الشرطة الاتحادية: القوات المسلحة العراقية قوية جدًا ومتطورة.. ولا يمكن عودة داعش
- الساعدي استعرض لـ “أخبار الآن” الاستراتيجيات العسكرية التي استخدمتها الشرطة الاتحادية في معارك التحرير ضد داعش
- المؤسسة العسكرية تفوقت على تنظيم داعش رغم الإمكانيات البسيطة وعدم توفر الأسلحة الثقيلة
- أسلوب الإحاطة والالتفاف من خلف أماكن تمركز الدواعش ساهم في هزيمة التنظيم الإرهابي
انفردت “أخبار الآن” بلقاء خاص مع قائد الفرقة الأولى بالشرطة الاتحادية التابعة لوزارة الداخلية العراقية اللواء محمد الساعدي، أجرته موفدتها إلى العراق سونيا الزغول، وناقشت معه جهود الشرطة الاتحادية في معارك تحرير المحافظات العراقية من عصابات داعش الإرهابي وعمليات تأمين محيط المدن العراقية من أي هجمات إرهابية محتملة، ووقف عمليات تهريب السلاح والذخيرة والأموال لأي عناصر إرهابية يتم رصدها .
أسلوب الإحاطة دمر داعش
وإلى ذلك، استعرض الساعدي الاستراتيجيات العسكرية والتكتيكات التي استخدمتها الشرطة الاتحادية في معارك التحرير، التي خاضتها إلى جانب الأجهزة الأخرى في القوات المسلحة العراقية، لتحرير المحافظات من عصابات داعش الارهابي، وعلى رأسها مشاركتهم في تحرير “بيجي” ومصفاتها النفطية حيث كانت القلعة الحصينة لعصابات داعش الإرهابي.
مؤكدًا أن: “قطاعات قليلة شاركت في تحريرها منها جهاز مكافحة الإرهاب، والشرطة الاتحادية، والرد السريع، والجيش العراقي، مشيرا إلى أن: “عمق المعارك لبيجي بالنسبة لهذه العصابات الإرهابية كان يبدأ من الموصل حيث تمتع الدواعش في ذلك الوقت بعدد كبير من المقاتلين العرب والأجانب، إذ قتل عدد هائل منهم”، قائلًا: “أخرجنا الدواعش من بيجي بعد أن قالوا إنها عصية عن التحرير.. أخرجنا مئات القتلى منهم”.
تفوق إمكانيات المؤسسة العسكرية البسيطة
واستذكر الساعدي الإمكانيات البسيطة التي كانت المؤسسة العسكرية تستخدمها في الحرب، وتفوقت رغم عدم توفر الأسلحة الثقيلة، حيث لم تكن المؤسسة العسكرية في ذلك الوقت مهيأة للتعامل مع خطر داعش الإرهابي، ومع خوض المعارك مع ذلك التنظيم، أكد الساعدي أن القوات المسلحة العراقية امتلكت قدرات عالية للقضاء على داعش، ويعود ذلك للتدريب والالتحاق المباشر بالمعارك في ذات الوقت، ما ساهم في تطوير قدرات القوات المسلحة على مستوى المنتسبين وإدخال الصواريخ والطيران المسير في عمليات القتال.
وحول الأسلوب العسكري المستخدم أشاد الساعدي بنجاح أسلوب الإحاطة والالتفاف من خلف أماكن تمركز الدواعش، الذين كانوا يتبعون طرقًا معينة لاستهداف القوات الأمنية، بتجنبِ المواجهة المباشرة، ما ساعد الجيش العراقي في تحديد طرق غير مفتوحة، استخدمها للالتفات من الخلف ونصب الكمائن لتلك العناصر الإرهابية.
وهو أسلوب أكد الساعدي استخدامه في منطقة الصينية – وهي مدينة قرب العاصمة بغداد-، وبسبب تواجد داعش الإرهابي في الصينية بكثافة وعدم وجود قطعًا كافية من القوات العراقية لتغطية كل منطقة على حدا، أكد الساعدي أن القيادة قررت تحرير بيجي والصينية معًا وبذات الأسلوب استخدمت القوات المسلحة الصحراء للالتفاف على داعش الارهابي في مدينة الصينية.
التغلب على خداع داعش
وعن معارك تحرير الموصل سرد قائد الفرقة الأولى شرطة اتحادية التابعة لوزارة الداخلية العراقية اللواء محمد الساعدي الطرق التي كانوا يستخدمونها لتفادي قناصة داعش، بالإمكانيات البسيطة في ذلك الوقت التي تمثلت بعمل سواتر من القماش والأغطية، يسيرون خلفها لتفادي القناصة مع اعتماد الحركة السريعة والمفاجئة عند الاقتراب من أي عنصر ارهابي.
وعن كيفية التغلب على خداع داعش بارتداء الزي العسكري أكد الساعدي تفاديهم لتلك الخدعة من خلال الكلمات المشفرة، وأشار أيضًا إلى “كشفهم خدعة الضربات الوهمية عند إلحاق أي إرهابي ضررًا بسيطًا عند نقطة أمنية حتى يرسل لها الدعم لتحقيق ضرر أكبر.”
مؤكدًا أن: “القوات المسلحة العراقية استخدامت الطرق غير المعبدة للوصول إلى الجرحى و إجلائهم. ودربت قناصين محترفين لقتل من يجدونه منهم ينفذ عملًا إرهابيًا ضد القطاعات الأمنية.”
وحول سبب قتلهم وعدم اعتقالهم في ذلك الوقت، أشار الساعدي إلى أن القتال المحتدم مع داعش وتفجيرهم عشرات العربات المفخخة دفعهم إلى التعامل معهم من خلال التصفية المباشرة، وبعد انتهاء المعارك وتحرير المحافظات أكد الساعدي القائهم القبض على قيادات داعش الإرهابي وإحالتهم للقضاء، وأن من تبقى من عناصر داعش متواجدون في مناطق نائية يستخدمون فيها الطيران لتصفية من تبقى من عناصر إرهابية.
معارك تحرير الموصل القديمة
وعن معارك تحرير الموصل القديمة التي وصفها بالأصعب، أكد الساعدي أن جميع الأجهزة الأمنية شاركت في المعركة حين استخدم داعش الإرهابي المدنيين دروعًا بشرية، جامعًا إياهم في الموصل القديمة ذات المساحة الضيقة، مشيرًا إلى أن إجلاء المدنيين تم من الجهة المقابلة للنهر بطريقة آمنة مع تجنبهم الرمي المباشر.
وعن أصعب التحديات التي مروا بها أكد أنها كانت تحديد إذا ما كان في المنزل مدني أو داعشي، مشيرًا إلى أن خسائر داعش الإرهابي الفادحة دفعته لاستخدام وسائل إعلامه لرفع معنويات عناصره بعد الهزائم في كل مكان بالعراق. وأكد أن: “داعش الإرهابي أتلف جميع الأموال وقام بتهريب جزء منها قبل معركة تحرير الموصل.”
داعش لا علاقة له بالإسلام
وفي هذا الصدد، أكد الساعدي: “أنهينا ما يسمى دولة الخرافة لداعش الإرهابي”، إذ شدد قائد الفرقة الأولى شرطة اتحادية، على أن داعش الإرهابي لا علاقة له بالإسلام وتصرفاته ضد الدين، مشيدًا بقدرات القوات المسلحة العراقية التي وصفها بالقوية والمتطورة.
وقال: “لو نصب تمثال لكل منتسب للشرطة الاتحادية قليل في حقهم لما قدموه من تضحيات”، وأكد أن تطور قدرات القوات المسلحة يجعل من المستحيل عودة داعش أبدًا إلى العراق .