اقتصاد اجتماعي وإبداعي
تنظم جمعية مركز التبادل المشترك بالصويرة بشراكة مع عدة تعاونيات نسائية محلية معرضًا للمنتجات المجالية المحلية خلال الفترة الممتدة من 10 إلى 30 أيلول / سبتمبر الجاري (2021)، وذلك بالفضاء الجمعوي للثقافة والإبداع بمدينة الصويرة.
تشارك في المعرض الذي ينظم تحت شعار “الاقتصاد الاجتماعي خطوة نحو الاقتصاد الإبداعي”، 10 تعاونيات نسائية محلية بإقليم الصويرة، بهدف المساهمة في تثمين المنتجات المحلية باعتبارها رصيدًا وموروثًا متجذرًا في الثقافة الشعبية لدى الساكنة المحلية.
تشكل هذه التظاهرة فضاءً لتقريب الزوار من المنتجات المحلية التي يعرضها منتجون محليون وتنظيمات مهنية، ذوو مهارات عريقة تمكنهم من عرض منتوجات بأذواق ونكهات مميزة وأصيلة.
يشهد المعرض الذي ينظم في قلب المدينة العتيقة للصويرة، إقبالاً كبيرًا من طرف الزوار المحليين والأجانب، إذ يحظى الزوار باستقبال خاص من لدن النساء المشرفات على إدارة المعرض، ويتم تقديم شروحات مفصَّلة حول مكونات كل منتوج وخصوصياته.
مراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب يوسف أسكور زار المعرض ووقف عند الإقبال المهم من قبل الزوار، الذين يدفعهم فضول الاكتشاف إلى دخول فضاء المعرض بغية رؤية هندسة المكان التي تعود إلى القرن التاسع عشر، وأيضًا المنتجات المجالية الكثيرة المعروضة.
وتتوزع المنتوجات المجالية المعروضة إلى صنفين؛ الأول منتجات غذائية وتضم زيت الأركان، وزيت الزيتون، والزعفران، والتمور، والنباتات العطرية والطبية، والتوابل، والحناء، والتي تستجيب جميعها لمعايير الصحة والسلامة، وحاصلة على رخص ممنوحة من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية وجودة التغليف.
والصنف الثاني هو منتجات الحرف التقليدية وتضم خشب العرعار، واللباس التقليدي، والزرابي والحلي وهي مصنوعة على الطريقة الصويرية المحلية، ما يجعلها قطعًا فنية مميزة.
كذلك فإن هذا المعرض، يعد فضاءً مهماً لتثمين المنتجات المجالية بالإقليم والذي يضم الأمازيغ سكان منطقة حاحا، والعرب سكان منطقة الشياظمة، إذ يمنح الفرصة للمنتجين والحرفيين خصوصًا النساء الحرفيات لعرض منتوجاتهم ومنتوجاتهن والتعريف بها وتسويقها.
كما أنها تساهم في توجيه ومواكبة المشاركين من أجل تحسين جودة المنتجات وتشجيع الفلاحين على العمل في إطار تعاونيات جماعية للدفاع عن مصالحهم وتنمية قدراتهم الذاتية وترسيخ أسلوب التنظيم الجماعي في عمليات الإنتاج والتثمين والتسويق، فضلًا عن خلق فضاء للتواصل وتبادل الخبرات بين كافة المشاركين في تنمية وتثمين هذه المنتجات المجالية.
دعم للتعاونيات النسائية والجمعيات الفلاحية
وحسب تصريح حسناء وحيد، عضوة جمعية مركز التبادل المشترك بالصويرة وعضوة بتعاونية نسائية، فإن المعرض يهدف إلى دعم المنظمات والتعاونيات النسائية والجمعيات الفلاحية المهنية في تسويق منتجاتها، وتعزيز إمكانيات الإقليم في مجال المنتجات المجالية والتعرف على تقاليد المنطقة.
وأضافت وحيد لمراسل “تطبيق حبّر” أن المعرض هو فرصة أيضًا لخلق مجال للتواصل والتبادل بين التعاونيات الفاعلة اقتصاديًا والجمعيات المهتمة بتطوير القطاع، كما يسعى المعرض إلى توعية وتحسيس المنظمات بأهمية المنتجات المجالية في التشغيل الذاتي للشباب والنساء، والمساهمة في التنمية المحلية من خلال تعزيز السياحة التضامنية والاقتصاد الإبداعي.
ولفتت حسناء وحيد إلى أن الأزمة الصحية المرتبطة بجائحة كوفيد 19، أجبرت التعاونيات على تعليق بل وإيقاف أنشطتها لمدة شهور بسبب إغلاق الأسواق والمعارض، ما نتج عنه مواجهة التعاونيات لعدة صعوبات في ترويج وبيع منتجاتها وخدماتها.
كذلك حكت كيف أجبرن على التوقف التام عن إنتاج الزرابي والملابس التقليدية، بسبب نقص الموارد المالية اللازمة لشراء المواد الأولية، وهو ما يجعل هذا المعرض مهمًا بالنظر إلى دوره في إعادة الحركية الاقتصادية لهذا المجال الذي يوظف نسبة مهمة من النساء.
ويشكل النشاط التعاوني في العالم القروي بالصويرة النشاط الأول لدى النساء، إذ يشكل مصدر دخل لألاف الأسر، بالنظر إلى كونه يتلائم وطبيعة القرى المحافظة جدًا، وهو ما يفرض تنظيم معارض دورية لأجل تسويق المنتجات لأجل توفير أساسيات الحياة.
كما يعتبر فصل الصيف فترة ملائمة لتنظيم معارض المنتجات المجالية بالصويرة، نظرًا لتوافد أعداد مهمة من السياح الشيء الذي يعتبر فرصة للتعاونيات النسائية لتحقيق أرباح إضافية. ويحتل قطاع التعاونيات مكانة لا يستهان بها في النسيج الاقتصادي الوطني،
فهو يلعب دورًا اجتماعيًا واقتصاديًا وازنًا بصفتها عنصرًا أساسيًا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد. وتدخل التعاونيات النسائية ضمن قطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني الذي يعتبر قطاعًا واعدًا بالمغرب، إذ تساهم تنميته في محاربة الفقر، والإقصاء الاجتماعي، وخلق فرص جديدة للشغل وتنظيم القطاع غير المهيكل.
جدير بالذكر أن آخر عملية إحصاء للتعاونيات أجريت السنة الماضية (2020) أوضحت تضاعف حجم التعاونيات، إذ انتقل عددها من أقل من 3000 تعاونية سنة 1998 إلى ما يفوق 30.000 تعاونية بنهاية سنة 2020.