تعزيز الممارسات الإيجابية في استخدام الإنترنت
نظمت منظمة كشافة سفراء السلام فرع تطوان قبل يومين في 29 آب / أغسطس (2021)، ورشة تدريبية حول موضوع الاستعمال الآمن والهادف لمواقع التواصل الاجتماعي لفائدة 20 شابًا من مدينة تطوان شمال المغرب.
تأتي الورشة التي تم تنظيمها في مقر المنظمة، في إطار تعزيز الممارسات الإيجابية في استخدام الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي من قبل الأطفال والمراهقين، وتُنظم بشراكة مع شبكة وايبير المغرب بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومنظمة يونيسيف المغرب.
استمرت الورشة التدريبة أربع ساعات، تم الوقوف فيها عند أهمية مراجعة إعدادات الخصوصية والأمان، واختيار خيارات الخصوصية الأكثر صرامة لأجل الحد من تبادل ومشاركة المعلومات الشخصية الخاصة بالأفراد، خصوصًا وأن أدق إعدادات الخصوصية لا يمكن أن توفر الحماية الكاملة.
وخلالها، وقف عدنان الدهري الخبير في الأمن المعلوماتي، والذي أشرف على تأطير الورشة التدريبية، عند محور المخاطر المترتبة عن استخدام المراهقين لوسائل التواصل الاجتماعي، لافتًا إلى دراسة علمية أجريت عام 2019 على أكثر من 6500 من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عامًا في الولايات المتحدة، وأفضت إلى أن أولئك الذين يقضون أكثر من ثلاث ساعات يوميًّا باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يتعرضون لخطورة كبيرة بسبب مشكلات الصحة العقلية.
كلمة السر يجب أن تكون فريدة ولا تتم مشاركتها
وأوضح الدهري أن الإستعمال الآمن لمواقع التواصل الاجتماعي يقتضي أن يتحكم المستخدمون، خصوصًا في سن مبكرة، في عدد ساعات تواجدهم في هذه المواقع، وألا تكون بديلاً عن التواصل الواقعي المباشر، والذي يظل ضروريًا ولا محيد عنه.
وألّح الدهري، علاقة بأمن المستخدمين، أنه يجب أن تكون كلمة السر الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي فريدة وآمنة، ولم تتم مشاركتها مع أي شخص أو في أي مكان. كما نصح بأن كلمة السر يجب ألا تتضمن المعلومات الرئيسية أي معلومات تحدد الشخصية، مثل الاسم أو رقم الهاتف أو تاريخ الميلاد أو العنوان.
كذلك أوصى الخبير في الأمن المعلوماتي بإمكانية الاستعانة البرنامج التي تعمل على حفظ كلمات السر بأمان، وتساعد على إنشاء كلمات سر قوية.
عرفت الورشة تفاعلًا كبيرًا مع بعض الأفكار المتعلقة بمستوى الحماية والخصوصية التي يحظى بها الأفراد خلال استعمالهم لشبكة الإنترنت، التي كسّرت مجموعة من الأفكار المسبقة والتي شدّت في الآن ذاته انتباه جميع المشاركين والمشاركات، فقد صححت فهمهم لمجموعة من التفاصيل التي لا يولونها اهتمامًا بينما تعتبر أساسية، ومن أهمها ميثاق الخصوصية الذي لا يقوم كثيرون بقراءة مضمونه.
ونصح الدهري بالاستفادة من إجراءات التحقق الدورية حول الأمن والخصوصية التي يوفرها فيسبوك وغوغل وغيرها من المواقع الكبيرة، مبيّنًا أنها إجراءات تحقق تعتمد أدلة تعليمية تمشي مع المستخدم خطوة بخطوة عبر إعدادات الخصوصية والأمن بلغة بسيطة، وتعد هذه الإجراءات إحدى الميزات الهامة المقدمة للمستخدمين.
البرنامج نفذ تلبية لاقتراح الشباب
هذا اللقاء يأتي، كما صرّح ياسين كريكش عضو منظمة كشافة سفراء السلام فرع تطوان، لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب يوسف أسكور، في سياق مشروع شباب مبادرون في خدمة المجتمعات الهشة الذي يروم تمكين شباب مدينة تطوان من الأليات المهاراتية الكفيلة بتعزيز فرصهم في النجاح.
وأضاف كريكش أن محاور البرنامج تمت باقتراح من الشباب أنفسهم الذين عبروا عن حاجتهم لتقوية معارفهم حول المجال الرقمي الذي يعتبر مجالًا واعدًا، وفي الآن ذاته مليئًا بالتحديات التي يجب أخدها بعين الاعتبار، سواء في حياتهم الشخصية أو المهنية سواء بسواء.
الخبير عدنان الدهري وقف في عرضه عند مجموعة من المنصات التعليمية التي تقدم دورات تدريبية متخصصة في الأمن الرقمي والاستعمال الآمن لمواقع التواصل الاجتماعي التي يمكن للمشاركين الاستئناس بها لتعميق معارفهم حول المجال مع إمكانية الحصول على شواهد يمكنها أن تسعفهم في مسارهم المنهي.
في سياق متصل، قال محمد بكواح، وهو مشارك في الورشة، لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني، إن مشاركته في الورشة مكنته من من التعرف على كيفية حماية معطياته الشخصية وحماية تواجده في مواقع التواصل الاجتماعي من محاولات الاختراق، مضيفًا أن الجانب التطبيقي من الورشة ساهم بشكل كبير في ترسيخ المعارف التي قدمها الخبير الدهري.
يذكر أن مشروع شباب مبادرون في خدمة المجتمعات الهشة يغطي مجموعة من المحاور التي من شأنها تطوير مهارات شباب وشابات مدينة تطوان، من قبيل القيادة والتواصل والنوع الاجتماعي وأساسيات العمل المدني والأمن الرقمي، التي من شأنها تعزيز انخراط الشباب في الشأن العام المحلي بشكل إيجابي.