واعتلى منبر المشاركة تواليًا المشاركين والمشاركات، وقاموا بتلاوة آيات من الذكر الحكيم على مسامع لجنة التحكيم التي تكونت من إمام مسجد تلقايد ابراهيم شنكول، ومؤذن مسجد أيت علي محمد المسافع، وأستاذة القران الكريم بالجمعية سعدية منها.
وقد عبرت لجنة التحكيم عن ارتياحها للأصوات المشاركة والمستوى الذي أبان عليه البعض، كما سجلت اللجنة تحسن مستوى بعض المشاركين مقارنة بالأطوار الأولى، واعتبرته تجاوبًا إيجابيًا مع الملاحظات التي تقدمها اللجنة.
وعرفت الأمسية حضور آباء وأمهات الأطفال المشاركين وممثلين عن جمعيات محلية بمدينة ماسة، الذين استمتعوا بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم بأصوات شجية عذبة، شنفت الأسماع وخشعت لها القلوب والأبدان.
القراءة السوسية أو الأمازيغية سيطرت على تلاوات المشاركين
عضو لجنة التحكيم ابراهيم شنكول، قال لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب يوسف أسكور، إن “المسابقة شكلت فرصة للتنافس الإيجابي في اتقان كتاب الله والتمكن من تلابيبه، وهو ما سمح لنا اكتشاف أصوات ممتازة لا شك أنه سيكون لها مستقبل واعد”.
وأضاف إمام مسجد تلقايد، “إننا سجلنا مستويات متقاربة بين المشاركين وهو راجع بالأساس إلى شيوع ظاهرة التلاوة الفردية في الأوساط الحضرية والقروية. وهي لذلك تركب أساليب وأنماطًا متنوعة لعل أكثرها انتشارًا في المغرب طريقة المرتلين الذين يؤمون بالناس صلاة التراويح في ليلة القدر”.
وبيّن أن طريقة تلاوة صلاة التراويح تتسم ببساطة التلحين مع ميل قليل نحو سرعة الأداء، وتأتي بعدها تلاوة المقرئين، وهي أحسن أداء وأجود تلحينًا، ويتصدر لها ذوو الأصوات الحسنة عمومًا.
وأردف أن “لجنة التحكيم سجلت عند تقصي قراءات المشاركين الفردية وجود أساليب متباينة، يتجلى الفرق بينها خاصة في نوعية الألحان الموسيقية، ويرجع ذلك إلى تأثر القراء بأصناف الموسيقى السائدة في أوساطهم، ومن ثم جاز لنا أن ننعت أغلب القراءات التي شارك بها المشاركون بالقراءة السوسية أو الأمازيغية، بالنظر إلى الثقافة الأمازيغية السائدة في مدينة ماسة”.
الفائزون بالمراكز الأولى بالفئات الثلاثة سيشاركون بالمسابقة الإقليمية بماسة
واختتمت المسابقة بتحديد الفائزين والفائزات، وقد فازت بالمرتبة الأولى عن فئة الصغار فاطمة الزهراء أجدور، وآلت المرتبة الثانية للسعدية ماجور، في حين جاء محمد ازفاض ثالثًا.
وبخصوص فئة الكبار، فقد حل يوسف بركة أولاً، وعبد الغني أيت الحو ثانيًا، والكريم كومغار ثالثًا. وفي فئة النساء، جاءت سحر الجديدي في المرتبة الأولى، وحلت خديجة أيت مولاي ثانيًا، فيما آلت المرتبة الثالثة للمشاركة مباركة أيت سكور.
فاطمة الزهراء أجدور، الفائزة بمسابقة التجويد عن فئة الصغار، قالت لمراسل “تطبيق خبّر” إن مشاركاتها في المسابقة جاءت بعد تشجيع أسرتها وأساتذتها الذين وجدوا فيها مقومات الفوز، إذ أنها تدأب على مراجعة أحد كتاتيب مدينة ماسة، وتملك صوتًا عذبًا وحضورًا في الأداء.
وأضافت أن المسابقة كانت فرصة لاختبار مستواها بالمقارنة مع أقرانها، وأيضًا لمراجعة الأحزاب العشرين التي تحفظها. كما أعربت عن غامر سعادتها بفوزها، وعزت الفضل فيه لوالدها الذي يحرص على التزامها بحصص الحفظ والتجويد.
وتوجت المسابقة بكلمات تشجيعية من لدن لجنة التحكيم وتنويه بمستوى المشاركين مع تأهل الحاصلين على المراكز الثلاثة الأولى إلى المسابقة الإقليمية التي ستتم تحت إشراف المجلس العلمي لمدينة ماسة. كما تم توزيع شهادات المشاركة وجوائز تشجيعية على جميع المشاركين، واختتمت المسابقة بصور تذكارية.