مزارعو الياسمين في مصر: حرب روسيا على أوكرانيا تضر بتجارة هذا المنتوج

تفوح رائحة الياسمين في أجواء قرية شبرا بلولة على دلتا النيل في مصر، والتي تعد إلى جانب الهند أكبر منتجي هذه الزهرة العطرية في العالم.

وتشكل الزهرة الفواحة النشاط الاقتصادي الرئيسي للقرية ومصدر دخلها، ويعمل بها معظم السكان البالغ عددهم حوالي 15 ألف نسمة خلال موسم الحصاد بين يونيو حزيران وسبتمبر أيلول.

وفي حقول على تخوم القرية، يسير العمال بمحاذاة صفوف من الأشجار خلال الليل البارد نسبيا وقبل شروق الشمس على ضوء كشافات الرأس لقطف الزهور وجمعها في سلال.

وتتحدث مزارعة تدعى أم محمد عن زراعة الياسمين. وتقول “هو ليه نظام في الزراعة. دا جمعه الصبح بس يبدأ (اعتبارا) من الساعة ١ بليل كدا (الواحدة بعد منتصف الليل). تجمع بقى زي مانت عايز. إنما ساعة الحر ما يبدأ متعرفش تجمعهم ولا هو يبقى حلو وتحطه في الجردل ميبقاش حلو، ده ميعاده أحلى جمع ليه (هذا هو أفضل موعد لقطفه)”.

أما المزارع محمد بدر فيلقي الضوء على أهمية الياسمين بالنسبة للقرية وارتباطها به.

ويقول “دي تعتبر زرعة بالنسبة للبلد أساسية، حاجة أساسية عندها الياسمين، بلدنا مخصصة دايما دونا عن البلاد إللي حواليها بزراعة الياسمين وجمع الياسمين”.

تجري معالجة الأزهار في مكان قريب لاستخراج زيت عطري مُركز يمكن تصديره إلى أوروبا وأماكن أخرى لاستخدامه في العطور.

لكن التجارة تضررت بسبب الاضطرابات المرتبطة بكوفيد-19 والحرب في أوكرانيا، مما قلل الطلب وأضاف مزيدا من الأعباء على سلاسل الإمداد.

وقال عبده بدر، وهو وسيط بين المزارعين والمصانع، “حرب روسيا وأوكرانيا بردو لأن روسيا كانت بتاخد نسبة كبيرة من الإنتاج ده. يعني وضع أوكرانيا مؤثر لغاية الآن فيه وعامل بردو تخويف للدنيا كلها في السحب إللي هو الشغل دا لأن دا نظام روايح وحاجات كماليات مش أساسية بالنسبة للناس”.

وأضاف أن درجات الحرارة المرتفعة هذا الصيف سلطت الضوء أيضا على الخطر المحتمل الناجم عن أزمة المناخ على زهرة الياسمين الهشة، التي يجب قطفها قبل شروق الشمس لأن الياسمين يجف بسبب الحرارة.

ومضى قائلا “طبعا بالنسبة للحرارة لأن… (الجزيئات الصغيرة داخل الزهرة) الشمس بتحرقها، لما بيكون الحرارة عالية بتحرقها فبتقلل من نسبة الإنتاج لأن الورق من جوا هو إللي بيعيش، إللي بيبقى معرض للشمس من برا بيتحرق، دا إللي مقلل من الإنتاج”.

من جانبه أشار خالد أبو شادي وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الغربية إلى الجهود الرامية لمواجهة الظروف الراهنة والتحديات.

وقال “إحنا بنواكب الظروف الموجودة من ارتفاع درجات الحرارة والظروف إللي بتتم، بحيث أنه بردو المعاملات الزراعية إللي بتتم على محصول الياسمين لابد هيبقي فيها تغيير وفيها تعديلات إللي متأثرش على إنتاجية المحصول. ونحاول ننهض بالإنتاجية وبجودة الزيت والعجينة اللي طالعة”.

وأعرب أبو شادي عن الأمل في امتلاك تكنولوجيا فصل المكونات بدلا من تصدير الزيت الخام.

وقال “أتمنى أن يبقي فيه عندنا التكنولوجيا إللي تفصل المكونات دي كلها عن بعضها، بدل ما بصدر عجينة خام أو زيت خام، إن أنا أفرد المنتجات دي عندي كلها في مصر وأصنع أنا وأطلع البراندات إللي بتطلع بحيث أعمل قيمة مضافة للزيت إللي طالع أو للعجينة إللي طالعة، وولادنا هما إللي يستفيدوا بيها وخير المحصول دا يبقي لمصر، بحيث أنا موديهوش مادة خام وأرجع أستورده تاني بالسنتيمتر وبأسعار مبالغ فيها جدا”.