الأمن الغذائي .. قمة مستقبل الغذاء تناقش التحديات وتضع الحلول 

  • مركز دبي التجاري العالمي ينظم قمة مستقبل الغذاء
  • مؤسسة التمويل الدولية تستعد لاستثمار مليار دولار في قطاع الأعمال الزراعية
  • دبي تفتتح مرحلة جديدة في قيادة توجهات الإنتاج الغذائي في المنطقة

تنطلق قمة مستقبل الغذاء والمعرض العالمي للتقنيات الزراعية والابتكار في مركز دبي للمعارض يومي 23 و24 فبراير الجاري، حيث تجتمع أهم الشخصيات والشركات الفاعلة في قطاع الأغذية لمناقشة التحديات المتعلقة بعدم قدرة قطاع الإنتاج الزراعي على تلبية الحاجات الغذائية المتزايدة، في ظل ارتفاع أعداد السكان التي يتوقع أن تصل إلى 10 مليارات نسمة حول العالم بحلول عام 2050.

وتستضيف القمة الأولى من نوعها، والتي ينظمها مركز دبي التجاري العالمي، أكثر من 150 متحدثاً من أهم قادة الفكر في هذا القطاع، إلى جانب عدد من أبرز شركات الأغذية والتكنولوجيا الزراعية الرائدة والشركات الناشئة من أكثر من 50 دولة.

وتمثل الفعاليات التي تستضيفها وزارة التغير المناخي والبيئة بالتعاون مع الشريك الاستراتيجي “منظمة الأغذية والزراعة” التابعة للأمم المتحدة فرصةً مثالية للشركات الرائدة في مجال الابتكار لدفع الجهود العالمية الهادفة إلى تحقيق “الأمن الغذائي” في العالم.

وتؤكد مؤسسة التمويل الدولية التابعة لمجموعة البنك الدولي، وهي الجهة المعنية بتحسين جودة حياة سكان الدول النامية من خلال التطوير الاقتصادي المتقدم وتشجيع ازدهار القطاع الخاص، على الدور المحوري للتعاون بين القطاعين العام والخاص في رسم ملامح مستقبل مستدام وآمن.

 

التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمستهلكين

مدير قطاع الزراعة والأغذية في مؤسسة التمويل الدولية براساد غوبالان قال: “لا يمكن التعامل مع تحديات الأمن الغذائي على أنها أزمة مستقلة، حيث أن تلبية الاحتياجات الغذائية لسكان الأرض تتطلب تضافر جهود الحكومات والقطاع الخاص،  ونركز استثماراتنا في مؤسسة التمويل الدولية على قطاع الأعمال الزراعية، حيث نهدف إلى الإسهام في تحقيق الأمن الغذائي من خلال تقديم الاستشارات، وتوفير فرص التقدم الاقتصادي، وتعزيز النشاط التجاري وتوسيع سلاسل القيمة عن طريق تفعيل مشاركة صغار المستثمرين والشركات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز دور المرأة في القطاع.

وأضاف غوبالان: “أثبت التعاون بين الحكومات وشركات القطاع والمستهلكين وغيرهم من الجهات المعنية أهميته الكبيرة في بناء أنظمة فعالة وآمنة ومستدامة تدعم الأمن الغذائي وتعزز السلامة الغذائية.

ويعتمد تحديد الجوانب التي تستفيد من هذا التعاون على عدة عوامل تفرضها طبيعة كل دولة؛ الأمر الذي يتطلب تجاوز التحديات التي تحد من كفاءة النشاط الزراعي والحفاظ على أسعار مقبولة للمنتجات الغذائية؛ إضافةً إلى تحسين البنية التحتيّة، بجانبيها الأساسي والتقني، وإتاحة خدمات الإمداد الجوهرية للمزارعين وبقية عناصر سلسلة التوريد، كما يوفر ذلك، بالتزامن مع إرساء لوائح تنظيمية متوازنة، الأرضية الملائمة لتعزيز جوانب الازدهار والابتكار في القطاع الخاص متجاوزاً تحديات الأمن الغذائي الحالية والمستقبلية”.

وفي حين يتطلب تحقيق النجاح في هذا المجال الإستثمار في قطاع الأعمال الزراعية، من المتوقع أن تقوم مؤسسة التمويل الدولية بتقديم حوالي مليار دولار أمريكي على هيئة استثمارات تراكمية خلال العقد القادم لرفد قطاع الأعمال الزراعية في الشرق الأوسط في كامل نطاق سلسلة القيمة الزراعية، بدءاً بعمليات التوريد ومروراً بعمليات الإنتاج والمعالجة ووصولاً إلى التوزيع ومتاجر التجزئة الغذائية.

وأضاف غوبالان: “تتماشى جميع جهودنا مع رؤيتنا الاستراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي وتطوير قطاع الأغذية، كما تهدف إلى تطوير روابط عناصر سلاسل القيمة وكفاءتها وترسيخ مكانة الاستدامة في تحفيز نجاح مختلف الأعمال التجارية”.

واستطرد قائلا :”ندرك الدور المحوري للتكنولوجيا ونماذج العمل القائمة عليها في مستقبل الاستثمار، مع زيادة الاهتمام بمواكبة أحدث تطوراتها لتحسين إنتاجية العمليات وكفاءتها واستدامتها، إضافةً إلى تعزيز التمويل الملائم المتاح لكامل سلاسل التوريد للارتقاء بمستوى الاستدامة التي يتمتع بها القطاع، كما يجب ألا أن نهمل الدور الأساسي للمناخ في عملية تطور قطاع الأعمال الزراعية؛ حيث يتطلب التطور المستدام، باعتباره أولويتنا المركزية، تحصين القطاع من خلال تشجيع الابتكار لتخفيف الآثار غير المرغوبة على المناخ بالتزامن مع تعزيز الأمن الغذائي”.

زيادة الوعي العالمي

وبدوره، قال أندريه لابريير، المدير التنفيذي لشركة جودان المتخصصة في توفير البيانات العالمية المفتوحة في مجال الزراعة والأغذية، مؤكداً على أهمية دور القمة في زيادة الوعي العالمي: “تبرز أهمية زيادة الوعي العالمي حول تأثير الاضطرابات في أنظمة الغذاء العالمية، وهدر الطعام والتغير المناخي على الأمن الغذائي”.

وأضاف لابريير، الذي يشارك في ندوة تبادل الخبرات القيادية في القمة: “نسعى من خلال هذه القمة إلى تشجيع الشراكات واتخاذ إجراءات ملموسة لإيجاد حلول مناسبة لمشكلة الأمن الغذائي”.

ومن جانبه، قال هنري جوردون سميث، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أجريتيكتشر الاستشارية الرائدة عالمياً في مجال الزراعة الحضرية والبيئية الخاضعة للرقابة: “نهدف لإقامة حوارٍ صريح حول المشاكل العالمية التي تواجه النظام الغذائي وتؤثر على المجتمع، مما يشجع شركات الابتكار على التعاون لإيجاد الحلول المناسبة”.

وأضاف جوردون سميث، الذي يدير جلسة حوار بعنوان “الزراعة الحضرية بين الماضي والحاضر والمستقبل”، مؤكداً على أهمية زيادة الوعي وتحليل البيانات المتاحة لمعالجة مشاكل الزراعة الحضرية: “أسعى إلى تكريس فكرة وجود الكثير من الأدلّة التي تؤكد فائدة الزراعة الحضرية عند استثمارها بالشكل الصحيح، لدى الحضور، وتعزيز الأمل بالمستقبل وتمهيد الطريق لإحداث التغيير الناجح”.
وتشير شركات الابتكار الإقليمية ومنظمو الفعالية إلى أهمية استضافة دبي لقمة مستقبل الغذاء والمعرض العالمي للتقنيات الزراعية والابتكار في تعزيز مكانة الإمارة الرائدة في قطاع الغذاء العالمي ودورها الرئيسي في قيادة دفة التغيير نحو تحقيق الأمن الغذائي.

ثورة التكنولوجيا الزراعية

ومن جهتها، أكدت نيكيتا باتيل، مؤسسة أواسيس جرينز، أحدث مزرعة إماراتية للمنتجات الطازجة والخالية من المبيدات الحشرية، أهمية القمة في تعزيز مكانة الإمارات في طليعة ثورة التكنولوجيا الزراعية.

وقالت باتيل: “نستعد في الإمارات لتعزيز الإمكانات الزراعية وتحويل الدولة إلى مركز متميز في المنطقة لتعزيز الأمن الغذائي، وأتطلع بصفتي مديرة إحدى المزارع للزراعات المائية في الإمارات إلى مشاركة أفضل الممارسات من خلال هذه القمة والتواصل مع الجهات المعنية الأخرى في قطاع الزراعة الإماراتي، لنتمكّن معاً من بناء أنظمة غذائية قوية ومستدامة”.

ومن جانبها، قالت تريكسي لوه ميرماند، نائب الرئيس التنفيذي لإدارة الفعاليات لدى مركز دبي التجاري العالمي، الجهة المنظمة لقمة مستقبل الغذاء: “تُعد القمة فعاليةً استثنائيةً تجمع قادة قطاع الأغذية والتكنولوجيا الزراعية في العالم لطرح أفكارٍ مبتكرة ووافية أمام الوفود والزوار حول مختلف المواضيع الهامة مثل الزراعة 4.0، وتكنولوجيا المحاصيل الزراعية، والزراعة والصحة، والاستزراع السمكي، والتي تعد مجتمعة المجالات الأسرع نمواً في قطاع الأغذية وتربية الحيوان، الذي من المتوقع أن يصل إنتاجه خلال الأعوام الثلاثة المقبلة إلى 275 مليار دولار أمريكي.

وأضافت لوه ميرماند: “تشكل القمة برنامجاً فعالاً سيحقق نتائج مهمة في مرحلة استثنائية من خلال تعاون منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة مع وزارة التغير المناخي والبيئة في إطار سعيهما لتعزيز عمليات التحول في أنظمة الأغذية الزراعية في الشرق الأوسط وتأمين الاحتياجات الغذائية المستقبلية”.