مبادرات مواطنة ومشروع دراجتي نظمتا الحدث
نظمت جمعية مبادرات مواطنة بمراكش بشراكة مع مشروع دراجتي جولة توعوية بأهمية الدرجات الهوائيه بالشوارع الأساسية للمدينة، وذلك يوم الخميس 03 يونيو / حزيران الجاري (2021).
جاءت المبادرة تزامنًا مع اليوم العالمي للدراجات الهوائية، وفي سياق عمل الجمعية على توعية الشباب وساكنة المدينة الحمراء بشكل عام، بأهمية استعمال الدراجة ودورها في تعزيز وعي بيئي بالمدينة.
شارك في المبادرة 30 شخصًا، جابوا على دراجاتهم الهوائية مختلف شوارع وفضاءات مدينة مراكش، بدءًا من شارع جليز وانتهاءً بساحة جامع الفناء الشهيرة. وشهدت التظاهرة التي انطلقت على الساعة العاشرة صباحًا بتوقيت المغرب مشاركة مغاربة وأجانب مقيمين بمراكش من مختلف الأعمار، وحملت شعار “أسوق دراجتي، أحمي مدينتي”.
مراسل “تطبيق خبّر” في المغرب يوسف أسكور التقى رئيس جمعية مبادرات مواطنة ياسين عبار الذي عبّر له عن غامر سعادته بمشاركة ساكنة مراكش في هذه المبادرة “التي نريد لها أن تظل موعدًا سنويًا للتذكير بأهمية الحفاظ على البيئة”.
وأوضح عبار أن البرنامج تكون من جولة صباحية مدتها ساعتين جابت مختلف محاور مدينة مراكش الأساسية، كما تضمن إنتاج برامج حوارية مع فاعلين في الحقل البيئي ستنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واختتمت بندوة علمية ضمت فاعلين من مختلف المجالات لمناقشة الفرص البيئية والإقتصادية والاجتماعية التي يمكن أن تقدمها الدراجة الهوائية للمدينة.
من جهتها، وفي نفس الحدث، قالت أميمة، وهي مراكشية الميلاد والمنشأ، إنها سعيدة بالمشاركة في التوعية بأهمية استعمال الدراجة الهوائية، وأضافت أنها تستعمل الدراجة الهوائية منذ ما يزيد عن خمس سنوات دون أية مشاكل، حتى أضحت تعرف المدة التي تحتاجها للتنقل لمختلف الأماكن وتضبط مواعيدها والتزاماتها على أساسها.
عرفت التظاهرة تنظيم ندوة علمية عشية نفس اليوم، احتضنها المعهد الفرنسي بمراكش، بدءًا من الساعة الخامسة بحضور فاعلين وفاعلات من مختلف القطاعات ذات الصلة بمجال البيئة والحفاظ على المدينة كوجهة سياحية نظيفة.
وشارك في الندوة كل من النائبة زكية المريني التي تشغل كذلك رئاسة جمعية النخيل، وبوجمعة بالهند عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بمراكش، وصوفيا التباع عن المعهد الفرنسي بمراكش، وياسين عبار رئيس جمعية مبادرات مواطنة وأستاذ التعليم العالي تخصص علم الاجتماع بجامعة القاضي عياض.
وقد تم تقديم نماذج لبعض التجارب بكل من جمهورية مصر وألمانيا وهولندا، فيما أجمع جميع المتدخلون والمشاركون على أهمية استدخال الدراجة الهوائية كوسيلة نقل أساسية في عادات ساكنة مدينة مراكش، خصوصًا أن الدرجات النارية التي تشكل وسيلة النقل الأكثر انتشارًا أضحت تشكل إلى جانب السيارات إحدى أبرز التحديات التي يجب التعاطي معها بمسؤولية.
تشكل الدراجات النارية أحد المظاهر التي تسيء للمدينة العتيقة لمراكش نظرًا لكونها تسير بسرعة، وثانيًا لأنها تفرز دخانًا يزعج السياح كما ساكنة المدينة، فضلًا عن أنه يفقد المدينة رونقها وخصوصيتها الثقافية والحضارية.
دعوات لجعل مراكش مدينة إيكولوجية
كما طرح اللقاء فرص تعزيز استعمال الدراجات الهوائية، وإمكانية جعل مدينة مراكش مدينة صديقة للبيئة خصوصًا أنها تعتبر أول مدينة مغربية تعزز شبكتها للنقل الحضري بأسطول من الحافلات الكهربائية، الشيء الذي يجعل مراكش أقرب إلى ربح رهان التموقع على المستوى الوطني كمدينة نموذجية في المجال الإيكولوجي والتنمية المستدامة، والانخراط بقوة في مسار الاقتصاد الأخضر.
كذلك طرح المتدخلون خلال الندوة الأثر الاجتماعي والاقتصادي للاعتماد على الدراجات الهوائية، حيث شكلت التجارب التي تم استعراضها أفكار مشاريع مدرة للدخل وذات جاذبية كبيرة، يمكن المراهنة عليها لأجل تطوير سياحة إيكولوجية ثقافية منافسة على المستوى الدولي.
وطرح بوجمعة بالهند ممثل الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، دور المؤسسات التعليمية في تمكين التلاميذ من تبني سلوكيات صديقة للبيئة من شأنها أن تساهم في تغيير عادات المراكشيين فيما يتعلق بوسائل التنقل.
وألح بالهند على أن دور المدرسة أساسي جدًا، ويحتاج تطوير خارطة عمل مشتركة تنطلق من المؤسسة وتشرك جميع المتدخلين المؤسساتيين كما الجمعيات ليتسنى للمدينة أن تحقق هدف تغيير العادات التي دأب عليها عامة الناس.
ورأى المتدخلون أن من بين التحديات التي يتعين رفعها من أجل إنجاح هذه التجربة النموذجية والمتفردة على الصعيد الوطني والقاري، إحداث مسارات جديدة لتنقل الدراجات الهوائية تكون قريبة من التجمعات السكانية الكبيرة ومن أهم الأحياء والشوارع بمدينة مراكش، التي تعرف نموا ديمغرافيا مهما.
يذكر أن مدينة مراكش احتضنت مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية “كوب 22”، الذي مكّن المدينة من تبوء مكانة متقدمة ضمن المدن الكبرى العالمية الصديقة للبيئة، من خلال مجموعة من المبادرات التي تهدف لجعل المدينة مدينة إيكولوجية.