العراق.. المدينة ظهرت بعد سحب كميات كبيرة من خزان الموصل
- يرجح أن تكون المدينة هي نفسها التي ورد ذكرها في النصوص البابلية
- تسمى في النصوص البابلية “زاخيكو”
اكتشف فريق من علماء الآثار الألمان والأكراد مدينة تعود لحقبة إمبراطورية ميتاني، التي يبلغ عمرها 3400 عام، والتي كانت تقع على نهر دجلة، وذلك بعد انحسار مياه النهر.
والمدينة التي تم اكتشافها في محافظة دهوك ضمن إقليم كردستان (شمالي العراق)، حسبما أعلنت دائرة الآثار في دهوك، ظهرت بعد سحب كميات كبيرة من خزان الموصل في وقت مبكر من هذا العام، بسبب انخفاض منسوب المياه بسرعة في العراق نتيجة الجفاف الشديد.
وأوضح مدير دائرة آثار دهوك، بيكس بريفكاني، في تصريحات للصحافيين نقلتها وسائل إعلام عراقية، أنّ “فريقاً مشتركاً من علماء الآثار من إقليم كردستان وألمانيا اكتشفوا مدينة عريقة تعود إلى عصر الإمبراطورية الميتانية (1400 عام قبل الميلاد) داخل حوض نهر دجلة”.
وقال: “الجفاف في العراق أدّى إلى انخفاض مستوى منسوب المياه في بحيرة سد الموصل، وكانت النتيجة اكتشاف المدينة”.
ويواجه العراق موجة جفاف غير مسبوقة، أدّت إلى جفاف عدد من البحيرات وتراجع مستوى نهرَي دجلة والفرات إلى مستويات قياسية.
ويقول تقرير نشره الاثنين الموقع الإلكتروني لجامعة توبنجن الألمانية، إن هذا الحدث غير المتوقع، وضع علماء الآثار تحت ضغط مفاجئ للتنقيب وتوثيق أجزاء على الأقل من هذه المدينة الكبيرة والمهمة في أسرع وقت ممكن قبل إعادة غمرها.
وشارك في هذه المهمة عالم الآثار الكردي الدكتور حسن أحمد قاسم، رئيس هيئة آثار كردستان، وعلماء آثار من عدة جامعات ألمانية، وجرت هذه الفعاليات في شهري يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط من عام 2022، بالتعاون مع مديرية الآثار والتراث في دهوك (إقليم كردستان العراق).
تم تشكيل فريق لعمليات الإنقاذ في غضون أيام، وتم الحصول على تمويل العمل في غضون مهلة قصيرة من مؤسسة فريتز تيسن من خلال جامعة فرايبورج بألمانيا.
من جهته، قال مسؤول منظمة الآثار في إقليم كردستان حسن أحمد، في تصريحات صحافية: “بعد تنفيذ أعمال الحفر، تم تحديد خريطة المدينة وما تضمها من طرقات وبيوت. يضاف هذا إلى البيت الذي تم العثور عليه في عام 2018 إلى جانب 200 لوحة تحمل كتابات مسمارية تتحدث عن حياة الناس في تلك المنطقة”.
أجرى فريق مديرية الآثار والتراث في دهوك ومنظمة الآثار في إقليم كردستان وجامعتي توبيغن وفرايبورغ الألمانيتين أعمال حفر استمرت 40 يوماً في هذا الموقع الأثري، وبعدها تمت تغطية الموقع بالبلاستيك الشفاف والتراب لغرض الحفاظ عليه.
وحسب وسائل إعلام عراقية، يرجح علماء الآثار أن تكون المدينة المكتشفة هي نفسها التي ورد ذكرها في النصوص البابلية، وتسمى “زاخيكو”، وتضم قصراً والكثير من المباني والغرف، بالإضافة إلى سور كبير، ويجري التحقق من النصوص المسمارية التي عثر عليها فريق البحث.
ويقول بيتر بفالزنر من جامعة توبنجن الألمانية: “إنها معجزة أن الألواح المسمارية المصنوعة من الطين غير المحروق ظلت على قيد الحياة لعقود عديدة تحت الماء”.
ولتجنب المزيد من الأضرار التي لحقت بالموقع المهم بسبب ارتفاع المياه، تمت تغطية المباني المحفورة بالكامل بأغطية بلاستيكية محكمة الغلق ومغطاة بالحصى كجزء من مشروع ترميم شامل ممول من مؤسسة جيردا هنكل الألمانية.
ويهدف هذا إلى حماية جدران الطين غير المقشور وأي اكتشافات أخرى لا تزال مخبأة في الأنقاض خلال أوقات الفيضانات، والموقع الآن مغمور بالكامل مرة أخرى.