طالبان جامعيان بطنجة يطلقان مشروعًا خيريًا بالشخصيات الكرتونية

 يهدف المشروع. الذي اطلق يوم الثلاثاء 15 حزيران/ يونيو الجاري، بالدرجة الأولى إلى إسعاد الأطفال في الحدائق العامة والمدارس وروضات الأطفال، وحتى الترفيه عنهم ومشاركتهم في حفلات التخرج وأعياد الميلاد.

 

وبالرغم من وجود شخصيات كرتونية شهيرة وكثيرة يحبها الأطفال، فإن شخصيتي “ميكي ماوس” و “ميني ماوس” تعدان الأفضل على الإطلاق لدى جميع الأطفال، بحسب ما تبين لصاحبي المشروع.

هذا الحب لهاتين الشخصيتين دفع الطالب منصف الجبيلي وهو صاحب فكرة المشروع، إلى اختيارهما كبداية لمشروعه الذي يشاركه فيه حاليًا صديقه وزميله في الدراسة أيوب المدني.

اللافت في المشروع أنه يضم شقًا مجانيًا، وهو موجه لأطفال الجمعيات الخيرية وللأطفال الذين يتنزهون في المناطق العامة كالحدائق، كما يمنح فرصة للأسر لأخذ صور تذكارية رفقة الشخصيات التنكرية مقابل دفع مبلغ مادي رمزي لكل صورة يتم التقاطها.

أما بخصوص المشاركة في مناسبة أعياد الميلاد وحفلات النجاح أو التنشيط في إحدى المؤسسات التعليمية الخصوصية، فستكون مقابل مبلغ مالي سيوجه فيما بعد إلى إحدى الجمعيات المكلفة برعاية الأطفال المصابين بمرض التوحد لتسهيل مواكبتهم من طرف المختصين.

في إطار فكرة المشروع الذي يعد الأول بمدينة طنجة، كونه يضم جانبًا مجانيًا عكس باقي فرق التنشيط الأخرى، قال منصف الجبيلي، صاحب المشروع، إن تأثره بوفاة والدته وشعوره بالحزن طيلة الوقت، جعله يفكر في إيجاد طريقة تسعد الآخرين، خاصة الأطفال، لعل فرحهم يسعده أيضا.

وأضاف الجبيلي لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية بالمغرب هدى لبهالة أن خلو المنتزهات والحدائق العامة بطنجة من منشطي الأطفال، واكتفاءها ببعض الألعاب التي سرعان ما تصيب الأطفال بالضجر، أو قد لا تستطيع الأسر دفع ثمنها، شكل دافعًا إضافيا لإسعاد الأطفال والترفيه عنهم بعمله كمنشط.

وبيّن أن مشروعه لا يكتفي بإدخال الفرح في قلوب الأطفال، بل الكبار كذلك مثل أهاليهم أو أي من مرتادي الحدائق والمتنزهات العامة.

اختار منصف محرك البحث جوجل، للبحث عن أشهر الشخصيات الكرتونية المفضلة لدى الأطفال، وبعد عثوره على شخصية ميكي ماوس وميني ماوس، لم يتردد في البحث عن الزي التنكري للشخصيتين في أسواق المدينة.

 بعد عثوره على الزي، أوضح منصف، “واجهتني أول عقبة بعد ذهابي لشراء الزي برفقة بعض الأصدقاء، فقد انتقدوني بعد أن ارتديت زي إحدى الشخصيتين للقياس”. لكن في المقابل، وجد منصف “دعمًا معنويًا من صديقه أيوب المدني الذي اقترح عليه مشاركته في عمله الجديد”.

بداية منصف وأيوب كانت في إحدى روضات الأطفال بعد تواصلهما مع مالكها، واقتراح تخصيص بعض الوقت الترفيهي المجاني رفقة الأطفال، ما لاقى ترحيبًا لديه، وأدى ذلك لقضاء الأطفال وقتًا ممتعًا مليئًا بالرقص والغناء رفقة “ميكي ماوس” و “ميني ماوس”.

اختار الشركان في اليوم التالي حديقة فيلا هاريس الشهيرة بمدينة طنجة، حيث قاما باللعب والرقص مع الأطفال وأخذ صور تذكارية برفقتهم.

في هذا الصدد، أوضح الجبيلي أن الكبار بدورهم أعجبوا بشخصيتي ميكي ماوس وميني ماوس، ولم يترددوا في التقاط مجموعة من الصور برفقتهما، مشيرًا إلى أن بعض زوار الحديقة بادروا بتسجيل رقمهما الهاتفي من أجل التنسيق معهما في وقت لاحق لحضور أعياد الميلاد وحفلات النجاح الخاصة بهم.

وفي أول يوم جمعة منذ إطلاق مشروعهما، قام أيوب ومنصف بنشاط ترفيهي بروضة أخرى للأطفال متواجدة بحي الجيراري بطنجة، بمناسبة الحفل الختامي لنهاية السنة، استفاد منه 25 طفلًا. قال الجبيلي إن الأطفال وحتى صاحبة الروضة أعجبوا بالتنشيط وبالشخصيتين وطلبوا بعد انتهاء الحفل تكرار الزيارة.

سعادة الأطفال وترحيب الكبار بشخصيتي “ميكي ماوس” و “ميني ماوس” بمدينة طنجة، شكل حافزًا قويًا للطالبين الجامعيين لتوسيع مشروعهما عن طريق دمج المزيد من زملائهم الذين أبدوا إعجابهم بالمشروع بعد نجاحه بالرغم من مضي أيام قليلة على إطلاقه.

قام الشريكان إثر ذلك بشراء أزياء أخرى لشخصيات كرتونية شهيرة مثل “سبونج بوب” ودورا وسبايدرمان. كما يطمح الشريكان إلى شراء معدات التنشيط كموزعات الموسيقى والأغاني، وآلة تصوير وآلة ملء البالونات بالهواء من أجل القيام بالتنشيط بشكل احترافي.

بالرغم من امتلاك الجبيلي والمدني لأحلام مستقبلية في الجانب المهني بعد التخرج، فإنهما يرغبان بالاستمرار بمزاولة عملهما الحالي متى سنحت الفرصة بذلك، وإسعاد المزيد من الأطفال وإدخال الفرح على جميع الأشخاص الذين يقابلونهم.

في هذا الجانب، أكد أيوب المدني، الذي يتقمص حاليًا شخصية “ميني ماوس”، أنه أحب عمله كمنشط وصاحب شخصية كرتونية منذ اليوم الأول له رفقة صديقه منصف.

وبيّن لمراسلة “تطبيق خبّر” أن ركض الأطفال باتجاههما خلال ذهابهما إلى روضة الأطفال وحديقة فيلا هاريس، جعل مشاعر الطفولة تسري بداخله من جديد، وأحب من خلال ذلك تقمصه لإحدى الشخصيات الكرتونية.

وأضاف أيوب أن هذه التجربة رائعة بالنسبة له، ويطمح إلى الاشتغال رفقة منصف، وكل من يود الانضمام لهما من باقي أصدقائهما في تنشيط عدد كبير من الحفلات والمناسبات وأيضًا المشاركة في المهرجانات الكبرى.