الهدف مساعدة المجتمع النازح
بسعادة بالغة، توجه أطفال مخيم جم مشكو للنازحين، الواقع في أقصى شمال العراق وتحديدًا في
قضاء زاخو بمحافظة دهوك، إلى المركز الاجتماعي للأسرة وحماية الطفل لغرض قص شعرهم مجانًا.
فقد قامت مجموعة من الحلاقين في قضاء زاخو بتنظيم مبادرة للحلاقة لأطفال المخيم دون مقابل بالتنسيق مع المركز الاجتماعي للأسرة وحماية الطفل في المخيم، بهدف مساعدة المجتمع النازح في المخيمات.
حول تفاصيل هذه المبادرة، تحدث موظف المركز الاجتماعي للأسرة وحماية الطفل في مخيم جم مشكو، خلات سليمان لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في العراق ذياب غانم خلف، قائلًا، “نحن في المركز الاجتماعي للأسرة وحماية الطفل في المخيم نعمل على أن ننسق مع أشخاص ومنظمات ومؤسسات ليقوموا بمساعدة ما لقاطني المخيم وخاصة فئة الأطفال التي تحتاج إلى المزيد من الخدمات في هذه المرحلة الحساسة”.
وأضاف خلات، “هذه المبادرة ليست الأولى من نوعها في المخيم، وإنما كل فترة هناك مبادرة من هذا النوع، والهدف منها مساعدة العوائل ورسم البهجة على وجوه الاطفال، فهناك طبقة فقيرة جدًا في المخيم، وبهذا النوع من النشاطات ممكن أن نلبي بعض احتياجاتهم ولو كانت صغيرة”.
يفرح الأطفال بقصات شعر حديثة لا تكلف أهاليهم شيئًا
كما أشار خلات سليمان إلى، “أن وجود دعم وسند للأطفال في المخيم شيء مهم لأنهم يعيشون في ظرف معين ويجب الوقوف على كل صغيرة وكبيرة للخروج بهؤلاء الأطفال من هذه الضيقة التي يعيشون بها، كما أن الجانب المعنوي والنفسي مهمان جدًا، ونحن نعمل على تهيئة ظروف ملائمة لهم حسب الإمكانيات الموجودة”.
في نفس الوقت، أشاد سليمان بدور هذه المجموعة من الحلاقين، معبرًآ عن شكره لهم و لإنسانيتهم وشعورهم تجاه فئة النازحين، وطالب بمبادرات مشابهة من قبل أصحاب المواهب في مخيمات النازحين، مؤكدًا على أهمية مثل هذه المبادرات.
طفل في مخيم جم مشكو استفاد من مبادرة الحلاقة المجانية
المركز الاجتماعي للأسرة و حماية الطفل مركز يهتم بمختلف المجالات الحياتية ويقوم بتطوير المواهب ومساعدة المجتمع النازح في مخيم جم مشكو، من خلال فتح الدورات التدريبية للنازحين، وكدلك إقامة الدورات الرياضية والنشاطات الاجتماعية.
مبادرات مجانية مستمرة
في إطار المبادرة كذلك، التقى مراسل
“تطبيق خبّر” الميداني قائد فريق الحلاقين هيمن أيمن الذي قال، “نحن هنا لمساعدة هؤلاء الأطفال ورسم البهجة والبسمة على وجوههم، ولو كان بشيء بسيط كالحلاقة، فهم يعيشون في ظروف صعبة في المخيم ونتمنى أن نكون قد استطعنا تقديم خدمة لهؤلاء الأطفال”.
خدمة مجتمعية تدخل الفرح على القلوب مهما كانت بسيطة
تابع هيمن الذي قام بالمبادرة ، “أنا مدرب و أفتتح دورات تعليمية للشباب لتعليم الحلاقة، وفي كل دورة وعند الانتهاء منها، نقوم بالتنسيق مع المخيم والمركز الاجتماعي للأسرة وحماية الطفل لنأتي وننفذ مبادرة مجانية لحلاقة الأطفال، وهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة أيضًا”.
في ختام دورات التدريب على قص الشعر، ينفذ المتدربون يومًا ميدانيًا مجانيًا بالمخيمات
وأضاف هيمن أيمن، “نحن مستعدون لأن نذهب إلى جميع المخيمات ونخدمها، وسنستمر في تنفيذ هذه المبادرات الإنسانية التي تعزز من التماسك الاجتماعي والتعايش الإيجابي بين المجتمع المضيف والنازحين ، كما نشكر إدارة المخيم والمراكز التابعة له على تعاملهم الجيد معنا”.
من جهته، قال النازح محمود علي ، هو من ساكني المخيم، لمراسل
“تطبيق خبّر” الميداني ذياب غانم خلف، “هذه المبادرات جيدة، فهي استمرارية لما قدمه المجتمع المضيف للنازحين، فلا يسعني إلا أن أتقدم باسمي وباسم كل النازحين في مخيم جم مشكو ابلشكر لأهالي محافظة دهوك عامة وأهالي قضاء زاخو خاصة على مواقفهم المستمرة والمشرفة تجاه النازحين، فمنذ 2014 وحتى الآن يقدمون يد العون للنازحين”.
لا يرد الحلاقون رجال المخيم الراغبين فيحلاقة شعورهم
وأوضح محمود أن، “الأطفال في المخيم يحتاجون إلى عناية ودعم مهما كان بسيطًا، فمن المهم أن يشعروا بعدم النسيان ليكسبوا الثقة والثقافة الاجتماعية التي من الممكن أن تساعدهم على تقديم المساعدة لمجتمعات أخرى في المستقبل ويصبح هذا الشيء دافعًا قويًا لذلك”.
واللافت أن المبادرة لا تقتصر على الأطفال أحيانًا بل تتعداهم لكل من يرغب بحلق شعره من الرجال.
من الجدير ذكره أن محافظة دهوك شمال العراق تضم أكثر من 15 مخيمًا للنازحين، يعود جميعهم إلى نازحي قضاء سنجار بعد أن نزحوا جراء هجوم تنظيم داعش على القضاء عام 2014.