الجفاف يزيد معاناة العراقيين ويجبر العائلات على النزوح
- تواجه ست عائلات من عشر صعوبةً بالوصول إلى مياه الشرب
- شهدت 25% من الأسر تراجعاً كبيراً في محاصيلها الزراعية
شهد العراق في عام 2022 ، وللعام الثاني على التوالي موجة من الجفاف وسجل مستويات منخفضة من هطول الأمطار في جميع أنحاء البلاد. حيث تتفاقم ظروف الجفاف بسبب الآثار الأوسع لأزمة المناخ ولا يزال هذا البلد أحد أكثر البلدان عرضة لارتفاع درجات الحرارة ، وانخفاض هطول الأمطار ، والآثار الصحية والغذائية ذات الصلة.
وتواجه ست عائلات من عشر صعوبةً بالوصول إلى مياه الشرب، فيما شهدت 25% من الأسر تراجعاً كبيراً في محاصيلها الزراعية، كما أظهر استبيان صادر عن منظمّة “المجلس النروجي للاجئين” غير الحكومية.
وشمل الاستبيان 1341 عائلة من خمس محافظات عراقية، هي الأنبار والبصرة ونينوى ودهوك وكركوك ، فيما يعاني العراق للعام الثالث على التوالي من انخفاض في الأمطار ومستوى الأنهار.
وقال جيمس مون، مدير مكتب المجلس النرويجي للاجئين في العراق في بيان “نحن نشهد استمرار الضرر الناجم عن أزمة المناخ والمياه في العراق.
ويضيف “يشهد الناس تلاشي أراضيهم الخصبة ومحاصيلهم مع كل عام يمر. الأراضي التي لطالما غذت شعباً تجف بسرعة”.
وبيّنت نتائج الاستبيان أن الجفاف أثّر “بشكل مباشر” على قدرة العائلات الوصول إلى مياه للشرب والري و”الانخفاض في محاصيل القمح والخضروات والفاكهة”.
وكانت هذه الأزمات المترابطة المتعلقة بالمياه والمناخ بمثابة عامل مضاعف للتهديد لملايين الأشخاص المتضررين من النزاع والنزوح في جميع أنحاء البلاد.
ففي الآونة الأخيرة في موسم المحاصيل لعام 2022 ، أدت ظروف الجفاف وانخفاض منسوب الأنهار إلى الحد بشكل كبير من الوصول إلى مياه الشرب والري ، واستنفاد المحاصيل والدخل ، وزادت الحواجز أمام الوصول إلى الغذاء.
وبحسب التقرير، قالت “61% من العائلات إن إمكانية وصولها إلى مياه الشرب والاستخدامات اليومية قد تناقصت خلال العام الماضي”.
كذلك، “قالت واحدة من بين كل خمس عائلات إن المياه نفذت لديها تماماً أو إنها باتت مرغمة للاعتماد على مياه ذات نوعية متدنية”.
في محافظة البصرة حيث يلتقي نهرا دجلة والفرات قبل أن يصبّا في البحر، تفتقر بعض الأقضية لمياه الشرب من “الأقنية والأنهر بسبب الانخفاض الشديد بمستوى المياه والملوحة المرتفعة”.
وأفاد الاستبيان أن ما يعادل ربع العائلات التي جرى استطلاعها شهدت فشل أكثر من “90% من محصول القمح هذا الموسم كنتيجة مباشرة لنقص المياه”.
وكنتيجة أجبرت 35% من العائلات على تخفيض استهلاكها الغذائي.
كذلك، قالت “42% من العائلات إن إنتاجها من الشعير والفاكهة والخضار قد تراجع بالمقارة مع الموسم السابق”.
وبات النزوح الناجم عن التغير المناخي، واقعاً في العراق، الذي يعدّ بحسب الأمم المتحدة من بين الدول الخمس الأكثر عرضةً للتغير المناخي.