“وثائق باندورا”.. محسن مرزوق اشترى شركة وهمية في جزر فرجن البريطانية
تفاصيل مالية سرية عن زعماء وقادة عرب قدمها تحقيق “وثائق باندورا” الاستقصائي، الذي قاده الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (ICIJ)، وأنجزته شبكة من الصحفيين الاستقصائيين، كما شاركت فيه مؤسسات صحفية
عالمية، للكشف عن شبهات فساد وتهرب ضريبي.
ومن بين الشخصيات السياسية التونسية التي ورد اسمها في التحقيق يبرز اسم المرشح السابق للرئاسة التونسية محسن مرزوق والذي بدأ مسيرته خلال الثورة التونسية 2011، حيث كان يعمل قبل ذلك في منظمات غير ربحية
لحقوق الإنسان ومؤيدة للديمقراطية، بما في ذلك منظمة فريدوم هاوس التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها.
ويكشف التحقيق أن مرزوق اشترى شركة وهمية في جزر فرجن البريطانية عندما كان مستشارا لحملة الرئيس التونسي السابق الباجي قائد السبسي الانتخابية.
ويضيف التحقيق أنه في ديسمبر 2014، وقبل أيام من الانتخابات، أرسل مرزوق رسالة إلكترونية إلى مزود الخدمة الخارجية SFM لإجراء عملية الشراء، وعين مديرا مرشحا، وهو تكتيك يمكن استخدامه لإخفاء هوية مالك شركة جزر
فيرجن البريطانية عن الجمهور والمنظمين، حسب التحقيق.
وتم إنشاء الشركة “إيجل وان” “لإدارة الثروة الأسرية، وتوفير مصدر للدخل للتقاعد وإنشاء صندوق هبات لتعليم أطفالي”، وفقا لسجل مكتوب بخط اليد في الملفات المسربة، وفق التحقيق.
مرزوق يرد على التحقيق
وفي تعليقه على ما ورد في التحقيق أشار مرزوق إلى أن أموال الشركة لا علاقة لها بالسياسة، مضيفا أن الإيرادات تأتي من “مسيرة مهنية دامت 20 عاما في مجال الاستشارات الدولية”، ومحاضرات، وتقديم المشورة للمنظمات غير الحكومية.
حل مرزوق الشركة في عام 2016، بعد شهر واحد من كشف صحفيين تونسيين عنها، كجزء من تحقيق أوراق بنما.
وفي مقابلة مع الشريك الإعلامي للاتحاد الدولي للصحفيين “إنكيفادا” قال مرزوق إن الشركة لم تكن تعمل أبدا.
وقال إن “الفكرة وراء إنشاء الشركة كانت التحضير لخططي لترك السياسة واستئناف عملي السابق”،
وقال مرزوق إنه حصل على معظم دخله من مصادر خارج تونس، وأضاف إنه لا توجد صلة بين ما كشفت عنه أوراق بنما وإغلاق الشركة الوهمية، مضيفا أنه اختار مديرا مرشحا لأنه لم يكن ينوي أن يكون مديرا بنفسه.