الأزمة الاقتصادية تُلقي بظلالها على جيب المواطن التونسي
- عائلات تونسية تضطر لإلغاء العطلة الصيفية بسبب تردي أوضاعها المالية
- تضاعف الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار في تونس ينهك المواطن
أصبح التونسيون اليوم من مختلف الطبقات الاجتماعية يكابدون من أجل الظفر بعطلة صيفية تنسيهم، ولو مؤقتا ضغوط العمل، إلا أن الارتفاع الصاروخي للأسعار الذي شمل جميع نواحي الحياة حال دون ذلك.
فألغت كثير من العائلات العطلة الصيفية من قاموسها، لهذا الموسم، بسبب انهيار قدرتها الشرائية، عقب انقضاء شهر رمضان وعيد الفطر، وتزامنها مع الاستعداد للعودة المدرسية ما جعل المصاريف كثيرة، وبالكاد قد تتمكن العائلة من تمضية أيّام معدودة على الشواطئ.
“الخالة زهرة “، أم وجدة، أكدت لنا انها اتفقت مع زوجها وابنها علي إلغاء برنامج عطلتهم الصيفية لهذا الموسم.
عكس سنوات مضت، حيث كانت الأسرة تستأجر شقة، كل مرّة في ولاية ساحلية أو تقضي بعض الأيام في فندق سياحي بعيدا هن ضغوطات الحياة.
وقالت زهرة : “أنفقنا كثيرا في شهر رمضان المنصرم، بل أخرجنا كل مدخراتنا، ولم يتبق لنا الكثير، والمتبقي نحتاجه لشراء اللوازم المدرسية، وبالتالي، ألغينا العطلة من مخططنا الصيفي”.
إلغاء العطلة والاكتفاء بأيّام على الشاطئ
لم تقف الخالة زهرة عاجزة أمام هذه الظروف، وحاولت ابتكار طرق تمكنها من الترفيه عن أحفادها بأبسط الطرق بأقل تكاليف ممكنة.
قالت إنها تقوم بإعداد الطعام في المنزل وتصطحب أحفادها لأقرب شاطئ بحري في العاصمة تونس، والاستمتاع بنصف يوم في البحر بأقل المصاريف، فالأطفال يحتاجون القليل من الترفيه قبل الاستعداد لـ عودة مدرسية على الأبواب.
الناصر الفرجاني زوج الخالة زهرة هو بائع سمك بالسوق المركزية بالعاصمة، قال إن جيب المواطن متوسط الحال أصبح غير قادر على توفير مصاريف العطلة الصيفية دون التحدث عن وضعية المواطن ضعيف الحال الذي أصبحت العطلة الصيفية اليوم حلما صعب المنال يراوده كل موسم.
غلاء المواد الغذائية الأساسية و الزيادات المتواصلة في أسعار بعضها أثقل كاهل العائلة التونسية، وبما أنه بائع سمك قال الناصر إن السمك اليوم يطلق عليه “سي الحوت” لعدم قدرة المواطن التونسي على شراء السمك لغلاء أسعارها.
مع اقتراب عودة الموسم الدراسي يزداد انشغال التونسي بالمصاريف المتزايدة التي تنتظره، فخيرت أغلب العائلات مزاولة بيوتهم وإلغاء مخططات عطلتهم الصيفية والتكيف مع الظروف المادية بسلك طرق بسيطة في الاصطفاف في محاولة للترفيه عن أنفسهم وأطفالهم خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة خلال هذه الصائفة في تونس.
يقول رضوان ابن الخالة زهرة وهو اب لطفلين إن تزامن العطلة الصيفية مع الاستعداد للعودة المدرسية في ظل ازمة اقتصادية حادة تخيم على البلاد زاد من معاناته فهو قد خير أن يوفر تكاليف الاصطياف للعودة الأبناء للموسم الدراسي الذي يحمل معه مصاريف جديدة خاصة مع ارتفاع أسعار الأدوات الدراسية مقارنة بالسنة الماضية.
وتنازلت بعض الأسر التونسية عن “الخلاعة” بسبب ظروف الحياة القاسية، وتكابد أسر أخرى من أجل تخصيص ميزانية لها سواء كان ذلك عن طريق الادخار كامل السنة أو الاقتراض أو التداين من الأقارب والأحبة أو الدفع بالتقسيط لضفر ببعض الأيام في أحد النزل السياحية التي رفعت من أسعار خدماتها.