التماسك الاجتماعي من خلال الرسم
أقامت منظمة ميرسي كور دورة لتعليم الرسم لهواة الرسم لفترة شهر بهدف دعم المواهب وتعزيز قدراتهم الفنية في قضاء سنجار شمال غربي العراق.
جاءت هذه الدورة في إطار دعم المنظمة للنازحين العائدين من مخيمات النزوح بإقليم كردستان إلى قضاء سنجار بعد سنوات من تحريره من تنظيم داعش، وأيضًا دعمًا للطاقات الشبابية التي تسعى الى دعم التماسك الاجتماعي والسلام.
للحديث عن الدورة وأهميتها والهدف منها، قابل مراسل “تطبيق خبّر” الميداني في العراق ذياب غانم خلف مدير المشروع في منظمة ميرسي كور ناجي حجي علو، الذي قال إنه، “نظرًا لوجود إهمال لهذا الجانب، رأينا أنه من الضروري دعم هذه المواهب وفق الإمكانيات المتوفرة، وقمنا بفتح دورة تعليمية لهواة هذه المهنة من الشباب والفتيات في مركز قضاء سنجار”.
وأضاف ناجي، “الهدف من هذه الدورة لم يكن فقط التعليم على الرسم، وإنما الحث على التماسك الاجتماعي وضرورة وجود السلام، وكل هذا تم التعبير عنه من خلال اللوحات التي رسمها المشاركون خلال الدورة، كما تهدف لدعم العائدين إلى القضاء بعد سنوات من النزوح”.
كما أعرب عن تمنياته بأن تكون هذه الدورة بداية انطلاق لهؤلاء الشبان والفتيات، مبيّنًا أن “الدورة ضمت 20 مشتركًا من كلا الجنسين، كانوا على معرفة بمبادئ الرسم وقد نفذوا بعض اللوحات، لكن أردنا تطوير مهاراتهم من خلال التدريب ودعمهم بأدوات الرسم، كدعم معنوي للاستمرارية، آملين أن تقوم مشاريع أخرى بدعم المواهب في الفن التشكيلي”.
كذلك بيّن مدير المشروع في منظمة ميرسي كور أنه، “في ختام الدورة، تم افتتاح معرض للرسم ضم لوحات المستفيدين منها، حضره ممثلو الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية في قضاء سنجار”، مشيرًا إلى أن “اللوحات عرضت للبيع خلال المعرض ليستفيد أصحابها من هذه المبالغ، وقد تم بيع بعضها بالفعل”.
وبحسب وجهة نظره، فإنه، “لا يمكن العمل على شيء واحد فقط، بل يجب العمل على كل الجوانب الحياتية لدعم المواهب و العائدين إلى سنجار، لأن الجانب النفسي و المعنوي مهم دائمًا ويجب أن نأخذه جميعًا بعين الاعتبار”.
رغبات بمزيد من دعم الفن التشكيلي
من جهته، قال مدرب الدورة ميسر خلف عند حديثه لمراسل “تطبيق خبّر” إن، “الدورة كانت عبارة عن تدريب لتطوير هذه المواهب الشابة، فهي تستحق الدعم لكن قليلاً ما يحصلون عليه، وهذا الشيء من الممكن أن يؤثر عليهم، فالدعم مهم للاستمرار أولاً”.
وأشار ميسر إلى أن، “المعرض الذي تم افتتاحه في ختام الدورة كان بهدف تحفيز المشاركين على عرض لوحاتهم على المجتمع، وإيصال رسالة عبر الرسم، وبرهان عن وجود طاقات شبابية مبدعة تملك روح الفن و الشغف بالعمل”.
استنادًا على ذلك، رأى خلف أنه “من الممكن أن نشهد مستقبلًا مشرقًا لهؤلاء، مشيرًا إلى أن لوحاتهم كانت تعبّر عن جمالية الطبيعة وأهمية مراعاتها ومواضيع الحرية الشخصية والتماسك الاجتماعي والسلام”.
وشدد خلف على ضرورة وجود اهتمام للفن كونه نوع من أنواع الثقافات، مؤكدًا أنه “تم إهمال المواهب الشبابية من قبل الحكومة والجهات ذات صلة في سنجار، وتأثرت هذه المواهب بالأوضاع التي رافقتهم في السنوات الأخيرة، فمن الجيد وجود نشاطات تنسيهم آثار الحرب والعمليات الإرهابية”.
كما شكر خلف المنظمة القائمة بالمشروع داعيًا إلى المزيد من مثل هذه النشاطات المؤثرة، التي تنفع المشاركين بها، متمنيًا للمشاركين النجاح في حياتهم المهنية الفنية.
أما المشاركة سمر سلام، فقالت لمراسل “تطبيق خبّر” إن، “وجود هذه الدورة أسعدنا من جانبين، الأول تعلمنا من المدرب وخبراته في الرسم، والثاني كسبنا دعمًا معنويًا من خلالها، فنحن في بداية مشوارنا ونحتاج إلى الدعم والمساندة”.
وبيّنت أنه، “قليلًا ما نشاهد مثل هذا الدعم لأن المجتمع نوعًا ما بعيد عن الفن، لكن نحن نحمل رسائل نود أن نبعثها للعالم، وهي أن ريشتنا وأقلامنا لا تقل عن قوة السلاح وألواننا سنزين بها مدينتنا التي عانت من الإرهاب”.
وأعربت سمر عن تقديمها، “الشكر للقائمين على تنظيم الدورة والمعرض، كذلك أقدم شكرًا خاصًا لمدرب الدورة الذي كسبنا منه بعض الخبرات، ولو كان هناك وقت أكثر لكسبنا منه أكثر، لذلك نطالب بالاستمرار بتقديم مثل هذه الدورات ودعم المواهب”.