يتكون النادي البيئي للمؤسسة من تلاميذ المؤسسة الذين يتوزعون على أربعة لجان؛ لجنة البيئة ولجنة الطاقة ولجنة الماء ولجنة النفايات وذلك تحت إشراف من الأطر التعليمية بالمؤسسة التي تنسق عمل النادي.
تعمل المؤسسة على تحقيق اكتفاء طاقي لبعض مرافقها مع استعمال مصابيح اقتصادية للطاقة، وكذا إعطاء المسؤولية للتلاميذ وإشراكهم في الإشراف على الفضاءات الخضراء والعناية بها.
كذلك تحرص على جودة الصنابير للحيلولة دون ضياع المياه، وأيضًا تنقية المياه المستعملة وإعادة توظيفها في سقي النباتات. كما نجح النادي في تطوير نظام لتخزين مياه الأمطار وترشيد استعمالها.
ويحرص النادي البيئي على إشراك التلاميذ في فرز النفايات وإعادة تدويرها من خلال استعمالها في ورشات الأعمال اليدوية، إذ يتم إنتاج لوحات فنية، وأدوات تعليمية تربوية تساهم في تمديد عمر النفايات البلاستيكية وتقليل تواجدها في التربة.
يرفع النادي البيئي شعار “مدرستي بيئتي”، ويضم أزيد من أربعون تلميذًا وتلميذة، يستفيدون بشكل دوري من دورات تدريبية في في مجال الأفكار المبتكرة الصديقة للبيئة، يشرف على تأطيرها كل من الأساتذة والجمعيات البيئية. كما يستضيف أصحاب مشاريع بيئية لتقديم تجاربهم وعرضها أمام التلاميذ.
ومن بين اللجان النشيطة أيضًا داخل النادي البيئي لمؤسسة المعتمد بن عباد، لجنة الطاقة التي يعهد إليها مراقبة استهلاك الطاقة داخل المؤسسة، والحرص على عدم إضاعة الطاقة الكهربائية داخل حجرات الدراسة والفضاءات العامة بالمؤسسة.
مراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب يوسف أسكور زار المؤسسة واستمع لشروحات أعضاء النادي، الذين عبروا عن وعي كبير بقضايا البيئة والتنوع الإيكولوجي.
ياسين وهو تلميذ في المستوى السادس ابتدائي، عبّر عن أهمية وعي الأفراد بضرورة المحافظة على البيئة في تحسين جودة الحياة.
وأضاف ياسين أن التقليل من هدر المياه وتنظيف الفضاءات من البلاستيك يساهم في الحفاظ على التنوع الأحيائي للحشرات والحيوانات التي تقضي بسبب ندرة المياه والتلوث الذي يؤثر على دورة الحياة الطبيعية.
خلال الجولة التي قام بها مراسل “تطبيق خبرّ”، وقف عند نباتات متنوعة قام بزراعتها ورعايتها أعضاء النادي، من هذه النباتات، نبات النعناع والسالمية وإكليل الجبل والريحان والدمسيسة والشيح ومجموعة متنوعة من الأعشاب الطبية التي يُعتمد في سقيها على مياه مستعملة تم ترشيحها وتنقيتها.
ترشيد ناجح للطاقة والمياه وتدوير للنفايات
في نفس السياق، التقى مراسل “تطبيق خبّر” منسق برنامج المدارس الإيكولوجية بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالصويرة هشام أكورض، وهو أيضًا عضو اللجنة الجهوية المكلفة بتتبع البرنامج ليطلع منه على تقييمه لمؤسسة المعتمد بن عباد في التربية البيئية التي تساهم في التخفيف من تبعات أزمة التغيير المناخي.
قال أكورض إن زيارته التقييمية لمؤسسة المعتمد بن عباد أبانت عن حست اشتغال المؤسسة على محاور الطاقة والماء وتدوير النفايات والتنوع البيولوجي وتميزها الواضح في طريقة التعامل مع كل محور على حدة، وهو ما يؤهلها للحصول على شارة اللواء الأخضر التي تمنحها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة.
وأضاف أن أهمية الأندية البيئية تتمثل أساسًا في دورها في تكوين ثقافة بيئية لدى الأجيال المقبلة، خصوصًا وأن عمل الأندية يتسم بالبساطة والوضوح والجاذبية وهو ما يعزز فرص نجاح هذه التجربة.
وحول موضوع التغيرات المناخية، قال السيد أكورض إنه التحدي الكبير الذي يواجه البشرية خلال السنوات المقبلة، والذي يفرض العمل على مستويات عدة أهمها التوعية والتربية.
واعتبر أن العمل التربوي الذي تقوم به الأندية البيئية هو أحد الحلول الأساسية التي من شأنها جعل الجيل المقبل أكثر وعيًا بأهمية استدامة الموارد وتقليل الاعتماد على الطاقة الأحفورية واعتماد الطاقات المتجددة.
وختم أكورض حديثه بتقديم شكر خاص لكافة الأطر الإدارية والتربوية بالمؤسسة، وللتلاميذ على انخراطهم المبهر، وللشركاء على تفاعلهم ومساهمتهم في إنجاح هذا المشروع البيئي الذي وصفه بالاستثنائي.
ضرورة إعادة هندسة علاقة المجتمع مع البيئة
ولأجل معرفة المزيد حول موضوع أهمية الأندية البيئية داخل المؤسسات، أجرى مراسل “تطبيق خبّر” اتصالًا هاتفيًا بالخبير البيئي مصطفى بنرامل، الذي أكد أن مفتاح التصالح مع البيئة يكمن داخل المؤسسات التعليمية.
وأضاف بنرامل أن نمو وتشكل شخصية الطفل يتم داخل المؤسسة، وهي فرصة ذهبية لإعادة هندسة علاقة الأفراد مع البيئة.
وشدد مصطفى بنرامل على أن فهمنا للبيئة لا يجب أن يكون كونها رهن إشارتنا نصنع بها ما شئنا، وإنما يجب أن نعي أن العيش على هذا الكوكب يقتضي احترام كائنات حية أخرى تشكل التنوع الأحيائي الذي يمكننا من العيش بسلام وفي بيئة آمنة وسليمة.
يعتبر العمل الذي تقوم به المؤسسات التعليمة أساسيًا ومحوريًا بالنظر لكونها أحد أهم مؤسسات التنشئة الإجتماعية التي تساهم في تشكيل شخصية متوازنة للتلاميذ والتلميذات، وهو بذلك استثمار يعزز من إمكانية حل أزمة المناخ من خلال ممارسات الأجيال المقبلة.