علاجات للأسنان والنظر والأمراض النسائية
استفاد أطفال ونساء قرية الهبابلة التابعة لجماعة جذور في إقليم اليوسفية بالمغرب، يومي 12 و 13 حزيران/ يونيو الجاري (2021)، من قافلة اجتماعية وطبية تضامنية نظمتها الجمعية المغربية للنهضة الإجتماعية بشراكة مع جمعية Terre d’action ومؤسسة مجموعة كهرباء فرنسا (Électricité de France).
انطلقت القافلة من مدينة المحمدية، وتعد الأولى من نوعها بالقرية حيث حصل في شقها الطبي 232 طفلاً على علاجات للأسنان وأمراض اللثة، و96 طفلاً على نظارات طبية بعد تشخيص أولي لقياس حدة البصر وضعف النظر. كما استفادت 100 سيدة من الفحص المبكر عن طريق جهاز الفحص بالصدى.
تزويد المدرسة وروضة الأطفال بشبكة توزيع لمياه الشفة
إلى جانب الشق الطبي للقافلة، قام المتطوعون المكلفون بالشق الاجتماعي، والبالغ عددهم 34 متطوعًا ومتطوعة، بصباغة وتزيين 4 فصول دراسية للمدرسة الابتدائية بالمنطقة، وتزويدها بشبكة لتوزيع المياه الصالحة للشرب عبر صنابير ساحة ومراحيض المؤسسة التعليمية. كما تمت نفس العملية بروضة الأطفال بالمدرسة عينها. تضمنت القافلة أيضًا أنشطة ترفيهية للأطفال تنوعت بين تلوين الرسومات والرقص والغناء وترديد الأناشيد.
أتت هذه القافلة الطبية والاجتماعية استجابة لطلب تقدمت به الجمعية المحلية بالمنطقة للجمعية المغربية للنهضة الاجتماعية، التي درست الطلب وفق معايير محددة منها الحالة الاجتماعية والاقتصادية للسكان، ومدى تأثير خدمات القافلة على المدى القريب والبعيد.
حول هذا الموضوع، بيّن جلال منشور، رئيس الجمعية المغربية للنهضة الإجتماعية المنظمة للقافلة، لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في المغرب هدى لبهالة، أن القرية تعاني من قساوة الأوضاع الاجتماعية والمادية، وبُعد الخدمات الطبية التي يجد أهالي قرية الهبابلة صعوبات في الحصول عليها بسبب اكراهات اقتصادية في المقام الأول.
وأضاف رئيس الحمعية أن مدرسة المنطقة تعتمد على مطفية مائية وهي عبارة عن تقنية لتدبير الموارد المائية، تكون على شكل صهاريج محفورة لتخزين بضع أمتار مكعبة من المياه. ويتم فيها تخزين مياه الأمطار أو مياه يتم جلبها عبر شاحنة خاصة من مناطق أخرى، فيستخدمها الأهالي في الاستعمالات اليومية، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الخزانات المائية يهدد حياة وسلامة الأطفال خلال عملية سحب الماء باستخدام الحبل والدلو.
تحضيرات لحفر بئر لتأمين مياه للقرية
كل هذه الأسباب، أورد جلال منشور، دعتهم في الجمعية المغربية للنهضة الإجتماعية لتختار قرية الهبابلة حيث “المنطقة بشكل عام تعاني من نقص حاد في الموارد المائية وتعتمد فقط على المطافي التي يتم ملؤها من حين لآخر بواسطة شاحنة مياه تكون قادمة من مناطق مجاورة، وهو ما دفعنا لتخصيص ميزانية خاصة تم جمعها عن طريق التبرعات لحفر وتجهيز بئر لتمكين السكان من مياه دائمة وصالحة للشرب”.
وقال إنهم سيباشرون العمل على حفر البئر خلال الفترة القادمة بعد انتهاء الإجراءات الإدارية المتعلقة بتصريح قانوني لإنشائه، لافتًا الانتباه إلى أن تجهيز مدرسة المنطقة وروضة الأطفال بشبكة لتوزيع المياه تم ربطها بالخزان المائي التقليدي المتواجد بقرب المدرسة، هو مجرد حل مؤقت إلى حين الانتهاء من مشروع البئر.
ذكر جلال، في إطار الخدمات الطبية التي قدمتها القافلة التضامنية، أن الأطفال الذين كانوا يعانون من أوجاع في الأسنان وصعوبات في التحصيل الدراسي بسبب مشاكل صحية في النظر، حصلوا على علاجات مناسبة من طرف الفريق الطبي الذي كان مكونًا من 12 طبيب أسنان ومختصان في فحص النظر، وذلك سيمكن التلاميذ من مواكبة دراستهم بشكل أفضل من السابق.
ضم الفريق الطبي كذلك طبيبة متخصصة في أمراض النساء والتوليد أشرفت على تقديم فحوصات بواسطة جهاز الفحص بالصدى ل 100 سيدة، ومنحتهن مجموعة من النصائح والعلاجات المناسبة لبعض الأعراض المرضية النسائية.
وبيّن المتحدث أن 30 متطوعًا من الفريق الاجتماعي قاموا بدورهم بصباغة وتزيين الفصول الدراسية برسومات وألوان زاهية لإدخال الفرحة على التلاميذ خلال تواجدهم بها، وتشجيعهم على الدراسة والاعتناء بمدرستهم.
ولتعطش الأطفال إلى الأنشطة الترفيهية، أشرف 4 مؤطرين للورشات الترفيهية والتوعوية بالحمعية، على ترفيه 273 طفلًا عن طريق رقصات بهلوانية وأغانٍ وأناشيد، فضلًا عن ورشة تلوين لوّن فيها الأطفال مجموعة من الرسومات المطبوعة.
في ختام تصريحه لمراسلة “تطبيق خبّر”، أوضح جلال منشور أن أهالي قرية الهبابلة رحبوا كثيرًا بفكرة القافلة، وعبروا عن سعادتهم بعد الاستفادة من خدماتها، وأعربوا عن أنهم سينتظرون بفارغ الصبر تجهيز قريتهم ببئر ومياه صالحة للشرب، وطي صفحة سنوات متعبة أمضوها في انتظار ملء المطافي بين فترة وأخرى، وخوفهم المستمر على أبنائهم من الوقوع في إحداها.