علاقة متصاعدة بين الحوثي والقاعدة في اليمن
يوما وراء الآخر تتكشف التفاصيل المتعلقة بالعلاقة بين ميليشيا الحوثي وعناصر تنظيم القاعدة في اليمن، للدرجة التي جعلت القاعدة تلعب دور الطابور الخامس للميليشيات المدعومة من إيران
وبحسب مصادر مطلعة، قالت لـ أخبار الآن إن مليشيا الحوثي في العاصمة صنعاء افرجت مساء الجمعة عن 80 عنصرا من عناصر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
واشارت المصادر إلى ان مليشيا الحوثي حصلت على تعهد من عناصر التنظيم بتنفيذ عمليات إرهابية في محافظة شبوة.
وكانت مصادر قبلية أكدت في وقت سابق لـ أخبار الآن ان مليشيات الحوثي ستعمل على تصدير الإرهاب إلى شبوة، بعد أن تمنح مليشيا الحوثي عناصر تنظيم القاعدة هامش حرية التحرك لاستهداف محافظة شبوة.
الطابور الخامس
فما يبدو غريبًا في عالم السياسية يبدو منطقيًا في ميدان المعارك! فالتعاون الذي كُشف عنه مؤخرًا عن التعاون والتنسيق بين الحوثيين وعناصر من تنظيم القاعدة، وأحدث حالة من المفاجئة لدى المراقبين والمهتمين بالشأن اليمني، لم يكن له الوقع ذاته بالنسبة للجيش اليمني، والذي كان أول من رصد وجود تعاون مشبوه بين التنظيم والحوثي، كيف لا؟ وهم من موقعهم يستطيعون مواجهة الحقائق دون مواربة مهما حجبها دخان الاشتباكات.
ويقول القائد الميداني في جبهة مأرب، العقيد أحمد الأشول: ” فيما يخص وجود دلائل على وجود تعاون بين القاعدة والحوثي، لا غرابة في أن يحدث تنسيق بين ميليشيات تعمل خارج إطار الدولة تحمل فكرًا متطرفًا”.
ويضيف الأشول أن الفكر المتطرف الذي يجمع التنظيمين يؤدي في نهاية المطاف إلى “إزهاق الأرواح وسفك الدماء” تحت أي مبرر من مبررات تحقيق الأهداف المشتركة بينهما.
عقيد في #الجيش_اليمني يكشف جانباً من تفاصيل وكواليس التعاون بين أفراد #القاعدة و #مليشيا_الحوثي؟ #تصفية_القاعدة
للمزيد: https://t.co/ukRs4CykGD pic.twitter.com/0DzqIOBnvA— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) January 7, 2022
كما يوضح الأشول أن هذا التنسيق أمر وارد لدى أي ميلشيات خارج إطار الدولة، فالميليشيات غالبًا لها أهداف معينة ، فتلتقي في أكثر من نقطة، وتلتقي في أكثر من هدف ، سواء كان الهدف يتمحور حول زعزعة الأمن والاستقرار أو الاعتداء على أبناء الجيش الوطني بحجة التكفير، أو بحجة التخادم بين أجهزة أخرى هم يعملون لصالحها.
وعن سؤالنا حول الطريقة التي كشف بها الجيش اليمني عن التعاون بين القاعدة والحوثيين، شدد الأشول أن الجيش اليمني أشار منذ البداية إلى وجود مثل هذا التخادم بين الجماعتين، بغض النظر عن الأشخاص الذين عرفوا بانتمائهم للقاعدة، فالتنسيق يبدو أمرًا منطقيًا على ضوء ما يحدث في الميدان. ويوضح :” الحوثيون تنظيم ميلشاوي كامل يسعى لزعزعة الأمن والاستقرار ومحاربة وحدة اليمن، وهو في سبيل ذلك سيتعاون مع كل من يحقق له هذه الأهداف، والقاعدة ليست استثناءً.
علاقة وطيدة
في مارس الماضي، أرسلت الحكومة اليمنية، تقريرا عبر بعثتها في الأمم المتحدة، موجهاً إليها وإلى أعضاء مجلس الأمن.
التقرير أراد إثبات العلاقة والتعاون بين ميليشيات الحوثي والتنظيمات الإرهابية مثل داعش وقاعدة اليمن.
وأوضح التقرير أن ميليشيا الحوثي أفرجت عن 252 سجينا من عناصر القاعدة، كما أفرجت عن أحد مخططي الهجوم على السفينة “يو إس إس كول”، مشيرا إلى أن عمليات الحوثيين على القاعدة في اليمن عمليات صورية، وأن 55 من عناصر التنظيم في صنعاء تحت رعاية الحوثيين.
وبحسب التقرير أخلت القاعدة عدة مناطق وسلمتها للحوثيين للالتفاف على الجيش، مشيرا إلى أن عناصر من داعش قاتلت في صفوف الحوثيين، وأن الجيش الوطني أسر عناصر من القاعدة قاتلوا مع الحوثيين.
ولفت التقرير المدعم بالصور والجداول، إلى أن تلك العلاقة الحوثية بالمنظمات الإرهابية وصلت إلى حد التنسيق المشترك، وتبادل الأدوار المهددة لأمن واستقرار ووحدة اليمن ومحيطها الإقليمي، وخطوط الملاحة الدولية، بصورة تحتم على المجتمع الدولي الرافع لراية الحرب على الإرهاب.
ووفقا للرسالة اليمنية، على المجلس أن يضطلع بمسؤولياته لدعم الحكومة الشرعية في مواجهة هذه المليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية الأخرى.
واستعرض التقرير أسماء لأبرز العناصر الإرهابية التي أقامت في مناطق الميليشيات ومواقع إقامتهم، وتسكينهم في شقق مفروشة بالعاصمة صنعاء، وترددهم، بكل حرية على مناطق “قيفة – رداع – يكلا” في محافظة البيضاء، وذلك على مرأى ومسمع من الميليشيات.
وكشف التقرير عن قيام الميليشيات بمنح بطاقات شخصية مزورة لعناصر من تنظيمي “القاعدة وداعش” الإرهابيين، لتسهيل تحركاتها وتنقلاتها بين المحافظات اليمنية وعبورها بشكل آمن كأحد شروط الصفقة المبرمة بينهم.
ورصد التقرير الاستخباري اليمني هوية قرابة 33 قيادياً وعنصراً في التنظيمات الإرهابية فرت إلى مناطق الميليشيات، للحصول على الملاذ الآمن والاستفادة من التنسيق بين الجانبين للقيام بعمليات إرهابية تستهدف استقرار المناطق المحررة.
ولم يعد على أي متابع أن القاعدة باتت تلعب دور الطابور الخامس بالنسبة لميليشيات الحوثي في اليمن فهي لا تبالي سوى بمصالحها فقط، بوضع فكرة “الجهاد العالمي” التي يتبناها سيف العدل فوق كل اعتبار، دون النظر لمصالح الشعب اليمني الذي يعاني وضعا إنسانيا كارثيا.