بهدف إرساء حكامة محلية
نظمت جمعية تلاسمطان للبيئة والتنمية يوم السبت 25 أيلول / سبتمبر الجاري (2021) ورشة تدريبية حول موضوع التغيرات المناخية الورشة التي تأتي في إطار مشروع “إرساء حكامة محلية وإعداد تقرير عن الحالة البيئية بإقليم شفشاون لسنة 2020″، الممول من طرف المنظمة الألمانية هنريش بول والمنجز بإقليم شفشاون.
استهدفت الورشة أساسًا أعضاء وعضوات الجمعيات المنضوية في المرصد الإقليمي للبيئة والتغيرات المناخية في شفشاون والتي تعتبر أرضية لإنجاز تشخيص تشاركي حول نقاط القوة والتحديات البيئية التي تواجه الإقليم.
أشرف على تأطير الورشة، التي أنجزت عبر مرحلتين، المفضل المرزكيوي، وهو مختص في التربية البيئية والتغيرات المناخية. وقد حرص على مرافقة المشاركين والمشاركات الذين يشتغلون في المجال البيئي لأجل صياغة وثيقة ترافعية من شأنها أن تلعب دورًا هامًا في تدبير التحديات البيئية بطريقة ناجعة وذكية.
ووقف المرزكيوي وقف خلال هذه الورشة عند التراكم المهم الذي يميز إقليم شفشاون والذي يقتضي احترامه والعمل على استثماره بشكل إيجابي والتعريف به بالنظر إلى حمولته المهمة والتي من شأنها إعطاء إضافة مهمة لجميع المبادرات اللاحقة.
ونوه المرزكيوي بالدينامية المدنية المهمة التي عرفتها شفشاون، والتي على إثرها قررت تعزيز دور جمعيات المجتمع المدني والتنمية المستدامة، من خلال تطوير السياحة البيئية، وتعزيز التنوع البيولوجي والتراث الإقليمي، والتخطيط المكاني وإشراك المواطنين بنشاط في سياسات المدينة.
وهي دينامية انطلقت في نيسان/ أبريل 2010، حين وافق المجلس المحلي على إعلان شفشاون “المدينة الخضراء”، وساهمت كعضو مؤسس ورئيس الجمعية المغربية للمدن الإيكولوجية في تعميم تجربة المدن الخضراء، وهو ما أهلها للانضمام للعديد من شبكات المدن المغربية والمتوسطية الملتزمة بإدارة الطاقة وإدارة النفايات والتنقل المستدام.
وأضاف المرزكيوي أنه في نيسان/ أبريل 2016، انضمت بلدية شفشاون إلى ميثاق رؤساء البلديات والتزمت بتطوير خطة عمل الطاقة المستدامة. وفي العام نفسه، وبمناسبة انعقاد الدورة الثامنة للمجلس الوطني للبيئة، فازت البلدية بجائزة الحسن الثاني للبيئة لعام 2015 عن فئة مبادرات السلطات المحلية.
كذلك كانت الورشة فرصة لاستعراض المؤهلات المهمة التي وجب الاعتناء بها وتعميم الوعي بمحوريتها، كما هو الشأن بالنسبة للشأن السياحي، إذ يمكن الإقليم بإمكانات كبيرة ومتنوعة تتكون من المعالم التاريخية والعديد من الشواطئ الرملية والغابات الشاسعة مع الحيوانات والنباتات المتنوعة للغاية.
ووقف المرزكيوي عند أهمية استحضار التحديات البيئية في مجال صناعة القرار، وهو ما اعتبره مهمًا لأجل المساهمة في تقليل آثار التغيرات المناخية من خلال سياسات عمومية تراعي البيئة، مضيفًا أن المناصرة يمكن أن تكون من بين الأدوات المهمة التي يمكن للفاعل المدني الاستعانة بها.
مقترحات للرفع من منسوب الحكامة المحلية البيئية
وفي تصريح خصّ به مراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب يوسف أسكور على هامش الورشة، قال المرزكيوي إن سياق مشروع إرساء حكامة محلية وإعداد تقرير عن الحالة البيئية بإقليم شفشاون لسنة 2020 يأتي في ظل التساؤلات والتفاعلات حول موضوع البيئة دوليًا ووطنيًا وجهويًا، إلى جانب تحديات ضمان التوازن بين استغلال الموارد الطبيعية والحفاظ عليها للأجيال المقبلة، والنقاش العالمي حول الطاقات البديلة وتدبير النفايات الصلبة.
وأضاف، أن حضور الفاعل المدني والشباب في هذا النقاش يعتبر مهمًا وأساسيًا بالنظر للقيمة المهمة التي يشكلانها في مجال جغرافي يعتبر الزراعة قطاعًا حيويًا مع توفره على 183 هكتارًا مزروعة، منها 74 هكتارًا مروية، وهو ما يقوي أطروحة تكثيف الجهود لأجل تطوير الفضاءات الخضراء والمزروعة داخل الإقليم.
تم خلال الورشة تطوير أرضية تشاركية لورقة سياسات ضمت مقترحات نوعية من شأنها الرفع من منسوب الحكامة المحلية، عبر تقوية قدرات الموظفين والمستخدمين، وتطوير أدوات التواصل وتوعية المواطنين، وتوسيع دائرة مشاركة المجتمع المدني وضرورة تخصيص اعتمادات مالية لأجل خلق فضاءات خضراء جديدة، فضلًا عن النقطة الأخيرة المتعلقة بتدبير النفايات الصلبة التي أوصى المشاركون بخلق قنوات لإعادة تدويرها بحيث توظف في تزيين بعض فضاءات المدينة.
وألح المشاركون على ضرورة تشجيع الشباب على خلق مقاولات تتبنى البعد الابتكاري، بحيث تشجع الجماعة التنافس في مجال الأفكار، والذي يعد أحد الرهانات التي من شأنها إيجاد حلول جديدة لتحدي تدبير النفايات الذي تعاني منه المدينة.
جدير بالذكر أن مدينة شفشاون تعتبر عاصمة إقليم طنجة تطوان الحسيمة، وتقع في قلب إقليم الريف في شمال المغرب. وتتميز المدينة التي تُعرف أيضًا باسم “اللؤلؤة الزرقاء” في المغرب بأنها تضم عددًا لا يحصى من الأصول التراثية والطبيعية، وهي واحدة من أهم الوجهات السياحية في البلاد بمتوسط 120.000 سائح سنويًا.