الصياد المصري محمد نصار يستيقظ كل يوم بهدف تنظيف مياه نهر النيل
- يأخذ نصار النفايات التي يجمعها إلى مقر مبادرة (فيري نايل) بجزيرة القرصاية
- نجحت مبادرة فيري نايل في جمع 180 طنا من النفايات.
في تمام الساعة الخامسة فجرا، يبحر الصياد المصري محمد نصار يوميا بزورقه الخشبي في مياه نهر النيل، منطلقا من ضفاف جزيرة القرصاية بمحافظة الجيزة حيث يقطن بحثا عن رزقه.
وحين تمتلئ شباكه بالسمك البلطي الذي ينتهي من بيعه، يعود نصار إلى زورقه ليمشط النيل لجمع النفايات البلاستيكية.
ويأخذ نصار النفايات التي يجمعها إلى مقر مبادرة (فيري نايل) بجزيرة القرصاية ليتم وزنها ويحصل مقابل الكيلو جرام الواحد منها على 14 جنيها مصريا، في نشاط يقلل من تلوث مياه النيل ويزيد من دخله الشهري.
وقال نصار “بس المشوار ريحنا، فتح معانا شوية حتى لو الواحد تعب في البحر ومشتغلش يلم شوية الزجاجات برضه هيساعدوا مع العيال والبيت”.
وأضاف “حتى لو مفيش أي حاجة خالص (عائد مادي) هنضف النيل، ده رزقي أنا في النيل. أي حاجة بلقاها بحطها في القارب. الشوال عندي أهو كذا شوال يعني فيه جرادل بجيبها، جزم بجيبها، أي شنطة أجيبها، كلنا بنعمل كده بنلاقي المطرح نضيف ميبقاش مزبل”.
وتعمل مبادرة فيري نايل، التي بدأت عام 2018، على تطوير وسائل مستدامة لتنظيف نهر النيل وإعادة تدوير النفايات الصلبة.
وانضمت إلى الصياد نصار ابنة أخته، هيام محمد وابنها يحيى، ويعملون جميعا الآن مع المبادرة لحماية البيئة مع تأمين حياة كريمة.
وبينما يجمع نصار المخلفات البلاستيكية من نهر النيل، تعمل هيام في ورشة حيث تقوم بكي البلاستيك ليستخدم لاحقا في صناعة الحقائب البلاستيكية وغيرها من المنتجات. أما ابنها يحيى (22 عاما)، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة إذ وُلد أصم، يجدف القارب ويشارك في تجهيز الزجاجات البلاستيكية.
وعادة ما تكون عطلات نهاية الأسبوع أفضل أيام نصار في بيع البلاستيك، إذ يلقي أولئك الذين يذهبون في نزهات نيلية أو يحضرون مناسبات في قاعات الأفراح المطلة على النيل بكميات هائلة من النفايات في المياه.
ويجمع نحو 70 كيلوجراما من الزجاجات في اليوم الواحد خلال عطلة نهاية الأسبوع، مقابل 20 كيلوجراما يوميا خلال بقية أيام الأسبوع.
وعلى مدار الأعوام الأربعة الماضية، نجحت مبادرة فيري نايل في جمع 180 طنا من النفايات بمساعدة نحو 65 صيادا. وفي عام 2020، أطلقت المبادرة الورشة لإعادة تدوير المخلفات البلاستيكية لدعم النساء من سكان جزيرة القرصاية ممن لم يجدن فرص عمل مناسبة.