حرائق الجزائر أودت بحياة 11 طفلاً في ولاية الطارف
- رئيسة الهلال الأحمر الجزائري: 50 طن من المساعدات تصل ولاية الطارف
- الجيش يتدخل لإسعاف المصابين و حوامات لرصد الحرائق وإطفائها
سجلت الجزائر، الخميس، وفاة 38 شخصاً وإصابة ما يفوق 335 آخر، جراء موجة الحرائق التي تجتاح البلاد منذ يوم الإثنين الماضي.
وأفاد مصدر خاص لمراسل أخبار الآن بـ الجزائر، وفاة 11 طفلاً جراء هذه الحرائق بـ ولاية الطارف التي سجلت وحدها 30 ضحية من بينهم 6 نساء و13 رجلاً حسبما صرح المصدر، في حين تم تسجيل وفاة 5 أشخاص من عائلة واحدة ببلدية ”مداوروش” بولاية سوق أهراس وشخصين بولاية سطيف.
وقال وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمراني الجزائري، كمال بلجود، إن سبب هذه الحرائق راجع إلى الارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة التي فاقت 40 درجة مئوية، مضيفاً أنه تم تسجيل منذ بداية أغسطس 106 حريق مست عدة ولايات جزائرية، وأدت إلى إتلاف أكثر من 800 هكتار من الغابات، و1800 هكتار من الأحراش.
وعانى ما لا يقل عن 200 شخص آخر من حروق أو مشاكل في الجهاز التنفسي بسبب الدخان، بحسب وسائل إعلام جزائرية.
وأفاد بيان لمصالح الحماية المدنية الجزائرية تسجيل 39 حريق في 14 ولاية جزائرية، منها 16 حريقاً بولاية الطارف، و3 حرائق بكل من ولاية سوق أهراس، سطيف قالمة سكيكدة وعدة ولايات أخرى، أدت إلى إصابة 45 شخصاً بإصابات خفيفة من بينهم 4 بحروق خفيفة والباقي باختناق جراء دخان الحرائق تم إسعافهم من طرف أعوان الحماية المدنية.
حرائق بعوامل مناخية أم بفعل فاعل؟
وفي الوقت الذي تؤكد فيه السلطات الجزائرية على أن سبب الحرائق هذه راجع إلى الارتفاع الكبير في درجات الحرارة خلال الأسبوع الماضي، و هبوب رياح قوية أدت إلى توسع رقعته، يرى ملاحظون على أن انتشار الحرائق بـ14 ولاية جزائرية وفي توقيت متقارب في أغسطس، يمكن أن يكون “بفعل فاعل”.
وأفاد مصدر أمني مسؤول لمراسل “أخبار الآن” من الجزائر، أن السلطات الأمنية فتحت تحقيقات معمقة لتحديد الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اندلاع هذه الحرائق، مضيفاً على أن جهاز الدرك الوطني تمكن من توقيف مشتبه فيه ببلدية “الشرايع” يجرى التحقيق معه حالياً.
رئيس الجمهورية يقدم التعازي لعائلات الضحايا
قدم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تعازيه لعائلات ضحايا حرائق الغابات، وقال بيان رئاسة الجمهورية الذي تحصلت “أخبار الآن” على نسخة منه إنه على أثر الحرائق التي تشهدها بعض ولايات شرق الجزائر، والتي خلفت عدداً من الضحايا في كل من ولايتي الطارف وسطيف، يتقدم رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بتعازيه الخالصة وصادق مواساته إلى عائلات الضحايا، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى و المصابين.
وأضاف البيان أن رئيس الجمهورية يؤكد تسخير كل الإمكانيات البشرية والوسائل المادية لإخماد الحرائق والتكفل بالمصابين.
50 طن من المساعدات تصل ولاية الطارف
كشفت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، ابتسام حملاوي، الخميس، نقل 50 طناً من المساعدات للطارف.
وقالت حملاوي لمراسل “أخبار الآن” بالجزائر، إنه تم الشروع ابتداء من الخميس، في تقديم الإعانات للعائلات المتضررة، حيث ثم إسداء تعليمات لجميع فروع الهلال الأحمر الجزائري، بجميع الولايات الجزائرية، لجمع ونقل المساعدات إلى ولاية الطارف.
وشهدت بؤر الحرائق بكل من ولايتي الطارف وسطيف، هبات تضامنية كبيرة لمختلف فئات المجتمع في صورة رسمت مدى تضامن الجزائريين، فيما بينهم أثناء المحن، إذ سارع المئات من المواطنين إلى مساعدة أعوان الحماية المدنية وقوات الجيش الوطني الشعبي المرابطة بالغابات، التي اندلعت بها الحرائق، و بتحشيد منظم وتلقائي تحرك الجزائريون بقوافل مساعدات نحو المناطق المتضررة من الحرائق بمواد غذائية وأفرشة، كما سارعوا إلى إجلاء عدد كبير من السكان.
حوامات تابع للجيش لرصد وإخماد بؤر الحرائق
لا تزال فرق التدخل للحماية المدنية والجيش، مرابطة بأعالي جبال ولايتي الطارف و طيف لإخماد الحرائق، ووصلت الولاية العشرات من فرق الدعم و الإسناد من مختلف الولايات المجاورة، كما سخرت وحدات الجيش الوطني الشعبي حوامات لرصد وإطفاء بؤر الحرائق، و تقديم الإسعافات للمواطنين، حيث لا تزال العملية متواصلة في محاولة لتطويق السنة النيران التي ألحقت أضراراً كبيرة بالثروة الغابية والحيوانية بشرق البلاد.
وتبلغ المساحة الإجمالية للغابات بالجزائر 4.1 مليون هكتار، تمتد أغلبها على الشريط الساحلي الشمالي- و كانت الجزائر قد شهدت السنة الماضية اندلاع حرائق مهولة وصفت بالمروعة و التاريخية، أدت إلى وفاة أكثر من 92 شخصاً وأتت على أكثر من 100 ألف هكتار من الثروة الغابية.