كيف أثر الغزو الروسي لأوكرانيا على حياة التونسين؟
شهد العالم خلال السنوات الثلاث الأخيرة تراجعا على المستوى الاقتصادي بسبب إنتشار جائحة الكورونا، وما انفكت هذه الأخيرة على التقلص وعودة عجلة الإقتصاد للدوران من جديد حتى تفاقم الوضع بعد حرب روسيا على أوكرانيا. هذه الحرب التي كشفت عن أهمية صادرات الحبوب والذرة المتأتية من هذه البلدان المصدرة للحبوب.
لا يخفى على أحد أن أمد هذه الحرب قد طال، وبدأت في إنهاك الكثير من الأسر في مصر ولبنان واليمن وتونس وربما دول عربية أخرى. كما بدأت مظاهر تراجع توفير الخبز والمواد الغذائية الأولية على مائدة الطعام في التبلور. وفي هذا السياق، حذر معهد الشرق الأوسط للأبحاث من أنه إذا عطّلت الحرب إمدادات القمح للعالم العربي الذي يعتمد بشدة على الواردات لتوفير غذائه، قد تؤدي الأزمة إلى ضرب استقرار هذه البلدان.
تونس ليست بمعزل كما ذكرنا عن هذه الأزمة الإقتصادية، فحتى الطبقة المتوسطة تضررت بشكل كبير. لمعاينة الوضع الإقتصادي عن كثب، يهمنا معرفة كيفية تعاطي العائلات مع الوضع الراهن.
اخترنا في هذا التقرير، الحديث مع مختص العلاج الطبيعي مجدي غرامي ، أب لطفلين يعيش بعاصمة الجنوب صفاقس ثاني أكبر مدينة في البلاد التونسية.
شاركنا بعضا من يومه لنعرف مدى تأثير ارتفاع الأسعار في تونس عليه وعلى أفراد عائلته. من السوق المركزية يبدأ مجدي يومه في نهاية الأسبوع لقضاء متطلبات أسرته. جولة أدركنا من خلالها ارتفاع أسعار المنتجات بصفة كبيرة.
لا يخفي كذلك الباعة امتعاضهم من غلاء المواد الاساسية والاعلاف التي باتت عملة صعبة تزامنا مع الحرب الروسية الاوكرانية ما نتج عنه صعود صاروخي في الأسعار.
المائدة التونسية أصبحت تناهز كلفته ال4 دولارات للفرد الواحد يعني تقريبا تضاعف ثلاثة مرات على الأقل.
وضع أرهق الطبقة العاملة والمتوسطة في تونس خاصة مع نقص بعض المواد الأولية في السوق وتواصل سيناريو الزيادات. مطمور روما كما كان يطلق عليها قديما باتت لا تجد ما يكفيها من حبوب وكثير من الدول العربية رهينة بمدى تواصل الحرب.