زيارة أنجلينا جولي استغرقت ثلاثة أيام والتقت خلالها بيمنيين نازحين داخليا ولاجئين
- الصراع في اليمن أدى إلى أزمات متعددة أثرت على كل جانب من جوانب حياة الناس العاديين
- اثنان من بين كل ثلاثة يمنيين بحاجة إلى مساعدة إنسانية للبقاء على قيد الحياة
- يقدر عدد النازحين حول العالم بأكثر من 80 مليون شخص
غادرت الممثلة الأمريكية العالمية أنجلينا جولي والمبعوثة الخاصة لمفوضية اللاجئين، اليمن اليوم الأربعاء بعد زيارة قصيرة .
وتضمنت الزيارة مناقشة العواقب الكارثية على المواطنين المدنيين بعد سبعة أعوام على النزاع.
وقالت جولي: “مستوى المعاناة الإنسانية هنا لا يمكن تصوره، في كل يوم يستمر فيه الصراع الوحشي في اليمن، تُزهق أرواح المزيد والمزيد من الأبرياء وسيستمر المزيد من الناس في المعاناة.”
وقد وصلت أنجلينا جولي إلى اليمن في 6 مارس في زيارة استغرقت ثلاثة أيام والتقت بيمنيين نازحين داخليا ولاجئين في شمال وجنوب البلاد.
جولي تلتقي مع نازحين ولاجئين
خلال زيارتها، وتزامنا مع اليوم الدولي للمرأة، شهدت جولي على التأثير الكارثي لهذا الصراع على المدنيين اليمنيين، وخاصة النساء والفتيات، واللاتي يشكلن أكثر من نصف السكان النازحين. ويواجهن بالفعل مستويات من عدم المساواة القائم على النوع الاجتماعي والتمييز – هي من بين الأسوأ في العالم، ومحنتهن تتفاقم مع الصراع الذي لا ينتهي.
في أحد المواقع في محافظة لحج جنوبي اليمن، حيث فرّ الأشخاص على مدار الأعوام الماضية، ويعيشون في ملاجئ متهالكة، أخبرت العائلات النازحة السيدة أنجلينا جولي كيف فقدت منازلها وأحباءها ومصادر رزقها، ووصفت لها كيف حطّم النزاع آمالها.
مديرة، هي أم لخمسة أطفال، نزحت من تعز خلال الأعوام الأربعة الماضية، قالت إن أحدا من أطفالها لم يذهب إلى المدرسة، أو لديه شهادة ميلاد أو تلقى التطعيم. وكل يوم تكافح من أجل إيجاد أي شيء آخر غير الشاي والخبز لإطعامهم.
في شمال اليمن، في موقع للنازحين داخليا، التقت جولي بريم (65 عاما) التي نزحت منذ عام 2016، وفقدت زوجها خلال النزاع.
وأخبرت جولي كيف أن حفيداتها الثلاث قضين لأن الأسرة لم تكن قادرة على توفير الرعاية الصحية التي احتجن إليها.
وفي بيان، أشارت مفوضية اللاجئين إلى أن الصراع الذي طال أمده في اليمن أدى إلى أزمات متعددة أثرت على كل جانب من جوانب حياة الناس العاديين. وقد أسفرت عن سقوط آلاف الضحايا المدنيين – في كانون الثاني/يناير 2022، قُتل أو أصيب مدنيّ كل ساعة – فضلا عن انتشار العوز والجوع والانهيار الاقتصادي، مما دفع باليمنيين إلى حافة الهاوية.
يحتاج اثنان من بين كل ثلاثة يمنيين إلى مساعدة إنسانية للبقاء على قيد الحياة – أي ما يعادل 20 مليون شخص
واليوم، يحتاج اثنان من بين كل ثلاثة يمنيين إلى مساعدة إنسانية للبقاء على قيد الحياة – أي ما يعادل 20 مليون شخص. 92 في المائة من جميع النازحين اليمنيين ليس لديهم مصدر دخل على الإطلاق، ويتعين عليهم أن يعتاشوا على أقل من 40 دولار شهريا.
ودعت جولي جميع أطراف النزاع إلى احترام القانون الإنساني الدولي والتمسك به. كما دعت جميع الأطراف إلى تجنب استهداف المدنيين، وضمان وصول إنساني بدون إعاقة إلى جميع الأشخاص المحتاجين، وممر آمن للمدنيين للفرار من مناطق النزاع، وتسوية سلمية متفاوض عليها.
وقالت: “نحن نعيش في عالم تهيمن فيه المعاناة والرعب على عناوين الأخبار، ولكن يمكن أن تؤدي هذه العناوين الرئيسية إلى إظهار تعاطف وتضامن دوليين بشكل ساحق.
أتمنى أن يمتد هذا التعاطف والتضامن إلى الشعب اليمني الذي يحتاج بشكل عاجل إلى حل سريع وسلمي لهذا النزاع – ولغيرهم من النازحين مهما كانوا وأينما كانوا في العالم.”
حثت جولي المجتمع الدولي على زيادة دعمه للاستجابة الإنسانية التي تعاني من نقص حاد في التمويل، قبيل مؤتمر التعهدات رفيع المستوى الذي يُعقد من أجل حشد الدعم لليمن في 16 مارس، ومضاعفة الجهود للسعي من أجل إنهاء العنف.
وقد نزح أكثر من أربعة ملايين شخص خلال الأعوام السبعة الماضية
وأشارت جولي إلى أن أكثر من 80 مليون شخص نازحون في العالم. وتعاني مناشدات الإغاثة من نقص في التمويل عالميا، “نحن بحاجة ماسة إلى إيجاد حلول تمكّن من معالجة النزاعات وتمكّن النازحين من العودة إلى ديارهم بكرامة وأمان.”
ومازالت المفوضية والشركاء في الميدان في اليمن، وتقدم المساعدة المنقذة للحياة عبر توفير المأوى والمساعدة النقدية والدعم النفسي، وبرامج تساعد في حماية الأطفال وتمنع العنف ضد النساء.
وبينما تأمل المفوضية في الحفاظ على دعمها وتوسيعه في عام 2022 وسط تصعيد القتال، لا يزال نداء الأمم المتحدة من أجل اليمن يعاني من نقص التمويل.