أسباب انحراف سياسة تنظيم القاعدة في اليمن
- اعتزل عشرات القادة ومئات العناصر من تنظيم القاعدة في اليمن.
- القيادة العامة للتنظيم دائما ما كانت تثبت انها تستخدم أفرادها كوقود حرب.
- بدأت انتكاسات التنظيم الكبيرة مع ارتفاع عدد المنعزلين من عناصره وقادته
أدى انحراف سياسية تنظيم القاعدة في اليمن وانحسار جغرافيته بعد الهزائم التي تلقاها في معاقله الأساسية في حضرموت وشبوة والبيضاء بإلاضافة الازمات الداخلية التي خلقتها القيادة العامة للتنظيم، إلى بحث أغلب كوادره عن بيئات آمنه للاستقرار فيها بعيداً عن الاحزمة والنخب الامنية والتحالف العربي، وهو الأمر الذي كانت تنتظره مليشيات الحوثي بشدة.
خلال السنوات الماضية اعتزل عشرات القادة ومئات العناصر من تنظيم القاعدة في اليمن، و الكثير منهم لم يتخذ هذا القرار إلا بعد أن وصل إلى قناعة تامة بإن سياسة التنظيم انحرفت، بالتالي اتخذ جزء منهم قرار اعادة ترتيب أوضاعهم عبر تسليم أنفسهم للسلطات التابعة للحكومة اليمينة، فيما ذهب أغلب المعتزلين إلى ترتيب أوضاعهم مع مليشيات الحوثي.
أسباب الاعتزال:
- الفشل في إدارة التنظيم اثر على تماسكة.
- التهميش
- إنحراف التنظيم، ومقتل أغلب القيادات الدعوية والشرعية.
- إيقاف الميزانيات من قبل القيادة العامة للتنظيم على الولايات “المحافظات اليمنية”.
أحد القيادات الميدانية المعتزلين في تنظيم القاعدة قال لـ”أخبار الآن” أن القيادة العامة للتنظيم، دائما ما كانت تثبت انها تستخدم أفرادها كوقود حرب، وتتخلى عنهم عن اول اختبار حقيقي.
وأضاف القيادي أن الكثير من القيادات التي وفرت حاضنة آمنة للتنظيم، تنكر لها التنظيم، وكان وفور خسارته لمناطقهم، يقوم بتهميشهم والتخلي عنهم.
ويرى القيادي السابق في التنظيم القاعدة ان فشل القيادة العامة في ادارة التنظيم وعدم قدرته في تلبية احتياجات القادة الميدانيين والعناصر، اثر بشكل على تماسك التنظيم، موكداً ان هناك انتكاسة كبيرة في صفوف التنظيم.
ومصادر متطابقة أكدت لـ”أخبار الآن” أن حالة من السخط والغصب سادت اغلب افراد التنظيم في اليمن وتصاعدت مع كل ازمة جديدة داخل التنظيم.
وأوضحت المصادر في حديثها لـ”أخبار الآن” ان القيادة العامة للتنظيم اوقفت كل الميزانيات التي كانت تصرف لكل ولاية لتنفيذ الأعمال، ولم تعد إحتياجات الافراد من توقفها فقط، بل حتى احتياجات الأعمال الموكلة لقيادات الإمارة والولاية (المنطقة، المحافظة) العسكرية والدعوية والاعلامية والأمنية.
بالإضافة إلى التهميش و إيقاف الميزانيات، فهناك اسباب فاقمت من الازمة داخل التنظيم وتسببت في انتكاسة داخل التنظيم وانعزال الكثير من قادته وعناصره بالقناعة التامة على عدم عدوتهم للتنظيم.
وهي انحراف سياسة تنظيم القاعدة وانحراف الفكرة التي كانت أساس قيام التنظيم، بعد سفك الدماء ورمي التهم التي طالت عناصر والكثير من قادته بالشكوك، دون الرجوع للمحاكم الشرعية، وذلك بعد خلو التنظيم من قادتها الشرعيين والقيادة الواعية التي كانت تعطي أهميتها للسياسية الشرعية.
وبدأت انتكاسات التنظيم الكبيرة مع ارتفاع عدد المنعزلين من عناصره وقادته الذين وصلوا إلى قناعه تامة بأن التنظيم باتت يحكم من قبل قادة لا يعرفون شيئًا سوف القتل والعنف، ولا شئ يتقنونه أكثر من ذلك”.
كان أبرز القادة المنعزلين الذين تفاوضوا مع مليشيات الحوثي، هو (سند الوحيشي) شقيق (ناصر الوحيشي) الأمير الأول للقاعدة في اليمن، وكان سند الوحيشي أهم القادة الإداريين والشرعيين داخل التنظيم وكان من أهم القادة الذين يعملون لصالح التنظيم ولم يحرقهم التنظيم بالظهور الإعلامي.
وبحسب مصادر “أخبار الآن” فقد بدأ خلاف سند الوحيشي مع مركزية قاسم الريمي وتصاعدات خلافاته معهم حتى التزم بيته الذي استأجره في احد المحافظات، وكانت تأتي له وساطات من قادات التنظيم الذين دائما يحاولوا ان يبقوا بعيداً عن الصرعات داخل التنظيم.
سعد عاطف العولقي وسعد الحضرمي، كانوا من الذين حاولوا انهاء الخلاف بين سند الوحيشي والقيادة العامة، بيد ان كل محاولاتهم باءت بالفشل.
ووفق مصادر “أخبار الآن” كان سند الوحيشي يردد دائما بإنه لا يحتاج إلى وساطة حتى يرجع لصفوف تنظيم القاعدة ، وخلافه مع القيادة العامة ليس شخصي، بل انحراف سياسية تنظيم هي من تسببت به.
كما أكد سند الوحيشي لآحد الوسطاء انه لم يلاحظ اي تصحيح للأخطاء طوال التزامه في بيته بل ان الأخطاء والانتقادات تتسع.
مصادر أخرى أكدت لـ”أخبار الآن” ان سند الوحيشي بعد حادثة إعدام الدكتور مظهر اليوسفي في البيضاء، اتخذ قرار ان لا يعود إلى التنظيم واصدر بيان تحت عنوان “لماذا تركت القاعدة”.
وتضمن بيان الوحيشي التناقضات التي تحدث في تنظيم القاعدة، سيما الشرعية.
وعقب فتره من المكوث في بيته الذي استأجره قرر الوحيشي ان يتفاوض مع السلطات حتى ينهي زمن المطاردة والاختفاء.
مصادر قبلية أكدت ان سند الوحيشي كان قد تلقى اتصالات من مليشيات الحوثي للتفاوض معه، الا انه رفض وطلب من بعض شيوخ محافظة مأرب ابرزهم (م، س، ج،) التوسط له والتفاوض مع سلطة مأرب لانهاء حالة التشرد التي كان يعيشها ولكنهم لم يلتقوا موافقة على ترحيب باستقبال الوحيشي.
وأشارت المصادر القبلية : ان مشكلة السلطات الشرعية الحكومية غياب الجدية في حل مشاكل المنعزلين واستقبالهم اعادتهم إلى المجتمع.
واكدت المصادر آنه وبعد فشل الوساطة القبلية عاد سند الوحيشي تواصل من أحد فرق التواصل التابعة للحوثيين، للحصول على ضمانات، و هو ما تم بالفعل وقد حصل الوحيشي على ضمانات من قبل الحوثيين، الذين ايضآ قبلوا شروطه اهما انه يريد الاستقرار فقط ولن يخدم احد من جميع الأطراف.
وغادر الوحيشي الى العاصمة صنعاء واستقر هناك في نهاية عام 2020، ليمكث فترة في صنعاء قبل ان يغادر بتفاهم مع مليشيات الحوثي إلى البيضاء والاستقرار هناك.
وعقب وصول الوحيشي إلى صنعاء بفترة قصيرة، اعتزل التنظيم عدد من المقربين من الوحيشي ومنهم من بقي في مأرب بعيدا عن التنظيم، ومنهم من فاوض مع الحوثي وعاد للاستقرار في منطقة سيطرته، ومنهم (أ، ع، ص) واحد أقرباءه يدعى معتز.