تونس تلجئ للشمس لتدارك عجز الطاقة
- تمتلك محطات الطاقة العائمة خاصية التبريد الطبيعي للألواح
- غالبا ما تواجه المشاريع عقبات قانونية واجراءات إدارية معقدة
الطاقة الشمسية في تونس هي إحدى مصادر الطاقة المتجددة التي تهدف تونس إلى الارتكاز عليها كمصدر أساسي للطاقة، على المدى المتوسط والبعيد.
وتتمتع تونس بإمكانيات شمسية كبيرة، تقدر ب1800 كيلوواط ساعي/متر مربع/السنة في شمال البلاد، و2600 كيلوواط ساعي/متر مربع/السنة في جنوبها، بينما يبلغ عدد ساعات الشمس المشرقة 3400 ساعة في السنة.
تنعكس أشعة الشمس على عشرات ألواح الطاقة الشمسية المنتشرة في بحيرة في تونس، الساعية كغيرها من الدول المغاربية لتدارك تأخرها في استغلال هذا المصدر الطبيعي للطاقة المتوفر على مدار العام تقريبا.
وقد صادقت الحكومة التونسية، في بداية السنة، على تنفيذ عدد من مشروعات الطاقة الشمسية، ضمن خطة إستراتيجية لخفض فاتورة استيراد المشتقات النفطية، وتأمين احتياجاتها من الطلب المتزايد على الكهرباء.
وأشرفت رئيسة الحكومة، نجلاء بودن رمضان، على موكب المصادقة على مشروعات الإنتاج الخاصة للكهرباء من الطاقات المتجددة بقدرة 500 ميغاواط، وبحضور عدد من الوزراء والسفراء وممثلين عن المؤسسات المانحة والمستثمرين.
وتخطط تونس لرفع حصة الطاقة الشمسية في مزيج الكهرباء، عبر تطوير 3.8 غيغاواط من الطاقة الشمسية المركبة بحلول عام 2030، بما يرفع حصة الطاقة المتجددة من 3% حاليًا إلى 30% بحلول نهاية العقد الحالي.
تأتي المشروعات الجديدة في إطار تنفيذ البرنامج الوطني لإنتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة ضمن برنامج الانتقال الطاقي من خلال دفعة أولى من المشروعات.
يأمل المدير في شركة “كيير” عمر الباي أن يكون نموذج محطة الطاقة الشمسية العائمة في البحيرة الواقعة في العاصمة التونسية والتي تنتج 200 كيلواط والتي تعد الأولى من نوعها في منطقة شمال إفريقيا، محفزا لاطلاق مشاريع أخرى مشابهة في المنطقة.
ويؤكد الباي أن تونس التي تملك موارد محدودة، “ليس لديها خيار آخر سوى المراهنة على مصادر الطاقة المتجددة”.
تمتلك محطات الطاقة العائمة خاصية التبريد الطبيعي للألواح مما يجعلها أكثر نجاعة، فضلا عن كونها تفتح المجال لاستغلال الأراضي “لاستخدامات أخرى كالزراعة أو بناء المساكن”، بحسب الباي.
يعد مناخ دول المنطقة معتدلا إلى حار بينما تقدّر ساعات سطوع الشمس بالآلاف على مدى العام بأكمله، وهو ما يعزز إمكانية أن تصبح المنطقة عملاقا لإنتاج الطاقة الشمسية البديلة ويكون بمقدورها تلبية احتياجاتها الخاصة بل وحتى التصدير إلى أوروبا.
ورغم عوائق البيروقراطية على المستوى الإداري، إلاّ أن العديد من الدول تقدمت أشواطا مهمّة في انتاج الطاقة الشمسية، على خلفية ارتفاع أسعار المحروقات جرّاء الأزمة الروسية الأوكرانية وازدياد الوعي حيال أهمية العودة إلى الموارد الطبيعية واستغلالها، بحسب خبراء.