لتحقيق التنمية المستدامة والمحافظة على البيئة
انتهت أمس حملة تبرع بالكتب المدرسية المستعملة أقامتها جمعية أحباء المكتبة الجهوية بمدينة نابل، بالاشتراك مع عدد من الجمعيات بمحافظة نابل التونسية، بهدف توزيعها على التلاميذ المحتاجين.
يستفيد من الحملة التي أطلق عليها اسم حملة “تبرع بيا ماتلوحنيش“ تلاميذ المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، وامتدت من من 02 أيلول/ سبتمبر الجاري (2021) إلى 14منه، بمقر المكتبة الجهوية بنابل وبمدينة قربة أيضًا، بالشراكة مع فريق القبعات الخضراء التابع للجمعية التونسية للمحافظة على البيئة والمحيط وجمعية تنمية بلاحدود.
كما شملت هذه الحملة تجميع الأدوات المدرسية في إطار تحقيق عدة أهداف، منها رفع الحس المدني والتضامني بين المواطنين والمحافظة على البيئة وتحقيق التنمية المحلية.
حول هذه الحملة، قالت ثريا ستهم، رئيسة جمعية أحباء المكتبة الجهوية بنابل، إن الجمعية تأسست منذ ثلاث سنوات وهدفها الرئيس هو دعم الكتاب والثقافة في الجهة، مع السعي للارتقاء وتطوير أداء المكتبة الجهوية لأكثر من إعارة الكتب للمشتركين.
وشرحت لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في تونس ليلى بن سعد أن ذلك يتحقق عبر تنظيم أنشطة وتظاهرات تهم الطفل والشباب والعائلة، مع دعوة أغلبهم إلى فضاء المكتبة وتقريبهم إليها، في إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وحول حملة “تبرع بيا ماتلوحنيش”، أوضحت “ستهم” أن هذه المبادرة تأتي في إطار إعادة إحياء النشاط الجمعياتي والعمل الإنساني التطوعي، خاصة بعد الموجة الأخيرة لكوفيد 1، مشيرة إلى أن الانطلاق تم منذ اول شهر أيلول/ سبتمبر في تجميع الكتب المستعملة كحركة تضامنية بين المواطنين، فيها تبادل سواء بالتبرع أو القيام بالمقايضة.
كما أضافت في نفس السياق أنه تم تحديد قائمة عائلات الطلاب المنتفعين بالتنسيق مع عدد من مديري المدارس والمعاهد بالجهة ووحدة الشؤون الاجتماعية.
كذلك تم تعزيز فريق المتطوعين بثلة من الشبان، من فتيان وفتيات جمعية أكاديمية الحوار الوطني، وشهدت الحملة مشاركة أكثر من 50 شابًا وشابة، تولّوا التتقل الى المنازل والإعلان عن الحملة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ومن ثم تجميع الكتب المستعملة وفرزها وتوزيعها.
100 مستفيد من الحملة
لاقت هذه الحملة تجاوبًا كبيرًا من المتبرعين، إذ بادرت جمعيات أخرى علمت بالحملة، كجمعية المنسي، بالتبرع بمحافظ جديدة وأدوات مدرسية.
وخصص يوم السبت لفرز وتنظيم ما تم تجميعه، ونظمت المحافظ حسب الأعمار والسنوات وأسماء الطلاب، ثم جرى الاتصال بالأفراد الموجودين بالقائمة المحددة فردًا فردًا، وقد بلغ عدد المستفدين حوالى 100مستفيد، فيما يتوقع ازدياد العدد .
بدورها، قالت مروى موسي، وهي عضوة في جمعية أكاديمية الحوار الوطني بنابل ومنسقة حملة “تبرع بيا متلوحنيشك، إنها انخرطت في تجربة العمل التطوعي منذ سنتين، مشيرة إلى أن الحملة تؤمنها مجموعة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18و 35 سنة.
وذكرت موسي أن المجموعة الشبابية تولت تقسيم المحافظ والأدوات المدرسية اعتدادًا على قائمات وحدة الشؤون الاجتماعية بالجهة والمؤسسات التربوية، والطريف في الأمر أن طفلًا صغيرًا يبلغ من العمر 9 سنوات كان قاصدًا الشاطئ رفقة والدته، وقصد المكتبة الجهوية بصفة تلقائية لينتفع بنصيبه من الأدوات المدرسية، فما كان على الساهرين على الحملة إلا أن مكنوه بالمحفظة والأدوات المدرسية.
من جانبها، عبرت سهيلة بن نصيب، وهي متطوعة أخرى من جمعية أكاديمية الحوار الوطني، عن إعجابها بالانضمام إلى تجربة التطوع، خاصة أن كامل المجموعة شبابية ما حفزها أكثر على خوض تجربة العمل التطوعي الإنساني والمشاركة لأول مرة في حملة تجميع الكتب المستعملة.
الأولياء يثمنون المبادرة “الطيبة”
مراسلة “تطبيق خبّر” التقت المواطنة التونسية ابتسام، وهي ولية تحصلت على محافظ وأدوات مدرسية لابنها وابنتها اللذين يدرسان بالسنة التاسعة أساسي والثانية ثانوي. ثمنت ابتسام هذه المبادرة، وقالت إنها لأول مرة تتحصل على مساعدة، واعتبرتها إعانة رمزية أمام الغلاء الفاحش لأسعار الأدوات المدرسية هذه السنة.
أما المواطنة سنية، وهي ولية لديها إبن يدرس في صف البكالوريا، فقد قدمت شكرها للساهرين على “هذه المبادرة الطيبة”، وهي كانت ممن تلقوا اتصالًا من الجمعية لتلقي المساعدة، إذ أنها من ضمن العائلات المعوزة وفي حاجة ماسة للمساعدة.
تجدر الاشارة إلى أن جمعية أكاديمية الحوار الوطني هي جمعية شبابية ثقافية تأسست سنة 2016، ولها 5 فروع: الفرع الجهوي بنابل الذي تأسس في شباط/ فبراير من العام الحالي، والفرع الجهوي ببن عروس، والفرع المحلي بالمروج، والفرع المحلي بالعمران، والفرع المحلي بتونس الغربية.
تهدف الجمعية بالأساس لترسيخ ثقافة الحوار والعمل على تكريس مبادئ التشاركية والحوكمة المفتوحة، مع ضمان الشفافية في إطار مكافحة الفساد لتحقيق التنمية المحلية من خلال إعداد قادة في الشأن العام المحلي.