لجوء الأهالي إلى الكتب المستعلمة بسبب ارتفاع أسعار الكتب المدرسية في المغرب
- شهد هذا العام ارتفاعاً بأسعار الكتب المدرسية عن السنة الماضية.
- يحث أهالي الطلبة على شراء كتب مستعملة بسبب تضاعف تكلفة الدخول الدراسي والكتب المدرسية.
عند كل عام دراسي جديد في المغرب، يتجدد موضوع غلاء الكتب المدرسية في مقابل ضيق يد أولياء الأمور، كما هو الحال هذه السنة، حيث تفاجأت كثير من الأسر المغربية بالأسعار المرتفعة للمقررات والدفاتر والأدوات المدرسية، التي تضاعف ثمنها بشكل كبير بالمقارنة مع المواسم الدراسية الفارطة. وسجلت عدد من جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، تضاعف تكلفة الدخول المدرسي مـن خـلال الزيادات المتكررة في المقررات الدراسية وفي الدفاتر والأدوات، وذلك بالرغم من التطمينات، التي كانت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة قد قدمتها بشأن الزيادات في المقررات الدراسية.
في ظل موجة الغلاء التي تصاحب كل دخول مدرسي، تنتعش تجارة الكتب المستعملة، والتي تعد حلاً مفضلاً لدى الأسر المتوسطة وذات الدخل المحدود، والتي تكتوي بلهيب الأسعار الذي يرهقها، خصوصاً التي تضم أكثر من طفل واحد.
صرح بائع اللوازم المدرسية والكتب المستعملة بأحد الأحياء الشعبية بمدينماة القنيطرة، فاروق (45 سنة)، لمراسل أخبار الآن بالمغرب، أنه يمتهن هذا العمل منذ أكثر من عشر سنوات، وأن جميع زبنائه من الطبقة المتوسطة والفقيرة، والذين لا يستطيعون توفير كتب جديدة نظراً لغلائها.
وحول طبيعة عمله، يقول فاروق إنه يقوم باقتناء الكتب المدرسية خلال نهاية السنة الدراسية من لدن زبنائهن، الذين سبق واقتنوا كتبهم من محله، أو حتى أولئك الذين اقتنوا كتب جديدة ولم تعد لديهم حاجة بها، ويعيد بيعها من جديد مع هامش من الربح، بشرط أن تكون الكتب في وضعية جيدة وألا يطالها ضرر كبير، بحيث تظل قابلة للاستعمال.
وفي مقارنة بسيطة بين أسعار الكتب المدرسية الجديدة والمستعملة، أوضح لنا فاروق، أن كتاب مادة اللغة العربية للمستوى الثانوي يبلغ ثمنه 190 درهماً (18 دولار) في حين أن نفس الكتاب مستعمل يباع بثمن 70 درهماً (7 دولار) أي أقل من نصف الثمن.
وفي ما بتعلق بسبة الإقبال على سوق الكتب، يقول فاروق “إن إقبال الأفراد على سوق الكتب المستعملة، في تزايد مستمر، ويعرف رواجاً موسمياً خلال نهاية وبداية كل سنة دراسية، خصوصاً في ظل الوضعية الإقتصادية الصعبة التي تمر منها أغلب الأسر المغربية”.
من جهتها حدثتنا السيدة عائشة (أم لأربعة أبناء) قائلة إن الكتب المدرسية ضرورة ملحة ولا يمكن الاستغناء عنها مهما اختلفت المراحل الدراسية، وتضيف، لدي 4 أبناء متعددو المراحل ما بين الثانوي والإعدادي والابتدائي وهو ما يحملني ما لا طاقة لي به، خصوصاً في ظل الارتفاع المستمر لثمن هذه الكتب. وتقول السيدة عائشة، هو ما يضطرنا إلى اللجوء الى سوق الكتب المستعملة، والتي تظل أرخص بكثير مقارنة مع الكتب الجديدة، ويخفف عليّ نسبياً كلفة الحاجيات المدرسية.
وعلى غرار عائشة، الآلاف الأسر المغربية التي تختار سوق الكتب المستعملة، إما عن طواعية أم مرغمة، لكنه يظل نشاط تجاري يؤمن لعدد هام من التلاميذ حقهم في التعليم.
تجدر الإشارة إلى أن “الجمعية المغربية للكتبيين“، سبق وأن أعلنت عن أن الدخول المدرسي سيشهد ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، على الرغم من إعلان الحكومة المغربية أنها خصصت 105 ملايين درهم لدعم ناشري الكتب المدرسية، مشددة على أن أي ارتفاع في أسعار الكتب سيتم التعامل معه بالصرامة المطلوبة.، وهو ما اضطر الجمعية للتوضيح ضمن بلاغ لها، أن “دعم الحكومة اقتصر على كتاب التعليم العمومي، أما الكتاب المستورد المعتمد بالتعليم الخصوصي وكتاب التعليم الأولي والأدوات والمحفظات والدفاتر، وباقي المستلزمات، لم يشملها أي دعم من طرف الحكومة، بل خضعت لزيادة كبيرة ومكلفة لأولياء أمور التلاميذ”.
وفي هذا الصدد، تقدمت النائبة البرلمانية عن فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، زهرة المومن، بسؤال كتابي، إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، حول مطلب دعم أسعار الكتب والأدوات المدرسية. وقالت النائبة البرلمانية، إن الإجراءات التي تسبق عادة الدخول المدرسي، انطلقت فعلياً إلا أن الدخول الخاص بالموسم المدرسي 2022 -2023، يتسم بارتفاع أسعار الكتب والأدوات المدرسية مقارنة مع الأسعار التي كانت في السنة الماضية ، حيث وصل ذلك إلى حوالي 40 بالمئة في بعض الكتب، فضلاً عن عدد من الزيادات التي همت الأوراق والأقلام وبعض اللوازم المدرسية الأخرى.