دعم التربية البيئية والتنمية المستدامة بالمدارس
اختيرت مدرسة شارع الجمهورية كنموذج للمدرسة العمومية البيئية الايكولوجية من قبل جمعية التربية البيئية بالحمامات من محافظة نابل التونسية بالشراكة مع المندوبية الجهوية للتربية وبتمويل من مؤسسة ميتسوبيتشي اليابانية، لبعثها كمدرسة بيئية نموذجية بهدف دعم التربية البيئية والتنمية المستدامة في الوسط المدرسي لدى الناشئة والمربين.
حول ذلك، قال شهاب بن فرج، عضو بجمعية التربية البيئية بالحمامات مكلف بالإعلام، إن أهداف الجمعية منذ انطلاقها في التسعينيات تربوية وبيئية، ونظرًا لأهمية التربية البيئية لتوعية الناشئة بضرورة الاعتناء بالبيئة والتنمية، حملت الجمعية اسم التربية البيئية.
وأوضح بن فرج لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في تونس ليلى بن سعد أنه منذ انطلاقتها، كانت جمعية صغيرة تهتم بحملات النظافة والتحسيس، ثم تنوعت نشاطاتها لتشمل الجانب التربوي البيئي، وتلقت دعما من مؤسسات دولية كمؤسسة ميتسوبيتشي اليابانية وجمعية “افيبا”(AVIPA) الدولية ونادي البيئة. كما تم إمضاء اتفاقية شراكة مع المندوبية الجهوية للتربية بنابل.
وأضاف بن فرج أن مشروع بعث مدرسة بيئية نموذجية بالحمامات لا يهدف فقط لتجهيز المدرسة بالطاقة الشمسية والخزان المائي لإعادة تدوير مياه الامطار، بل هو برنامج ومشروع متكامل يشمل البرنامج التوعوي والتربوي الذي يتمثل في تحسيس التلاميذ بأهمية التنمية المستدامة وتكوين المربين في هذا الجانب.
وتحدث بن فرج عن الأهداف الأخرى للمشروع والمتمثلة في دعم قدرات المربين والمنشطين في مجال البيئة والتنمية المستدامة، إذ تقوم الجمعية بورشات تدريبية للمربين حول وسائل العمل والمنهجية وكيفية إدارة الحصة لتمكينهم من إدارة حصص تنشيطية لفائدة التلاميذ.
كما يهدف مشروع بعث مدرسة بيئية نموذجية بالحمامات إلى تعزيز العمل التطوعي في مجال البيئة والتنمية المستدامة وتحسين الوضع البيئي في الوسط المدرسي بما يتناسب ومبادئ التنمية المستدامة، فضلًا عن دعم الشراكة بين المدارس وتعزيز تفاعلها مع المجتمع المحلي.
وتتمثل مكونات المشروع في تشخيص وضع التربية البيئية في المدارس الابتدائية بالحمامات، إلى جانب القيام بورشات تدريبية للمربين والمنشطين (5 ورشات و 10 مستفيدون)، وحلقات تنشيطية في التربية البيئية، ثم تجهيز وتأهيل المدرسة النموذجية بالطاقة الشمسية وخزانات لإعادة تدوير مياه الامطار، وحاويات لفرز النفايات وتهيئة حديقة تعليمية.
لتعميم التجربة على المدارس
وفي هذا الإطار، قال أحمد مزلوط، وهو مربي بمدرسة الجمهورية والمشرف على نادي التربية البيئية بالمدرسة، إن فضاء الحديقة الإيكولوجية الذي كان عبارة عن مصب للفضلات، تحول الآن إلى حديقة إيكولوجية، هي حديقة العطور والألوان.
وأضاف إنها فضاء يسعى الساهرون على الجمعية إلى إعداده للقيام بأنشطة لفائدة التلاميذ وركن للمطالعة تستغل فيه الألوان والعطور للعمل عليها في مادة التربية البيئية للاطفال الصغار.
بدوره، قال سالم الساحلي، كاتب عام جمعية التربية البيئية بالحمامات، إن ما يميز المشروع هو ليس التجهيزات الموجودة بالمدرسة من خزان المياه والطاقة الفوطوضوئية فقط، بل إنه مشروع مندمج ومتكامل بحيث أن الهدف هو النسج على هذا المنوال، وبعث شبكة مدارس بيئية بعدة مدارس اخرى بالجهة.
وبيّن أنه في هذا الإطار، تم الاتصال والتنسيق مع عدد من المدارس الابتدائية بالجهة وهي مدرسة الأمل ومدرسة البرتقال ومدرسة لطرش ومدرسة سيدي حماد. كما بيّن الساحلي أن انتهاء المشروع يكون في شهر كانون الثاني/ يناير من العام المقبل (2022).
وقال لمراسلة “تطبيق خبّر”، “كنا قد أوضحنا أن انطلاقة المشروع كانت إثر استبيان قامت به الجمعية حول تشخيص وضع التربية البيئية بالحمامات، وأجري هذا التشخيص على 8420 تلميذًا، وتوصلوا إلى أن 4% منهم فقط شاركوا في أنشطة متعلقة بالتربية البيئية”.
وأضاف أنه، “من هذا المنطلق تم التفكير في بعث مدرسة بيئية نموذجية في انتظار تعميم التجربة على بقية المدارس. وقد لاقت هذه التجربة استحسانًا كبيرًا من طرف إدارة المدرسة والإطار التربوي والعاملين والتلاميذ الذين بدورهم شاركوا في عملية تهيئة الحديقة الإيكولوجية وزراعة الأشجار والنباتات وسقيها والاعتناء بها”.
مدرسة شارع الجمهورية بالحمامات هي مدرسة عمومية إيكولوجية بيئية نموذج، فتحت أبوابها لمشروع بيئي من أجل دعم التربية البيئية في الوسط المدرسي، وذلك بدعم من الإدارة. وفي هذا الإطار، قالت مديرة المدرسة جليلة ثابت إنها تجربة فريدة من نوعها بمحافظة نابل، وتتمنى تعميم هذه التجربة على المدارس الأخرى.
بدورهم، رحب التلاميذ بالفكرة وشاركوا في الحملة التطوعية وزراعة الأشجار والاعتناء بها. وفي هذا السياق، ذكرت التلميذة حنين دقيش التي تدرس بالقسم السادس إنها مسرورة لتغير مدرستها نحو الأفضل بعدما كانت تشكو من عديد النقائص على مستوى التجهيزات. وأشارت إلى أنها شاركت رفقة زملائها في تهيئة حديقة مدرستهم والاعتناء بالنباتات.
من جانبها، أكدت مريم ذويب، وهي تلميذة أخرى بالقسم السادس، أن المدرسة في السابق كانت في حالة سيئة، والآن وبفضل تدخل الجمعية هم مسرورون ويفتخرون بها، إذ أصبحت في حلة جديدة بعدما تم تجهيزها بالطاولات والكراسي الجديدة، وبالطاقة الشمسية، وتم تخصيص فضاء آخر مخصص لممارسة الرياضة.
أما محمد أمين خلف الله، وهو تلميذ آخر بنفس المدرسة، فقال إنه مدرستهم أصبحت في حلة جديدة وأفضل عما كانت عليه في السابق.
بدورهم، ثمّن أولياء الأمور هذه المبادرة، مقدمين شكرهم للساهرين والمتطوعين في هذا العمل. وقالت نجوى بن زروق، ولية تلميذ يدرس بالسنة الثالثة ابتدائي بمدرسة الجمهورية بالحمامات، إنها مبادرة ممتازة وتغيرت المدرسة بعدما كانت في حالة كارثية،
وكانت حديقتها قبل تدخل الجمعية عبارة عن مصب للفضلات ، وتم بفضل المتطوعين تنظيفها وتهيئتها وزراعة النباتات بمشاركة التلاميذ.