صابة الحبوب في تونس قد يبلغ 1.8 مليون طن
- الحرائق تقضي على مساحات واسعة من محصول الحبوب في تونس
- الاتحاد التونسي للفلاحة يعبر عن تخوفاته من تراجع كميات الحبوب بسبب الحرائق
تسببت موجة حر وحرائق في أضرار بالغة بمحاصيل الحبوب في تونس، مما دفع الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري للتنبؤ بأن الإنتاج لن يرقى إلى مستوى آمال الحكومة، ولن يحقق الاكتفاء الذاتي.
وتأتي الخسائر في إنتاج الحبوب في الوقت الذي تواجه فيه تونس ارتفاعا في تكاليف استيراد الغذاء نتيجة الحرب في أوكرانيا والارتفاع القياسي لأسعار الحبوب
وتوقع محمود إلياس حمزة وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري هذا الشهر أن يصل محصول الحبوب في 2022 إلى 1.8 مليون طن، بزيادة قدرها عشرة بالمئة عن العام الماضي.
وأشار محمد رجايبية عضو المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، المنظمة غير الحكومية التي شرف على الزراعات الكبرى، إلى أن الحرائق التي اندلعت في معظم أنحاء البلاد الشهر الماضي، ستنعكس سلبا على الأمن الغذائي بالبلاد، وأن هدف زيادة المحصول لم يعد ممكنا.
“محصول الحبوب للعام الحالي لن يتجاوز 1.4 مليون طن بسبب خطر الحرائق قبل الحصاد أو عند التجميع”
محمد رجايبية
الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري
ويقول الاتحاد وخبراء إن المحصول يعاني أيضا من أضرار مباشرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، التي وصلت بالفعل إلى 47 درجة مئوية هذا الصيف، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 49 درجة. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تمثل موجة الحر عائقا أمام المزارعين في جني المحاصيل.
وكانت الحكومة تعتمد على زيادة كمية المحصول لخفض وارداتها من الحبوب في ظل أزمة مالية تفاقمت بسبب الحرب. وتقول الحكومة التي تدعم هذه الإمدادات إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة المستوردة سيكلف الميزانية 1.7 مليار دولار هذا العام.
وتهدف حكومة نجلاء بودن هذا العام إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج القمح الصلد وهو إنتاج الحبوب الرئيسي في البلاد.
ويبدأ بعض المزارعين عملية حصاد الحبوب مبكرا، ويرضون بكمية أقل من المحاصيل خشية فقدان كل إنتاجهم لعام 2022 بسبب الحرائق.
وقال المزارع عبدالرؤوف عرفاوي في بلدة الكريب بشمال تونس في “العادة نقوم بعملية الحصاد يوم 5 أو 10 يوليو/تموز والآن نقوم بعملية الحصاد يوم 17 أو 18 يونيو/حزيران، فنحن خائفون من الحرائق، نقوم دائما بالمراقبة ليلا نهارا المزارعين تعبوا، يجب علينا الحصاد بدون توقيت حتى من الكمية التي نتحصل عليها لا تكون مثل العادة فهي تتقلص”.
وتابع “لقد حصلت الكثير من الحرائق، ليس بيوم بعيد في مكان قريب من هنا ولم تستطع فرق الإطفاء المدني إنقاذ إلا جزء صغير من حقل للقمح اشتعلت فيه النيران، الآن نحن لا ننام نقوم بالمراقبة وإذا أكملت عملية الحصاد يجب عليك أن تراقب التبن أيضا”.
وقال الرئيس التونسي قيس سعيد هذا الشهر إن محصول الحبوب في العام الحالي سيكون هدفا للعصابات الإجرامية، التي خططت تحديدا لسرقة منتج ذي نوعية جيدة، مضيفا أن حماية المحصول مسألة تتعلق بالأمن القومي.