سوريا تحتجز مجرم مجزرة حيّ التضامن
أكدت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” أن النظام السوري يحتجز “أمجد يوسف” المتهم بإعدام عشرات السوريين واغتصاب عشرات النساء في حي “التضامن” بدمشق، وهو صف ضابط في قوات الأمن السوري، وتحديداً فرع المنطقة 227 التابع لشعبة المخابرات العسكرية.
وقالت الشبكة نقلاً عن مجلة “نيوز لاين” نهاية نيسان ابريل الماضي إن يوسف مسؤول عن اعتقال/ اختطاف عشرات السوريين في حي التضامن بدمشق، ثم اقتياد 41 منهم إلى حفرة ورميهم فيها وقتلهم، وقد انتزع التحقيق اعترافاً من أمجد يوسف بهذه الجريمة الفظيعة.
وبحسب التقرير فإنَّ النظام السوري يتحفَّظ على أمجد يوسف؛ ولم تتم عملية الاحتجاز وفق مذكرة قضائية، استناداً إلى تهمة محددة، كما لم تتم إحالته إلى القضاء، ولم يصدر عن النظام السوري أية معلومة تشير إلى اعتقال أمجد.
وعبرت الشبكة التي تتخذ من لندن مقراً لها عن تخوفها على مصير 87 ألف مختفٍ قسرياً من أن يكون مشابهاً لمصير معتقلي حي التضامن.
وقالت في بيان لها إن النظام السوري لا يزال لديه منذ آذار مارس 2011 ما لا يقل عن 131469 معتقلاً بينهم 86792 مختفٍ قسرياً، بينهم 1738 طفلاً و4986 سيدة (أنثى بالغة)، مؤكدة أنَّ من قتلهم “أمجد يوسف” ورفاقه القتلة لم يعلن النظام السوري عن هوياتهم، كما لم يتم إخبار أهلهم بمقتلهم، وقد كانوا في عداد المختفين قسرياً لدى النظام السوري، لكن التحقيق أثبت أنَّ قسماً من المختفين قسرياً تتم تصفيتهم بهذه الأساليب المتوحشة وإحراق جثثهم. وتابع البيان الذي تلقت”زمان الوصل” نسخة منه أن النظام السوري استخدم على مدى سنوات الإخفاء القسري بشكل منهجي كأحد أبرز أدوات القمع والإرهاب التي تهدف إلى سحق وإبادة الخصوم السياسيين لمجرد تعبيرهم عن رأيهم، وسخَّر إمكانات الأجهزة الأمنية التي تمتلك عشرات آلاف العناصر، لملاحقة من شارك في الحراك الشعبي واعتقالهم وتعذيبهم وإخفائهم قسرياً.
وأشار البيان إلى أن “أمجد يوسف” متورط مع العديد من الجهات في النظام السوري في هذه الجرائم الفظيعة، ويبدو أن هناك خشية من انكشاف مزيد من المتورطين، وفي سبيل ذلك قد يقوم النظام السوري بإخفاء أمجد يوسف مدى الحياة أو قتله وذلك بعد أن اعترف بجرائمه.
وعبرت الشبكة في بيانها عن اعتقادها بأن النظام السوري لم يكن ليحتجز أمجد يوسف لو لم يكن متورطاً على أعلى المستويات. مضيفة أن النظام السوري يُحافظ على مرتكبي الانتهاكات، وفي بعض الأحيان يقوم بترقيتهم، كي يرتبط مصيرهم بمصيره بشكل عضوي دائماً، وكي يصبح الدفاع عنه جزءاً أساسياً من الدفاع عن أنفسهم.
ووثقت تسريبات مصورة نشرتها صحيفة “الغارديان” البريطانية في أيار-مايو الماضي قيام “أمجد يوسف” صف الضابط في مخابرات الأسد، بقتل عدد كبير من المدنيين بأسلوب بشع وحرق جثثهم جماعيا في مجزرة حي “التضامن”، وأسفرت تلك المجزرة في الحي الواقع جنوب دمشق في 2013، عن مقتل 41 شخصاً مدنياً تم قتلهم وهم معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي وإلقائهم في حفرة كبيرة ثم حرقهم.