ارتفاع في رسوم التسجيل والأدوات المدرسية
عام دراسي جديد بدأه الطلاب السوريون وسط قلقٍ وحيرة من ذويهم حول كيفية تأمين تكاليف التعليم، بعد تضاعف رسوم التسجيل في مختلف المدارس، فضلًا عن ارتفاع أسعار القرطاسية والأدوات المدرسية الخاصة بالطلاب في جميع المراحل التعليمية.
من أجل معرفة متوسط التكلفة التي يحتاجها الطالب في المرحلة الإعدادية كالصف التاسع على سبيل المثال، والتي تعتبر مرحلة مهمة في المسيرة الدراسية في سوريا، أجرى مراسل “تطبيق خبّر” الميداني هناك محمد سباعي بعض الجولات في مكتبات العاصمة دمشق، تعرف من خلالها على الأسعار.
ووجد مراسل التطبيق أن أقل سعرٍ للحقائب المدرسية هو ثلاثين ألف ليرة سورية، أي ما يعادل ثماني دولارات تقريبًا، فيما بلغ سعر الملابس المدرسية الرسمية التي يحتاجها التلميذ كاملة، ما يقارب خمسين ألف ليرة سورية، أي حوالى 14 دولارًا، هذا فضلًا عما يحتاجه التلميذ من القرطاسية والدفاتر والحاجيات الأخرى.
وتبيّن أن كلفة تحضير طالب سوري من صف التاسع تبلغ حوالى 130 ألف ليرة، أي حوالى 40 دولارًا، ما يعني أن الموظف السوري يحتاج لضعف راتبه ليوفر فقط هذه اللوازم دون احتساب رسوم التسجيل والمواصلات والمسلمات الأخرى، علمًا أن متوسط راتب الموظف يبلغ حوالى 80 ألف ليرة، ما يعادل 20 دولارًا.
قام مراسل “تطبيق خبّر” باستطلاع رأي المواطنين بتلك المبالغ، وكيفية موازنتهم بينها وبين مداخيلهم. فقال “أبو لميس” الذي لديه ثلاثة أطفال في المدارس إنه كان متفائلًا بعودة أبنائه إلى المدارس، “ولكننا صدمنا بواقع الأسعار التي ارتفعت بشكل مفاجئ قبيل بدء العام الدراسي بأسبوع”.
مطالبات بضبط الأسعار العشوائية
وعن الرسالة التي يود أبو لميس توجيهها للمسؤولين، فهي طلب “بمراقبة وضبط الأسعار العشوائية، ومراقبة التجار الكبار وأصحاب العلامات التجارية ومدى معقولية أسعارهم، للتخفيف عن كاهل المواطنين الذين يضطر معظم للاستدانة لتوير حاجيات أولادهم المدرسية”.
أثناء التغطية التي قام بها مراسل “تطبيق خبّر” الميداني، شهد ارتفاعًا في الأصوات بجانب إحدى المكتبات المدرسية في العاصمة دمشق، ليجد أن بعض الأهالي علت أصواتهم في وجه صاحب المكتبة لأنهم اعتبروه “مبالغًا في الأسعار” كما قال أحدهم، فيما ناشده آخر قائلًا، “اتقوا الله في الأسعار”، بينما يدافع هو عن تسعيرة بضائعه.
يذكر أن الحكومة السورية طالبت أهالي الطلاب بـ “المساهمة في صيانة المدارس القريبة من أماكن سكنهم”، لأن صيانة جميع المدارس ستكلف خزينة الدولة ما يقارب 200 مليون ليرة سورية، أي ما يعادل 60 ألف دولار.
في سياق الموضوع نفسه، لكن في المستوى الجامعي، يواجه طلاب الجامعات تحديات توفير ما يحتاجونه من محاضرات ورقية ودفاتر ومعدات جامعيةٍ أخرى مع قرب بداية العام الجامعي الجديد، في ظِل ارتفاع “جنوني” بالأسعار، كما وصفه بعضهم.
فقد رصد مراسل “تطبيق خبّر” آراء بعض الطلاب الجامعيين في “نفق الآداب” الذي يعتبر نقطة تجمع المكتبات الخاصة بمعظم الفروع الجامعية.
من بين هؤلاء، الطالبة س.ع. التي قالت إن “وضع أهلي المادي لا يحتمل توفير مصروفي الجامعي اليومي، بالتالي أنا مضطرة لأن أعمل عندما ينتهي دوامي الجامعي للمساهمة في مصاريفي”. وبسؤالها عن كيفية موازنتها بين العمل والدراسة، تنهدت خاتمة حديثها بجملة “الله يعين”.