500 معتقل تم الإفراج عنهم في سوريا من أصل 130 ألفاً
- أحد المُفرج عنهم يروي لحظات مرعبة في معتقلات النظام السوري
- الأهالي يتجمعون في دمشق وبعض المناطق أملاً في الإفراج عن ذويهم
تواصل خروج المحتجزين من سجون النظام السوري وخاصة من “سجن صيدنايا”، بالتزامن مع استمرار أهالي المعتقلين بانتظار أبنائهم في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
فما بين التعرض للتعذيب والإهانات، قضى المعتقلين السوريين فترة تواجدهم في السجون تحت وطأة النظام السوري.
وعلى الرغم من قرار النظام بالإفراج عن بعض المعتقلين في السجون بموجب عفو رئاسي إلا أن المفاجأة كانت عند خروجهم من ظلمات السجن التي كشف النور عن آلام السنين التي غيرت من شكلهم ودمّرت نفسيتهم.
وقد أفرج النظام السوري عن 500 معتقل في عفو رئاسي من أصل حوالي 130 ألف معتقل في سوريا تراوحت فترات اعتقال غالبية المفرج عنهم بين السنتين و10 سنوات.
ولوحظ أن العديد من المفرج عنهم قد فقدوا الذاكرة من شدة التعذيب الذي شهدوه وظهرت على أجساد بعضهم آثار التعذيب الوحشي على مدى سنوات متواصلة.
يأتي ذلك في وقت يتابع فيه أهالي هؤلاء المعتقلين الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن عمليات الإفراج والتصريحات من جانب بعض المسؤولين ويتفحصون بعناية كل قائمة جديدة تنشر أو صور منشورة لمعتقلين.
فيما يلازم بعضهم الأماكن المتوقع وصول المفرج عنهم إليها رغم تحذير سلطات المتجمهرين عند “جسر الرئيس” وسط العاصمة دمشق، بضرورة إنهاء التجمعات والعودة إلى بيوتهم.
ويقول أحد المعتقلين المُفرج عنهم أنه تعرض لما يُسمى بـ”حفلة الاستقبال” وهي حملة تعذيب يشارك فيها الراغبين من عناصر الفرع الأمني الذي يتم نقل المعتقلين حديثاً إليه
وفي كل مره كان ينتقل إلى فرع أمني كان عليه وعلى بقية المعتقلين حضور هذه الحفلة التي تنتهي بدماء تسيل من أجسادهم ودموع تنهمر آلاماً وصيحات لا تلقى صدى.
ويضيف “فجأة” وجد نفسه خلف قضبان معتقلات النظام السوري في فرع المخابرات الجوية بمدينة حرستا في دمشق بتهم مختلفة.
وعلى الرغم من خروج عدد من المعتقلين إلا أن مئات العائلات في سوريا لازالت تنتظر خروج ذويها المعتقلين في السجون السورية حيث تتواصل حالة الفوضى والمشاهد الصادمة لآلاف الأهالي الذين كانوا يجوبون شوارع العاصمة بانتظار وصول أبنائهم.
عدم إصدار قائمة بأسماء من سيطلق سراحهم النظام, لعبة تشفي جديدة !! النظام ليس فقط يتاجر بإطلاق العشرات من أصل الآلاف بل لم يعلن أسمائهم ليتشفى بعذابات أهاليهم الذين هرعوا بالآلاف أملاً برؤية معتقليهم !!ولم يروهم !! pic.twitter.com/OY46E1pxAy
— Rola Hidar 🦋 (@Rola_Hidar) May 5, 2022
من جهته يتمنى عامر أن يكون والده على قيد الحياة، وإن كان فاقداً للذاكرة، بحسب تعبيره للقائه، بعد اعتقال استمر أكثر من 10 سنوات.
يقول عامر: «قبل 10 سنوات اعتقلوا والدي، وهو عائد من عمله، ولم يكن لوالدي أي توجهات سياسية، وكان يذهب إلى وظيفته في إحدى دوائر الدولة لنتفاجأ باعتقاله وقد حدث تماطل ومراوغة حول كشف مصيره حتى من غير أن نراه أو نتأكد حتى الآن من مكان وجوده.
وأضاف: “لا نستطيع دفع المبالغ المالية التي كان يطلبها ضابط وعناصر من الأمن السوري لمساعدتنا في معرفه مصير أو مكان والدي”.
وأظهرت صور وفيديوهات تجمع أعداد كبيرة من الأهالي في العاصمة دمشق في منطقة «جسر الرئيس» وبعض مناطق في مدينة حمص وحماة، وهم في انتظار الإفراج عن أبنائهم المعتقلين، من الذين شملهم قرار العفو الرئاسي.
وتم كذلك تناقل فيديوهات للحظات اللقاء بعد سنوات.
غياث منصور، طالب هندسة مدنية في جامعة البعث بحمص، ينحدر من الحسكة، كان اعتقل من قبل أحد حواجز ميليشيات بشار الأسد قبل 5-6 سنوات.
الفيديو للحظة لقائه بعائلته اليوم في دمشق بعد خروجه من سجن صيدنايا.
ما زال هناك عشرات الآلاف غيره مغيبون في سجون بشار الأسد. pic.twitter.com/gmG8eijQUB
— Omar Kasir (@OmarKasir) May 5, 2022
وأكدت العديد من العائلات أنهم توجهوا لمحامين للاستفسار عن مصير أبنائهم المعتقلين، والذين ينتظرونهم منذ أكثر من 10 سنوات.
وتداول ناشطون في سوريا عبر منصات التواصل الاجتماعي صوراً، أشاروا إلى أنها تعكس مدى المعاناة التي يعيشها السوريون والأعداد الكبيرة للمعتقلين في سوريا.
حيث هرع المرابطون تحت جسر الرئيس إلى المفرج عنهم يسألونهم عما إذا رأوا ذويهم أو يعرفون معلومات عنهم.
ووفق تقارير حقوقية، فإن هناك ما يزيد عن 150 ألف معتقل في سجون النظام السوري، اعتقلوا جميعا في ربيع 2011، إضافة الى نحو مئة ألف آخرين مختفين قسريا لا يعرف مصيرهم حتى الآن، فيما يرجح أن الآلاف منهم قد توفوا في سجون النظام تحت التعذيب، أو جرت تصفيتهم على الحواجز الأمنية والعسكرية.