المغرب.. حملة وطنية لوقف زراعة النخيل في جميع المدن المغربية
- تهدف الحملة إلى وقف زراعة النخيل في جميع المدن المغربية واستبدالها بأشجار تراعي خصوصية كل منطقة على حدة.
- تساهم الحملة في خفض درجات الحرارة التي يعرفها المغرب.
أطلقت حركة مغرب للبيئة 2050، خلال شهر يوليوز المنصرم، حملة وطنية لأجل وقف زراعة النخيل في جميع المدن المغربية واستبدالها بأشجار تراعي خصوصية كل منطقة على حدة، وتساهم في خفض درجات الحرارة التي يعرفها المغرب، الحملة التي لا تزال مستمرة وبلغت أكثر من 2,125 توقيع إلى حدود يوم الخميس 18 غشت 2022 على موقع أفاز (avaaz.org).
ووجهت حركة مغرب للبيئة 2050، رسالة مفتوحة لكل من زيرة إعداد التراب وسياسة المدينة، ووزيرة الإنتقال الطاقي والتنمية المستدامة، من أجل التدخل المؤسساتي العاجل لإنقاذ جمالية وخصوصية المدن المغربية.
وأوضحت الحركة أن المغرب يحتل المرتبة الثانية من حيث التنوع البيولوجي على مستوى المتوسط، وهي خصوصية متفردة تستحق الإهتمام العالي والحرص الشديد على ثرواته الطبيعية ذات الطابع الهش.
وأضافت الحركة، أنه لا يمكن أن نتعامل مع المغرب في تهيئته الترابية ببساطة وإهمال، ولا يمكن أن نصنفه موطناً للنخيل على جل ترابه، موضحة أن النخيل بنوع الفينيق داكتيليفيرا أو المسمى محلياً النخل البلدي، يتوقف مستواه البيومناخي بجهة مراكش شمالاً وفكيك شرقاً، علماً أن منطقة سوس توجد خارج الفضاء النخيلي، وهذا أمر جوهري يجب مراعاته واحترامه.
حاور مراسل عيش الآن في المغرب مهندسة منظرية ورئيسة حركة مغرب للبيئة 2050، سليمة بلمقدم، والتي أوضحت أن ظاهرة التنخيل العشوائي نفسها تعرف مقاربات وجب الحسم معها، وتتمثل أساساً في فرض مدبري الفضاء العام بعدد من المدن النوع الدخيل، الأمريكي الأصل “الواشنطونيا” أو “البريتشارديا” حتى أنه تم إدماجه بجانب النخل البلدي الشامخ بمراكش منذ مدة أمام صمت الجميع.
وتضيف بلمقدم أن جهة سوس ماسة، على مستوى أكادير وشتوكة آيت بها، والتي تعتبر عاصمة شجرة الأركان، تم اختراقها أيضاً يزراعة النخيل التي وهو ما أساء لهويتها المنظرية والآيكولوجية.
“جهة طنجة تطوان الحسيمة، والتي تعد موطناً للصنوبريات، شهدت هي الأخرى اجتثاث الأنواع الشجرية المحلية وتعويضها بنخل الواشنطونيا والنخل البلدي بكثافة في شوارعها وساحاتها. الدار البيضاء التي أصبحت مشتلاً للنخلة الكاليفرنية بجميع أحيائها رغم صعوبة تأقلمها على شط المحيط بكورنيش عين الذياب” تقول بلمقدم.
واعتبرت سليمة بلمقدم، أن غرس النخيل خارج مجاله الواحي هو خطأ مهني بيئي فادح، لعدة اعتبارات؛ لأنه انتهاك للهوية والذاكرة المنظرية للمجال الترابي، ولأن النخلة المغروسة بغير مجالها تعاني ولا تكون بصحة جيدة وينتهي بها الأمر إلى الذبول ثم الموت.
وأضافت “النخل لا يمدنا بالظل اللازم إلا إذا كان على شكل مجموعة الشيء الذي يصبح جد مكلف، زد على ذلك أن النخل لا يوفر الخدمات الآيكولوجية التي تمدها الشجرة كامتصاص ثاني اكسيد الكربون، كما أنه لا يحمي من انجراف التربة”. جدير بالذكر أن هذه الحملة تأتي بعد مبادرة سابقة قادتها حركة مغرب للبيئة 2050، خلال السنة الماضية، حول الحد من ظاهرة التنخيل العشوائي.