تفاقم أزمة النفايات في صفاقس عاصمة الجنوب التونسي
تحول لون سماء محافظة صفاقس الواقعة في الجنوب التونسي إلى الرمادي بسبب الدخان الكثيف الذي غطى سماء المدينة منذ الخميس نتيجة لحرق النفايات المتراكمة دون أية حلول حكومية.
وتظاهر مئات التونسيين في المدينة، الخميس، احتجاجا على تفاقم أزمة النفايات منذ بدايتها العام الماضي. حيث تتصاعد وتيرة الغضب الشعبي يوما بعد يوم.
ورفع المحتجون في كلا الوقفتين لافتات عليها “صفاقس تحت القصف البيئي”، و”صفاقس وصية الجدود صبرها فات الحدود”، و”نحبو (نريد) حلول موش كلام”.
وتم حرق المصب الرئيسي بعد أن تجاوزت النفايات الحد الأعلى وقيدت القضية ضد مجهول، لكن الأمر في حال استمراره وتكراره سيستسبب بأضرار بيئية كارثية.
وعن الآثار السلبية لعمليات الحرق يقول الدكتور زهير الحلاوي وهو أستاذ متخصص في البيئة والمناخ لأخبار الآن:”عند إفراز حجم كبير من الغازات السامة سيؤدي إلى الإضرار وتهديد تنفس الأشخاص الذين يعانون من أمراض والشيوخ والأطفال ومن لديهم مناعة صحية ضعيفة، وهذا خطر داهم على الصحة والبيئة”.
وعن من يتحمل المسؤولية في صفاقس يقول الحلاوي: ” مشكلة أزمة النفايات قديمة كونه كان هناك مصب مرافق في صفاقس وكان يجمع الفضلات المنزلية الناجمة عن مختلف البلديات في صفاقس ومؤخراً تم إغلاقه بسبب عدم القدرة على الاستيعاب، لهذا صار هناك مشكلة أين يمكن أن يتم التخلص من هذه النفايات، وكان هناك عدة حلول مقترحة لكنها باءت بالفشل نظراً لرفض السكان تحويل الأماكن القريبة من منازلهم إلى مصب للنفايات، وبالتالي تم اختيار المصب العشوائي بالقرب من ميناء صفاقس، لكن هذا المصب تضخم جداً”.
ويضيف: “الحلول التي تم وضعها كانت غير قابلة للاستغلال كون انه كان يجب أن يتم تقنين هذه الفضلات ومعالجتها بشكل علمي، لكن هذا لم يحصل وبالتالي تم حرقها”.
والأربعاء، أصدر الرئيس التونسي قيس سعيّد خلال لقائه وزيرة البيئة ليلى الشيخاوي، أوامر باتخاذ إجراءات فورية لوضع حد للكارثة البيئية بصفاقس بالتنسيق مع كل الجهات المعنية.
وأوضح سعيّد، في بيان، أن الوضع في المدينة “غير طبيعي، بل الهدف منه تأجيج الأوضاع بكل الوسائل”.
وتعتبر صفاقس العاصمة الاقتصادية للبلاد، وثاني أكبر المدن بعد العاصمة تونس، من حيث الكثافة السكانية بنحو مليون نسمة.