خلال فترة التصعيد.. عائلة في غزة لاذت في ممر من دون نوافذ
نشرت وكالة “رويترز” تقريراً جديداً ذكرت فيه أن “الأطفال الرّضع في غزة تعلموا النطق على إيقاع القصف” الذي طال مدينتهم خلال المعركة التي استمرت لـ11 يوماً بين جماعة “حماس” الفلسطينية والجيش الاسرائيلي.
وبحسب التقرير، فقد فرّت أسرة المشهراوي من منزلها إلى شقة أحد الأقارب في قطاع غزة. وعلى مدى أكثر من أسبوع منذ اندلاع المواجهات الإسرائيلية الفلسطينية التي انتهت بإعلان وقف إطلاق النار مؤخراً، يلوذ أفراد الأسرة كل مساء بممر بلا نوافذ، ومعهم وثائقهم الهامة ومتعلقاتهم الأخرى تحسباً للفرار.
ويقول محمد المشهراوي، وهو أب لـ3 توائم يبلغون من العمر 5 أعوام وطفل رضيع عمره عام واحد: “صارت حياتنا إنه بننقل حالنا من بيت لبيت.. حياتنا كلها خوف. فش فيها أمان نهائياً”.
وكان المشهراوي غادر وأسرته منزلهم في أعقاب قصف اسرائيلي عنيف. وفي شقة بالطابق الثالث من منزل عمه المؤلف من 7 طوابق، قال المشهراوي البالغ من العمر 31 عاماً: “أنا هلقيت نقلت من بيتي ع بيت عمي ومحضّر كل أغراضي الشخصية على شقة (جنب) بحيث لو صار تهديد على حياتنا أو حولنا على طول بننقل كل حاجة على بيت ثاني”.
وكانت العائلة تنام في صالة بلا نوافذ لتجنب خطر الزجاج المتطاير جراء أي انفجار. وفي الحقائب الصغيرة بجوار الباب شهادات ميلادهم ووثائق هامة أخرى وحلي وهواتف وأجهزة كمبيوتر محمولة وبعض الملابس.
من جهتها، تقول رنا المشهراوي إن ابنتها البالغة من العمر سنة واحدة كانت تتعلم كلمات مثل “ماما” و”بابا”، لكنها أضافت لقاموسها الآن مقطعاً صوتياً جديداً لصوت الانفجار – “بووم”.
وفي الليل، عندما تكون الانفجارات الأشد إثارة للذعر، تصبح غرفة النوم الجديدة في صالة الشقة أكثر الأماكن أمناً، على حدّ قول رنا، وتضيف: “لو صار شي لا سمح الله ناخد أغراضنا ودوغري بنظلنا طالعين”.
وكان إتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين قد دخل حيّز التنفيذ عند الـ2 فجر اليوم الجمعة بالتوقيت المحلي.
وفي الدقائق الأولى لبدء سريان الهدنة عمّت الاحتفالات قطاع غزة، بحسب ما أفاد مراسلو وكالة “فرانس برس”، في حين لم تُسمع في الجانب الإسرائيلي أيّ من صافرات الإنذار التي ظلّت على مدى 11 يوماً تدوّي لتحذير السكّان.
وجاء وقف اطلاق النار في غزة بعد اتصالات دبلوماسية تكثفت خلال الأيام الأخيرة في سبيل وضع حد للعمليات العسكرية.
بدوره، رحب الرئيس الأمريكي جو بايدن بالاتّفاق، معتبراً أنّه يمثّل “فرصة حقيقية” للتقدّم نحو تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وقال بايدن في خطاب مقتضب ألقاه من البيت الأبيض: “أنا مقتنع بأنّ الفلسطينيين والإسرائيليين يستحقّون على حدّ سواء العيش بأمان والتمتّع بنفس المستوى من الحرية والازدهار والديمقراطية”.
شاهد أيضاً: بعد إعلان وقف إطلاق النار.. لاجئون من غزة يستعدون للعودة إلى ديارهم