مجزرة ارتكبتها قوات النظام السوري في 16 من نيسان 2013في حي التضامن بدمشق
- دمشق: تسجيل مصوّر يوثّق إطلاق الرصاص على عشرات الأشخاص ودفنهم في مقبرة جماعية
- أجرت الاسوشيتدبرس مقابلة مع والدي أحد الضحايا اللذين تمكنا من التعرف على ابنهما في المقطع
- كانا يأملان لسنوات أن يكون ابنهما على قيد الحياة داخل احد السجون بسوريا
يظهر مقطع مصور، التقط قبل تسع سنوات وتم تهريبه من سوريا، عملاء تابعين للاستخبارات العسكرية السورية يقتلون عشرات الأشخاص ثم يلقون بجثثهم في خندق.
حدد حازم يونس، الباحث الذي يتخذ من السويد مقرا له، و الذي يحقق في جرائم الحرب المرتكبة في سوريا، هوية 13 من الضحايا الذين شوهدوا في المقطع الذي التقط في دمشق في 16 أبريل نيسان عام 2013.
في مقابلة مع الاسوشيتدبرس، قال يونس ان الموالين للحكومة ارتكبوا منذ عام 2013 عمليات قتل جماعي في حي التضامن بجنوب دمشق، حيث التقط المقطع، بشكل منتظم للانتقام من هجمات الجماعات المعارضة التي سيطرت على أجزاء من المدينة.
كانت عمليات القتل جزءا من استراتيجية الحكومة السورية لقمع الثورة التي انبثقت عن احتجاجات كانت سلمية في بدايتها ضد حكم الرئيس بشار الاسد في عام 2011.
قال يونس إن العديد من الضحايا اعتقلوا بشكل عشوائي أثناء مرورهم عبر نقاط تفتيش أمنية.
أجرت الاسوشيتدبرس مقابلة مع والدي أحد الضحايا اللذين تمكنا من التعرف على ابنهما في المقطع.
قال عمر صيام وسهام صيام إن ابنهما ، وسيم صيام(39 عاما)اختفى بعدمروره من نقطة تفتيش أمنية حكومية بالقرب من منزلهما قبل يومين من تصوير المقطع.
كانا يأملان لسنوات أن يكون ابنهما على قيد الحياة داخل احد السجون،لكن تواصلهما مع الجهات الحكومية لم يسفر عن نتيجة.
وقالا انهما يقومان بمشاهدة المقطع كل يوملرؤية اللحظات الأخيرة لابنهما وهو على قيد الحياة ، وتوديعه
تعيش عائلة صيام الآن في ألمانيا.
تم تهريب المقطع المصور إلى خارج البلاد منجانب ميليشيا موالية للحكومة سلمته إلى باحثين في جامعة أمستردام.
دوافع المليشيا في نشر المقطع غير معروفة ولم يتم الكشف عن هويتها علنا.
قام الباحثان ، أوغور أوميت أنغور وأنصار شحود ، بالتحقق من المقطع وتحديد الموقع وبعض الجناة من خلال تحديد الموقع الجغرافي واجراء مقابلات مع أشخاص في المنطقة ، بينهم أحد عملاء الاستخبارات.
يتم تداول المقطع الآن على مواقع التواصل الاجتماعيعلى نطاق واسع، و حصلت عليه الاسوشيتدبرس من هناك
يظهر في المقطع – الذي تبلغ مدته ست دقائق و 43 ثانية وبثته الاسوشيتدبرس، أعضاء في الفرع 227 بالاستخباراتالعسكرية السورية وصف يضم حوالي 40 سجينا في مبنى مهجور بحي التضامن.
وخلال معظم فترات الحرب كانت المنطقة بمثابة جبهة قتال بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة ، ما جعلها مدمرة بالكامل تقريبا
كان السجناء معصوبي الأعين وأذرعهم مقيدة خلف ظهورهم.
كان مسلحون يصطفون على حافة خندق مليء بالإطارات القديمة ، ثم يدفعون أو يركلون السجناء ، ويطلقون عليهم النار وهم يسقطون.
يقول آخرون ، مثل وسيم ، انهم سوف يمرون عبر زقاق للقناصة وأن عليهم الركضليتعثروا ويسقطوا على أجساد الذين ركضوا قبلهم.
وبينما تتراكم الجثث في الخندق ، كان البعض ما زال يتحرك ، ويطلق المسلحون النار عليهم.
ثم أشعلوا النار في الجثث ، على الأرجح لمحو كل آثار المذبحة رغم أن هذا لم يظهر في المقطع.
وهو ما كشفهالباحثون من خلال النتائج التي توصلوا إليها في مقال في مجلة نيو لاينز
رفضوا إجراء مقابلات معهم حول هذا المقطع ، قائلين إنهم مشغولون للغاية في تحليل 27 مقطعاقالوا إنهاتظهر مقتل 288 شخصا في المجمل ، من بينهم سبع نساء و 12 طفلا.
أظهر محققون في جرائم الحرب أن الحكومة السورية قتلت عشرات الآلاف،معظمهم من المدنيين قضوا بعد التعذيب ، خلال الأزمة السورية التي استمرت احد عشر عاما، في محاولة لترويع السكان وإجبارهم على الخضوع.
وفقا للشبكة السورية لحقوق الإنسان ، فقد 102207 أشخاص في سوريا منذ بدء النزاع ، مع مسؤولية الحكومة عن معظم حالات الاختفاء القسري.
في رسالة مفتوحة نشرت الأسبوع الماضي ، حثت 17 منظمة مجتمع مدني سورية مجلس الأمن الدولي على بدء تحقيق في عمليات القتل التي شوهدت في المقطع وتقديم الجناة إلى العدالة