الحقيقة خلف الخبز المتسبب في السرطان في ليبيا
- إحالة 8 عينات دقيق للتحليل في مختبر معتمد دوليا في تونس
- تم إجراء تحاليل في 41 مصنعا للدقيق
حالة من الخوف والقلق تخيم على الشعب الليبي بعد انتشار أخبار في الأيام الأخيرة تفيد باكتشاف مواد في الخبز تسبب الإصابة بمرض السرطان، وذلك من خلال القيام بتحليل عينات للدقيق في ليبيا.
انطلق انتشار الخبر مع تداول صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، تقرير منسوب إلى المركز الليبي المتقدم للتحاليل الكيميائية، بشأن تحليل 8 عينات أخذت من منتجات أشهر شركات الدقيق في البلاد.
وكانت قد تمت إحالة 8 عينات دقيق للتحليل في مختبر “لاب ڤيت” المعتمد دوليا في تونس، وجاءت نتيجة جميعها بنسب عالية من مادة “برومات البوتاسيوم”، حيث سجل وجودها في العينات بنسبة بين 300 إلى 1300 بالمئة أكثر من الحد الطبيعي.
وتعرف “برومات البوتاسيوم” وفق ويكيبيديا بكونها مادة مؤكسدة قوية جدا، تأخذ شكل بلورات بيضاء أو مسحوق، وتستخدم كمادة محسنة للخبز ولأغراض أخرى مثل تعقيم المياه، لكن بعد تبين وجود مضاعفات صحية لها، جرى إيقاف استخدامها في عدة دول.
وأظهر التقرير أن بعض العينات وصلت نسبة “برومات البوتاسيوم” فيها إلى 26 ملغراما، بينما المعدل الطبيعي أقل من مايكروغرام واحد.
لكن مسؤولو مركز الرقابة على الأغذية والأدوية نفوا وجود مادة “برومات البوتاسيوم” في الدقيق أو الخبز المصنوع داخل ليبيا، خلال مؤتمر صحفي.
وأشاروا إلى إجراء تحليل جديد للدقيق بالتعاون مع مكتب النائب العام للتأكد من خلوه من مادة “برومات البوتاسيوم”، متعهدين باتخاذ إجراءات التحقيق اللازمة حيال ذلك.
لكن مدير المركز الليبي المتقدم للتحاليل الكيميائية، ناجي قريش، فجر مفاجأة بتأكيد اكتشاف مادة “برومات البوتاسيوم” في عينات خبز ودقيق حول ليبيا، وليس في تحليل واحد فقط، لكن عدة تحاليل.
وأوضح أن “أول تحليل، وهو المتداول على مواقع التواصل، أجري بجامعة طرابلس خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر 2019، شمل عينات للخبز من العاصمة، ظهر أن أقل نسبة مسجلة في العينات هي أكثر بـ300 بالمئة عن المسموح به، بينما أعلى نسبة كانت 1300 بالمئة”.
وتابع: “بحث آخر من جامعة طرابلس أكد وجود المادة، وفي العام الجاري أيضا هناك بحث منشور في جامعة طبرق، حيث جرى تجميع عينات من الخبز، يؤكد وجود هذه المادة به، وهناك مشروع بحثي قائم الآن في أجدابيا، والنتائج تؤكد وجود المادة أيضا”.
وأضاف : “لمزيد من التأكيد، جمعنا عينات بطريقة قانونية بالتعاون مع الحرس البلدي، وأرسلناها في 13 يونيو الماضي إلى معمل تحليل معتمد دوليا في تونس، ووصلت النتائج في الشهر نفسه، وظهر أن جميع عينات الدقيق تحتوي على نسب متفاوتة من برومات البوتاسيوم”.
وبدوره، أشار الدكتور جمال الطلحي، الذي يعمل بمركز بنغازي الطبي، إلى “وجود ارتباط بين ارتفاع عدد مرضى الأورام بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية، وبين الحديث حاليا حول اكتشاف مادة برومات البوتاسيوم في خبز الليبيين”.