التنظيف شمل كافة النقاط السوداء بالمدينة
أقدم شباب جمعية سنابل الخير بمدينة بلوزداد بالجزائر على حملات تنظيف لأحياء المدينة رفقة عدد من المتطوعين والفاعلين في المجال البيئي والمدنيمن مختلف مناطق العاصمة، فضلًا عن مشاركة السلطات المعنية.
انطلقت حملة التنظيف الواسعة صباحًا عبر كافة النقاط السوداء بشوارع وأحياء المدينة، عبر المرور بعدة مناطق تكثر بها النفايات المترتبة عن البناء ومخلفات الهدم العشوائي وترميم المنازل التي لا يمكن لعمال النظافة إزالتها.
شارك رئيس بلدية محمد بلوزداد محمد عمامرة في هذه الحملة التي امتدت طيلة الفترة الصباحية بالتنسيق مع المصالح الإدارية لدائرة حسين داي التي سخرت كافة الإمكانيات المادية والبشرية، من بينها المؤسسات الولائية المختصة “أسروت”، وعمال شركة النظافة “نات كوم”، وعمال البلدية، فضلًا عن أكثر من عشرين عضوًا من جمعية سنابل الخير.
انقسمت المبادرة على قسمين، في الفترة الصباحية كان هناك حملة للتنظيف، أما الفترة المسائية فخصصت لطلاء الأرصفة وغرس الأشجار بمختلف الأماكن. وبالتنسيق مع مديرية الغابات، تم غرس الأشجار وطلاء الأرصفة لإعطاء دفعة قوية للعمل التطوعي الميداني والاهتمام بمنظر المدينة ومشاركة المواطنين في مظهرها الجمالي.
في تصريح لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في الجزائر عبد المؤمن لعرابي، صرح بلال توتي رئيس الجمعية أن الحملة التي حملت شعار “حومتك كي دارك”، تهدف إلى توعية المواطنين بضرورة الوقوف على نظافة أحيائهم بطريقة مباشرة دون الاعتماد على المؤسسات العمومية، وترسيخ ثقافة أن الحي هو جزء من المنزل ونظافته من نظافة سكانه، في رسالة مباشرة للاهتمام بالمحيط والبيئة.
الجانب الأخير من هذه المبادرة، وهو غرس الأشجار بمشاركة المواطنين، فقد تم خلاله غرس أكثر من خمسين شجرة بمنطقة الحامة التي لا تحتوي على مساحات خضراء كبرى عند محطة المترو، فيما تم تكليف السكان بحماية وسقي الأشجار والاعتناء بها ومتابعتها، بهدف مشاركة سكان الأحياء مسؤوليتهم البيئية.
ضرورة إعادة ثقافة مسؤولية المجتمع عن نظافته
وأضاف بلال توتي لمراسل “تطبيق خبّر” أنه يجب العودة للثقافة التي كانت سائدة في السابق التي يتشارك فيها الجميع في الاهتمام بأحيائهم وتنظيفها من حين لآخر والحفاظ عليها، لكنها اندثرت في الآونة الآخيرة.
وشملت المناطق السوداء العديد من الأماكن التي تكثير بها النفايات الصلبة المترتبة عن البناء العشوائي والهدم الفوضوي أيضًا، وقام أعضاء الجمعية بتنظيفها بالكامل باستعمال وسائل البلدية وشاحنات الشركة الوطنية “أسروت”.
شاركت شركة “اسروت” بأكثر من خمسة وعشرين عاملًا، وخمسة عشر عاملًا من شركة “نات كوم” للتنظيف وكل عمال بلدية بلوزداد العاملين في هذا المجال، بالإضافة إلى ممثل الوالي المنتدب لمقاطعة حسين داي ورئيس بلدية محمد بلوزداد، وأمينها العام، ومديرية البيئة، ومديرية الغابات.
اعتبر بلال توتي كذلك أن حماية المحيط هي من المسؤوليات التي تقع على عاتق المجتمع المدني ومن صميم عمال الجمعية التي تسعى لنشر ثقافة المشاركة وتحمل المسؤولية المشتركة بين السكان دون الاعتماد بصفة كلية على المؤسسات العمومية المختصة، مشيرًا إلى أن الكثير من السكان يرمون النفايات في غير أماكنها المخصصة لذلك.
تم جلب مواد التنظيف والطلاء من قبل المحسنين المعروفين بمساهمتهم الدائمة مع جمعيات المجتمع المدني .ولقيت هذه المبادرة استحسانًا واسعًا من قبل السكان والمواطنين، فيماانضم بعض المارة للمتطوعين في التنظيف الغرس.
تسعى جمعية سنابل الخير للقيام بعدة أنشطة بيئية على مستوى العاصمة ككل خلال الفترة القادمة بمشاركة الأطفال لتربية الجيل الصاعد ميدانيًا وتدريبهم ومشاركتهم العمل الميداني التطوعي للحفاظ على البيئة.