مدرسة أكونكا في آيت باها هي للتعليم العتيق
بميزانية فاقت 1600 دولارًا، تمكنت لجنة مكتبات فاعل خير التابعة لمبادرة فاعل خير، ومقرها مدينة أكادير المغربية، من إنشاء مكتبة دينية بمدرسة اكونكا بإمي مقورن بآيت باها.
استفاد من المكتبة التي قاربت الاستعدادات لإطلاقها شهرًا، 140 طالبًا، كما ستستفيد منها الأفواج الجديدة التي ستلتحق بالمدرسة خلال السنوات المقبلة.
تضم المكتبة حاليًا 300 كتاب ومرجع في مجالات مختلفة من قبيل كتب النحو والصرف وكتب السيرة وكتب باللغة الفرنسية، إلى جانب قواميس لغوية ومصاحف، وألواح لحفظ القرآن الكريم.
جهزت لجنة المكتبات أيضًا قاعة للمطالعة بطاولات وكراسي وجهاز حاسوب محمول، يتضمن لائحة الكتب المتوفرة بالمكتبة وترتيبها وأرقامها، تسهيلًا لعملية وصول الطلبة لهذه الكتب.
قامت لجنة المكتبات كذلك بتخصيص ركن خاص للطلبة الذين يفضلون الجلوس على الأرض أثناء الحفظ وفقًا لطرق الحفظ التقليدية بالمدارس العتيقة، حيث تم فرش هذا الركن بزرابي وفراش تقليدي ووضعت فيه بعض حاملات المصاحف القرآنية المصنوعة من الخشب.
وفي ست ساعات، عملت لجنة المكتبات المكونة من 27 مبادر ومبادرة، على نقل المكتبة والأثاث من شاحنة خاصة إلى المدرسة، وتنسيق الكتب في مكانها، لتصبح المكتبة جاهزة ومتاحة لكافة طلبة العلم الشرعي، سواء القاطنين في أكادير وآيت باها ونواحيها، أو القادمين من مناطق مغربية أخرى بحثًا عن العلم والمعرفة.
تستقبل المدرسة سنويًا عددًا كبيرًا من الطلاب الذكور، حسب ما قال عمر بنبوهو، رئيس مبادرة فاعل خير، لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في المغرب هدى لبهالة، موضحًا أن مدرسة اكونكا تعد من المدارس العريقة للتعليم العتيق بجهة سوس ماسة، إذ يعود تأسيسها إلى ما قبل القرن الثامن الهجري، وتخرج منها مجموعة من العلماء والفقهاء.
ونظرًا لتاريخها العريق واكتفاءها طيلة السنوات الماضية بكتب ومراجع قليلة، كان من الضروري، كما أخبر بنبوهو ، “أن تتدخل لجنة المكتبات وتؤثت هذه المدرسة بكل ما يلزم من كتب، وتوفر أيضًا فضاء ملائمًا للطلاب من أجل مساعدتهم بشكل أكبر على تحصيلهم العلمي وتوسيع دائرة المعارف الثقافية والعلمية لديهم”.
وفرت المبادرة 300 كتاب ومرجع ديني للمكتبة
أضاف بنبوهو، “لقد كان رهاننا منذ زيارتنا الميدانية للمدرسة قبل شهر رمضان، هو جمع وشراء أكبر عدد ممكن من الكتب اللازمة، وبعد تمكننا من توفير 300 كتاب ومرجع على مدار شهر كامل، أقول إننا كسبنا الرهان وحققنا أكبر مما كنا نطمح إليه”.
في هذا السياق، أوضح بنبوهو أن تفاعل المحسنين المتبرعين بالكتب أو المال كان إيجابيًا، وفي ظرف قصير تمكنت لجنة مكتبات فاعل خير من توفير عدد مهم من الكتب والمراجع التي تصب في تخصص طلبة العلم الشرعي.
بيّن عمر بنبوهو في معرض حديثه، بأن زيارتهم الميدانية من أجل التعرف على المدرسة وأخذ المقاسات اللازمة للمكتبة كشفت عن حاجة معظم مرافق المدرسة إلى إصلاحات في الإنارة، بما في ذلك القاعة التي خصصتها اللجنة للمطالعة.
وقد قام الفريق بعمل مكثف من أجل حل مشكلة الكهرباء وتحويل القاعة من شكلها التقليدي إلى قاعة مطالعة تستوفي كافة الشروط التي تتشارك فيها معظم قاعات المطالعة بالمدارس أو الجامعات، ولأن الطلبة كانوا يقضون طيلة وقتهم بهذه القاعة، ركزت لجنة مكتبات فاعل خير على جعلها أكثر ملاءمة لمتطلباتهم .
بعد الانتهاء من التجهيزات، استمع الجميع لتلاوة قصيرة من الذكر الحكيم من طلاب المدرسة قبل أن يقوم الفقيه المشرف على التدريس بقص شريط الافتتاح، لينطلق الطلبة في تفحص الكتب والمراجع والاستمتاع بقاعة المطالعة.
قال بنبوهو إن امتنان أطر المدرسة ورئيس الجمعية المحلية التي تديرها، ورسالة من طالب تلقوها عبر بريد صفحة مبادرة فاعل خير يعبر فيها عن شكره لهم، شكل مصدر فخر وطاقة لأعضاء المبادرة الذين يعتبرون أن التحدي أمامها صار أكبر خلال سعيهم لنشر ثقافة القراءة وتقريب الكتب من القراء وطالبي العلم.
يذكر أن التعليم العتيق في المغرب هو التعليم الديني أو كما يسمى أيضًا العلم الشرعي ويكون خاصًا بالطلبة الذكور الذين يلتحقون بمدارس دينية يتعلمون فيها علوم الدين والفقه وحفظ القرآن الكريم.