لا أعرف المدة التي سيأخذها القضاء في الحكم على محمد عادل محمد إسماعيل المتهم بقتل الطالبة نيرة أشرف زميلته في جامعة المنصورة في مصر ذبحاً أمام أعين المارة لرفضها الزواج منه، لكني أتمنى أن يحصل على الحكم العادل بالقصاص والإعدام في تلك الجريمة البشعة وأن ينفذ الحكم على الهواء أمام الجميع كما حدث مع قتلة المهندسة نانيس وأطفالها.
في يناير من عام 1998، كانت المهندسة نانيس وطفلاها هدير وأنس في شقتهما بمدينة نصر. طرق الباب، فوجدت ثلاثة صنايعية كان زوجها “هاني” قد اتفق معهم لدهان الشقة. لم تكن الزيارة الأولى لهم فظنت أن الأمر عادياً، لكن الثلاثة كانوا قد خططوا لسرقة مجوهراتها، فانقّضوا عليها خنقاً وطعناً بمطواة قرن غزال، ثم قتلوا طفليها واستولوا على المصوغات والأموال ولاذوا بالفرار.
صدر وقتها حكم بإعدامهم، لكن حسني مبارك رئيس الجمهورية المصري آنذاك، أمر ببث حكم الإعدام على شاشة التليفزيون ليكونوا عبرة لغيرهم، وتم التنفيذ في 21 إبريل 1998 أي بعد ثلاثة أشهر فقط من ارتكاب الجريمة وهو أسرع حكم إعدام في مصر، وحضر التنفيذ المستشار عمر مروان وزير العدل الحالي وكان يعمل حينها مستشاراً بالمكتب الفني للنائب العام.
فيديو تنفيذ حكم إعدام على الهواء في مصر عام 1998
قتل نيرة أشرف يعيد ذكرى محمود البنا
أعاد حادث قتل نيرة أشرف للأذهان واقعة قتل الشاب الجدع محمود البنا ابن المنوفية التي حدثت في أكتوبر 2019 ورصدتها كاميرات المراقبة. تذكرها المصريون لأن أحداً لم يتحرك لينقذ نيرة، طعن الجناة محمود لدفاعه عن فتاة تحرشوا بها وضايقوها. وبعد عامين، أيدت محكمة النقض حكماً بسجنهم 15 عاماً. أتمنى ألا يأخذ الحكم ضد قاتل نيرة أشرف عامين هو الآخر.
فيلم قصير يصور مشاهد الواقعة
في الإسكندرية أنتج مجموعة من الشباب فيلماً قصيراً عن قتل الشاب محمود البنا “شهيد الشهامة”، واستعانوا بشبيه له، وكذلك شبيه لراجح المتهم الرئيسي بالقضية، وحظي الفيلم بقرابة 4 ملايين مرة مشاهدة.
13 جريمة قتل بشعة بسبب الزاوج
للأسف عمر أي تريند لا يتجاوز ثلاثة أيام على السوشيال ميديا. ينسى الناس القضية ويبحثون عن أخرى، والمؤسف أيضاً أنه لولا توثيق جريمة ذبح نيرة بالفيديو لما كان الاهتمام بهذا الحجم، المصريون يبحثون في جوجل عن الفيديو. الجريمة بشعة ومؤلمة وقاسية، لكن مع بشاعتها هالني ما قرأت عن جرائم حدثت لنفس السبب. رصدت 13 قصة مؤلمة لجرائم قتل بسبب رفض الزواج من بين عشرات القصص، منها 3 جرائم في مصر ورابعة لكويتي من أصول مصرية. بعضها مرت مرور الكرام دون أن يسمع عنها أحد وجرائم أخرى انتفض الناس من أجلها.
1- كهربائي يطعن نجلاء بالسكين
نجلاء.. شابة كانت قد أكملت العقد الثالث من عمرها، تعيش في منطقة منشأة ناصر الشعبية في القاهرة، وتعمل بمحل لبيع الملابس. فوجئت عام 2015، بـجارها “عبدالله” الكهربائي الذي يصغرها بـثماني سنوات، ينتظرها أمام منزلها، ويعرض عليها الزواج بعدما صارحها لها بحبه في مرات سابقة، لكنها رفضت عرض الزواج وسخرت منه. فما كان منه إلا أن أخرج سكيناً كان بحوزته وطعنها في ظهرها بجرح نافذ أودي بحياتها وألقت الشرطة القبض عليه.
2- قتلها ابن عمها أمام تلاميذها
صباح.. مدرّسة إبتدائي بقرية العركي بمحافظة قنا في صعيد مصر، وبعد انفصالها عن زوجها عام 2019 وهي في الخامسة والأربعين من عمرها، تقدم “مخلف” ابن عمها العامل باليومية والأصغر منها بثلاث سنوات، وطلب الزواج منها لكنها رفضته. عاد “مخلف” خايب الرجاء من منزل عمه، واعتبر رفض “صباح” له إهانة أمام أهله وعشيرته خاصة أنها كانت تبرر قرارها بتعاطيه المخدرات.
قرر الانتقام منها، فحمل “مخلف” بندقيته وذهب إلى المدرسة التي تعمل بها وانتظر صباح في إحدى الطرقات بعد خروجها من حصة بأحد الفصول وأطلق عليها الخرطوش الذي أصاب أنحاء متفرقة من جسدها وأرعب طلابها لتلفظ أنفاسها الأخيرة داخل جدران المدرسة لأنها قالت له لا. أصدرت وزارة الداخلية بياناً بالواقعة بعد القبض عليه واعترافه بجريمته.
3- مرعي يقتل جارته في بني سويف
في إبريل الماضي، وفي قرية الفنت التابعة لمركز الفشن بمحافظة بني سويف في مصر، رفضت نجية “الأم” البالغة من العمر 35 عاماً زواج ابنتها من “مرعي” جارهم (25 عاماً)، ونشبت بينهما مشادة كلامية سرعان ما تطورت إلى مشاجرة. أحضر “مرعي” سكيناً من داخل المنزل وطعن الأم عدة طعنات لتسقط غارقة فى دمائها، وفر القاتل هارباً بينما لقت هي مصرعها قبل وصولها إلى مستشفى الفشن بعد محاولة جيرانها إنقاذها. بعد القبض على القاتل اعترف بارتكاب الواقعة.
4- كويتي من أب مصري قتلها أمام طفلين
فرح حمزة أكبر.. شابة كويتية تبلغ من العمر 32 عاماً، في أحد أيام شهر رمضان عام 2021، كانت تستقل سيارتها ومعها طفلتها ونجل شقيقتها. نفس السيارة التي وضع فيها “فهد صبحي محي الدين” – 30 عاماً – جهاز تتبع ليراقب حركتها، وعبر الجهاز عرف مكانها بمنطقة صباح السالم وكانت شقيقتها المحامية تسير خلفها فصدمها حتى لا تنقذها. أوقف “فرح” وترك سيارته في الطريق، وصعد إلى سيارتها وقام بقيادتها، ثم في منطقة العدان طعنها في صدرها بسكين أمام أعين الطفلين.
إعدام وحكم إضافي
لفظت أنفاسها الأخيرة واستقل سيارة أجرة إلى منزل أحد أقاربه واستبدل ملابسه ثم اختفى بأحد الفنادق بمنطقة “حولي” إلا أن الشرطة حددت موقعه وحرزت ملابسه الملطخة بالدماء. في التحقيقات أنكر ارتكاب الجريمة في البداية ثم اعترف بطعنها بسكين لإصرارها على رفض الارتباط به والتواصل معه، ورفضها التنازل عن قضاياها ضده، وصدر حكم بإعدامه عن جريمة القتل، وسجنه 15 عاماً عن جريمة الخطف. القاتل ولد في الكويت لأب مصري وأم كويتية.
5- طعنة ابن العم في الأردن
جريمة بشعة حصلت في الأردن عام 2008، فتاة عمرها 16 عاماً رفضت الزواج من ابن عمها (26 عاماً) ووافقت على عريس آخر من خارج العائلة. يوم زفافها، ذهبت هي وأسرتها وأسرة عريسها إلى المحكمة الشرعية بمدينة الكرك جنوب العاصمة عمان لإثبات الزواج رسمياً بالمحكمة حيث أنها لم تتم 18 عاماً وهو ما يستوجب وفق القانون الأردني موافقة القاضي الشرعي على الزواج.
في هذه اللحظة دخل ابن عمها “المرفوض” القاعة وبيده خنجر، ثم صوب نحوها عدة طعنات في حضور القاضي والأمن، فتوفيت على الفور. بعدها صدر حكم ضده بالإعدام شنقاً وكذلك الحكم على شقيقه الذي ساعده في ارتكاب الجريمة بالسجن 15 عاماً أشغالاً شاقة.
6- مريم السورية التي هزت الأردن
مريم محمد حمدو.. لاجئة سورية تعيش في الأردن تبلغ من العمر 28 عاماً وتعمل في صالون للتجميل، تقدم لها شاب للزواج فرفضته، وحاول تهديدها مراراً وتكرارا. تقدمت بأكثر من شكوى للأمن الأردني ضده تفيد تعرضها للتهديد بالسلاح، ثم حصلت الفاجعة العام الماضي 2021، عندما عثروا عليها مقتولة وغرقانة في دمائها بمنطقة الأشرفية، جثة ملقاة بالقرب من موقف الحافلات العامة، بعدما تلقت 15 طعنة في الصدر والرقبة والكتف والظهر ثم نقلوها إلى مقر الطب الشرعي، وتمكنت الأجهزة الامنية من تحديد هوية القاتل والقبض عليه.
7- سوري يقتل ممرضة في تركيا
في ديسمبر 2021، كانت الشابة السورية سلوى هنداوي (22 سنة) تعمل ممرضة في مستشفى بمدينة “شانلي أورفا” التركية، وعند خروجها من عملها في حي “يني شهير” كان في انتظارها “إياد الحسن” ابن بلدتها، ووجه إليها عدة طعنات بسكين في الظهر والصدر بعدما تقدم لخطبتها مرتين ورفضت الزواج منه خاصة بعد طلاقها من زوجها الأول. ماتت سلوى وتركت طفلة عمرها 4 سنوات. يقيم في نفس المدينة التي شهدت جريمة القتل أكثر من 400 ألف لاجئ سوري ويمثلون 20 % من سكان الولاية. هرب القاتل في البداية لكن الشرطة لاحقته وألقت القبض عليه.
8- قتل طالبة الطب الباكستانية بالرصاص
عاصمة راني، فتاة باكستانية تدرس في كلية الطب بالفرقة الثالثة، ذهبت لزيارة أسرتها في مدينة “كوهات” عام 2018. بعد نزولها من سيارة أجرة، كان في انتظارها “مجاهد أفريدي” – 24 عاماً – الذي رفضت الزواج منه، فهددها بالقتل. نفذ جريمته بمشاركة أحد أصدقائه وأطلق 3 رصاصات تجاهها ولفظت أنفاسها الأخيرة بعد ساعات في المستشفى إلا أنها نطقت باسم الجاني قبل وفاتها وفق مقطع فيديو – قام بتصويره أحد المارة – وقادت كلماتها الأخيرة جهات التحقيق إلى التعرف على الجاني إلا أنه هرب إلى السعودية عقب ارتكاب الجريمة بتأشيرة “عمرة”. ثم أرسلت وكالة التحقيقات الفيدرالية الباكستانية، طلباً إلى الإنتربول السعودي والدولي لاعتقاله.
القبض على القاتل في دولة عربية
يعيش والد القاتل في قطر. وكان المجرم يمتلك نشاطاً تجارياً في الإمارات، ويزور دول الشرق الأوسط بشكل متكرر من أجل تجارته. بعد وصوله إلى السعودية تنقل بين عدة دول حتى وصل إلى الإمارات، وهناك قام بتغيير ملامحه وحلق لحيته وشاربه، إلا أن شرطة دبي ألقت القبض عليه واكتشفت أنه متهم بجريمة قتل أخرى في بلده بنفس الطريقة، وقامت بتسليمه إلى باكستان.
9- ماريا.. قتلوها حرقاً في باكستان
عام 2016، شهدت باكستان جريمة بعدما رفضت “ماريا عباسي” البالغة من العمر 18 عاماً وتعمل مدرّسة عرضاً للزواج من نجل صاحب المدرسة، رغم أنه متزوج ولديه طفل. ذهبت عائلة “ماريا” إلى جنازة في قرية مجاورة لقريتها بمدينة “مورى“ شمال شرق باكستان، وتركوها وحدها بصحبة شقيقتها ذات السنوات الخمس. دخل عليها المنزل مدير المدرسة والد الشاب الذي طلب الزواج منها ورفضته بصحبة آخرين.
لجنة تقصي حقائق
ضربوا “ماريا”، وشلّوا حركتها ثم قيدوها وسكبوا عليها البنزين، ثم أشعلوا النيران في جسدها أمام شقيقتها، وعندما حضرت الشرطة حملوها على كرسي حتى أقرب طريق ممهد لسيارة الإسعاف، ثم نقلوها إلى معهد باكستان للعلوم الطبية في العاصمة إسلام آباد على بعد 50 كيلومتراً من قريتها، كانت الحروق تغطي 85 % من جسدها، فلم تتحملها الفتاة التي أدلت بأقوالها للشرطة عن من أحرقوها قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة في اليوم التالي.
المؤسف أنه بعد شهر من الواقعة، أخلت الشرطة سبيل الجناة بكفالة، بعد تحقيق قيل فيه أنها انتحرت، وهو ما نفته لجنة تقصي حقائق فيما بعد.
10- رصاصة في البطن من زميلها حارس الأمن
في عام 2018، أطلق “عمر دراز” حارس أمن باكستاني النار على “ميهويش أرشاد” الفتاة الباكستانية التي تعمل مضيفة في حافلة بنفس الشركة التي يعمل بها لرفضها الزواج منه وهي في الثامنة عشرة من عمرها. تداول المواطنون فيديو يوثق الواقعة ومطاردة الحارس لها على السلالم الخارجية لأحد المباني ومشاجرته معها ثم إطلاق النار في منطقة البطن، كانت الفتاة تتلوى من الألم ثم فارقت الحياة.
11- ثري يقتل طالبة جامعية بالرصاص
بنفس الطريق السابقة، قتل زاهر جادون (26 عاما) من عائلة ثرية بمدينة لاهور، فتاة جامعية رفضت الزواج منه تدعى مايرا ذو الفقار (25 عاماً)، كانت تدرس في كلية الحقوق ولديها حضور مؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي ويتابعها حوالي 12 ألف متابع، ذهب القاتل إلى شقتها وأطلق النار عليها فأصاب الرصاص عنقها وكتفها وأرداها قتيلة، واعترف بجريمته بعد القبض عليه.
12- إيراني يقتل 10 من أسرة واحدة
عام 2016، قتل إيراني بالرشاش 10 أفراد من عائلة واحدة منهم طفلان وثلاثة نساء بعدما رفضت الأسرة زواجه من ابنتهم ببلدة جهان آباد بمحافظة كرمان، وأصيب في الجريمة خمسة أشخاص آخرين ونقلوا إلى المستشفى.
13- القتل بقنبلة يدوية
بيسان وليد صادق.. فتاة سورية تبلغ من العمر 17 عاماً كانت تعيش في بلدة الكفر بمحافظة السويداء جنوب سوريا، تقدم رامي خالد حذيفة (19 عاماً) بعرض للزواج منها أكثر من مرة إلا أن الأسرة رفضت، وهنا خطط لجريمة بشعة، ذهب أواخر عام 2019 إلى منزل أسرتها وقام بتفجير قنبلة يدوية داخل المنزل، فقتل بيسان ولقي حتفه.
كل تلك الجرائم البشعة لم يقل أحد فيها أن البنت هي السبب، ولا لبسها هو السبب، ولا خرجت ألسن تتحدث عن العلمانية والتدين. يحتاج هذا الملف إلى المكاشفة، إلى تشريعات قانونية تحمي النساء، وإلى فن لا يروج للجريمة ولا يجعل من القتلة أبطالاً، وإلى إعلام يناقش القضايا بكل أبعادها، لا بدفن الرأس في الرمال، وإلى رجال دين يعلمون الناس أصول الدين لا شكلياته، وإلى تعليم حقيقي يعلم الأجيال احترام النساء والخصوصية والالتزام بالقانون، وإلى إجراءات تنفيذية حقيقية تحمي النساء وغير النساء عند تحريرهم محاضر شرطية بعدم التعرض، المحاضر ليست حبراً على ورق وإلا كانت النتيجة كما شاهدنا مع نيرة، دماً يراق على الأرض.